الصفار يدعو إلى تفعيل الدور المؤسسي لتطبيق مبادئ الاحسان في المجتمع
أكد الشيخ حسن الصفار ضرورة تكريس مفهوم العمل المؤسسي للإحسان باعتباره إحدى أدوات المجتمع المدني التي لا يمكن الاستغناء عنها في ظروف الحياة الحالية التي تتسم بالتعقيد الاجتماعي والإداري، وطالب في ندوة حضرها مساء أول من أمس المهتمين بالشأن الاجتماعي بضرورة تأسيس لجان تطبق مبادئ الإحسان في شكل عملي.
وقال في مجلس الشيخ مبارك في قلب مدينة القطيف: " في الغرب هناك لجان عدة لفعل الخير يبادر لها أناس بمحض إرادتهم بل، ويتسابقون على ذلك، وفي بعض الجامعات كما في أستراليا وأمريكا وغيرها يكون هناك قسم لتسجيل أسماء المتطوعين الراغبين بعمل صداقة مع الطلاب الأجانب فقط لتطوير مهارة التحدث باللغة الإنجليزية، وهناك لجان لرعاية نشاط السباحة في أستراليا مثلاً لأن السباحة تكون في المحيط وأمواجه شديدة فكثير ممن يريدون السباحة يتعرضون للغرق سيما من لا علم له بذلك كغير الأستراليين".
ورأى الصفارأن الشعوب تحتاج لصناعة الإحسان في شتى المجالات، مشددا على أنه نهج أخلاقي إن فقدته المجتمعات فقدت أحد أهم مقوماتها، وقال "إن مجالات الإحسان عديدة وأن المجتمع بحاجة إلى تكوين لجان ومؤسسات لتنميتها".
وقسمت الندوة لمحاور عدة، أهمها "الإحسان شريعة أخلاقية"، معرفا إياه بـ"أنه مأخوذ من الحسن وهو ضد القبح، والإحسان ضد الإساءة"، مضيفا "له معان عدة، منها فعل الخير أو ما ينفع الناس".
ورأى الصفار أن ما يحرك الإنسان لفعل الخير يكمن في دوافع، ف"هي الدافع الأساس لصناعة الإحسان، إذ قد يندفع بدافع ديني أخلاقي لإيمانه بالقيم الإنسانية، وقد يكون بسبب حسه ووعيه الاجتماعي، وأخيراً اداركه أهمية ما يعمل والذي سوف يجني ثماره هو شخصياً ومجتمعه".
وعن ثمرات الإحسان قال: "من أهم المفاهيم الأخلاقية وروداً في القرآن الكريم مفهوم الإحسان مع ما يحوي هذا المفهوم من مشتقات"، مشير إلى 200آية قرآنية حول مشتقات هذه الكلمة ومنها إن الله يأمر بالعدل والإحسان. مضيفا "لذلك كله فإن المحسنين عظيمة عند الله وأجرهم عظيم".
وتابع قائلاً "إن من ثمار الإحسان حب الله للمحسنين، فالمحسنون هم أحباب الله كما يؤكد ذلك قوله تعالى: وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، كما أن يوم القيامة يفضل المحسنين فيه بما في ذلك من يحسن لسائر المخلوقات.
وتطرق الصفار إلى أن الإحسان يأتي من الكلمة الطيبة والرأي النافع، وأضاف "يحتاج الناس إلى الكلمة الطيبة والرأي السديد لتقويم منهجهم في الحياة، سيما مع تطور متطلبات الحياة وتعقدها في بعض الجوانب فإن إدارتها أصبحت صعبة وتحتاج إلى خبرة ورأي سديد، وبذل الرأي والمشورة للغير هو وجه من وجوه الإحسان، والدال على الخير كفاعله"، ذاكرا أمثلة حية من واقع المجتمع، وقال: "إن كثيراً من خريجي الثانوية العامة يتخرجون من منها، ولا يستطيعون اختيار التخصص المناسب لميولهم، وما تحتاجه البيئة العملية. فتخصيص لجان لتوجيههم ومساعدتهم هو إحسان لهم وللمجتمع". وتابع "كذلك بالنسبة للوظائف، قد تكون هناك وظائف متاحة ولكن بعض الخريجين لا يعلمون عنها، فمساعدتهم بالحصول عليها والبحث لهم عن وظائف مناسبة أمر مطلوب".
وفي مجال الأعمال الحرة شدد على أنه ليس من الصحيح أن يتم الاعتماد على الوظائف فقط، فـ"عمل المشاريع والمؤسسات عوائده أكثر، بيد أن الناس بحاجة إلى ذوي الخبرة لمساعدتهم في اختيار المشروع الناجح، وكيف يتم إدارته، وما هو سبيل النجاح، وكل هذا الدعم إحسان يثاب عامله".