الشيخ الصفار: يدعو جموع الشباب الحسيني للتحلي بالقيم والمبادئ الحسينية
حث سماحة الشيخ حسن الصفار جموع الشباب الحسيني على التحلي بالقيم والمبادئ التي دعا إليها الإمام الحسين ، مذكراً أن نهضته ما قامت إلا من أجل القيم والمبادئ الإنسانية والإسلامية.
الشيخ الصفار الذي كان يلقي كلمة في حشد جماهيري بمناسبة العاشر من المحرم في موكب الإمام الحسين بسيهات مساء الثلاثاء قال فيها: إن من يتألم لما أصاب الحسين وأسرته قبل أربعة عشر قرناً، حرياً به أن يعيش الألم -أيضا- للجراحات النازفة في واقع الأمة الإسلامية اليوم.
كما أشار إلى أن إخواننا وأهلنا المسلمين في غزة هم أكثر من يدرك قيمة أحداث كربلاء جراء مايحدث لهم من العدوان الصهيوني، داعيا الإخوة في فلسطين إلى أن يأخذوا من دروسها مايعينهم على الثبات والصمود والعزة، وأن يتسلوا بما أصاب عائلة الحسين في كربلاء.
وأشار سماحته إلى أهمية جعل هذه المناسبة فرصة للتضامن مع هؤلاء المجاهدين المقاومين، وأن ندعو لهم بالثبات والصمود والنصر من أجل دعم مواقفهم الصامدة الثابتة في مواجهة العدوان الإسرائيلي عليهم.
ودعا الصفار الشباب للسير على خط ونهج أبي عبد الله الحسين في التمسك بالدين، والاهتمام بحقوق الناس وعدم التساهل في أي حق مادي أو معنوي للآخرين، وتحمل المسؤولية في الدفاع عن الدين والوطن والأمة.
مثنيا على جهودهم وبما يقومون به من أنشطة دينية تحتضن الشباب، وتحافظ على سلوكهم وقيمهم من الانحراف، ولتحقق ذلك أشار إلى أمرين:
الأمر الأول: الوعي والمعرفة بالثقافة الدينية.
الأمر الثاني: خلق الأجواء المناسبة لنستقطبهم إلى ماينفعهم ويفيدهم في دنياهم وآخرتهم.
ثم قامت إدارة الموكب يتقدمهم السيد محمد الحسيني مسؤول العلاقات العامة بصحبة سماحة الشيخ الصفاروالوفود المرافقة له، وكان من أبرزهم الشيخ عبد الرحمن المحرج الداعية والمصلح الاجتماعي حيث الطلع الجميع على أهم الفعاليات البارزة، كالملحمة الحسينية ( المشرعة ) والمعارض الفنية وخيمة التبرع بالدم والمرسم الحسيني للطفل.
في مايلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم أيها المؤمنون أيها الحسينيون الذين اجتمعتم وتداعيتم من أجل أن تحتفوا بهذه الذكرى العظيمة بهذه المناسبة الأليمة مقتل أبي عبد الله الحسين سيد شباب أهل الجنة سبط رسول الله وريحانته هذه المناسبة التي يجب أن ننتهل منها كل عام وكل آن ما يزيدنا ثباتا ً على ديننا وتمسكاً بمبادئنا فالإمام الحسين لم يكن سائراً من أجل سلطة أو سلطان وإنما كما قال إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.
أيها المؤمنون حينما نحيي تفاصيل حادثة كربلاء إنما من أجل أن تصبح أحاسيسنا وقلوبنا مرهفة ضد الظلم وضد الجور أن من يتألم لما أصاب الحسين وأسرة الحسين قبل أربعة عشر قرناً حرياً به أن يعيش الألم أيضاً للجراحات النازفة في واقع الأمة الإسلامية اليوم. إن أهالينا وإخوتنا المسلمين في غزة وإخواننا الفلسطينيين إنهم أكثر من يدرك قيمة أحداث كربلاء، نقول أيها الصامدون في غزة أيها الثابتون أيها المدافعون عن شرف الأمة وكرامتها أيها المواجهون لحمم الظلم والعدوان خذوا من دروس كربلاء ما ينفعكم في الثبات والصمود، صحيح أنكم تعانون الكثير من الظلم وتعانون من الحمم التي تنزل بكم من قصف الطائرات وقصف المدافع والدبابات هجوم من الجو ومن البحر ومن الأرض، ولكن كونوا كما كان السلف الصالح في هذه الأمة كما كان أصحاب الإمام الحسين الذين لم ترعبهم قوة الأعداء ولم يتراجعوا لأسلحة الأعداء وإنما ازدادوا مضاء وعزما ًوتضحية. عوائلكم في غزة تعيش الآلام والمصائب، تعزوا وتسلوا واستنهلوا من ما عانته عائلة الحسين في كربلاء إننا جميعا في كل مكان علينا أن نجعل هذه المناسبة فرصة للتضامن مع هؤلاء المجاهدين المقاومين أن ندعو لهم بالثبات أن ندعو لهم بالصمود أن ندعو لهم بالنصر وان ندعمهم بأموالنا. في حرب تموز حينما أعلنت الحرب على المجاهدين والمقاومين في لبنان ما قصر الناس في عطائهم وتبرعاتهم من أجل دعم صمود الناس ومن أجل دعم مواقفهم الصامدة الثابتة والآن أيضا أيها المؤمنون لا تقصروا في التبرع من أجل إخوانكم الفلسطينيين في غزة ابذلوا وانفقوا من أموالكم فهو أقل ما يمكن أن يفعله الإنسان المؤمن وأن يقدمه الإنسان المسلم في مقابل ما يعيشه الفلسطينيون من آلام ومن مآسي ومن فضائع تدمي القلب وتجرح المشاعر، ولكن كما قال أبو عبد الله الحسين (ع ) ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما أيها الشباب المؤمنون علينا أن نسير على خط أبي عبد الله الحسين في التمسك بالدين.
الإمام الحسين في يوم كربلاء وأثناء المعركة والقتال التفت احد أصحابه أبو ثمامة الصيداوي فرأى أن الشمس قد زالت، جاء وقت صلاة الظهر التفت إلى الإمام الحسين قال يا أبا عبد الله حان وقت الصلاة واني أحب أن نلقى الله وقد صلينا معك هذه الصلاة رفع الحسين طرفه قال ذكرتك الصلاة جعلك الله من الذاكرين وطلب من الجيش الأموي أن يعطيهم المهلة من أجل أن يقيموا الصلاة فرفض بعضهم وقبل آخرون وبعد لغط استجابوا لطلب الإمام الحسين حتى يؤدي الصلاة وأدى الإمام الحسين مع أصحابه صلاة الخوف خوفا من أن يهجم الأعداء عليهم. أيها الشباب إذا كان الحسين في وسط المعركة ومع ذلك لم ينشغل عن الصلاة حينما حان وقتها، فحري ٌ باتباع الحسين، حري ٌ بالشباب الحسيني الذين يحيوا ذكرى الإمام الحسين أن يكونوا شديدي المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها، لا تقولوا عندنا شغل عن الصلاة لا تعتذروا عن الصلاة بالشغل بل اعتذروا لأي عمل بالصلاة فالصلاة في وقتها هي أهم شيء يجب أن يتجه إليه الإنسان المسلم. أيها المؤمنون، في ليلة العاشر من المحرم أمر الإمام الحسين منادياً أن ينادي بين أصحابه من كان عليه دين فلا يشترك معنا في القتال غداً وإنما يذهب لأداء الدين الذي عليه. الإمام الحسين يريد أن يذكرهم ويذكر الأجيال بأن حقوق الناس أولى بالإهتمام وأولى بالحرص، نهض رجل كان عليه دين قال له الحسين إنصرف لأداء الدين الذي عليك.
حقوق الناس مهمة جداً في نظر الإنسان أن أي متدين يهتم بالعبادات ويهتم بالشعائر الدينية ينبغي أن يكون إهتمامه أيضا بحقوق الناس كبيرا لا يصح أبدا أن يتساهل في أي حق مادي أو معنوي للآخرين هذا درس من دروس ثورة أبي عبد الله الحسين . في يوم عاشوراء كان أكثرية من قاتل مع الحسين من الشباب وكان بعضهم لم يبلغ الحلم في الحادية عشر من العمر هؤلاء الشباب وعوا مسؤوليتهم وتحملوا واجب دينهم ولذلك جاهدوا بين يدي أبي عبد الله الحسين وفي كل عصر وجيل الآمال معقودة على الشباب حتى يكونوا هم الذين يدافعون عن قيم الدين والشباب هم المستهدفون من قبل أعداء الدين والأخلاق والقيم المفاسد المنكرات إنما تستهدف هذا الوسط وهذه الشريحة الشبابية لذلك على كل شاب أن يحافظ على دينه أن يحافظ على قيمه أن يحافظ على مبادئه فذلك أهم ما يريده منه الإمام الحسين وذلك ما يريده منا الله سبحانه وتعالى قبل كل شي وبعد كل شي. ولا يكفي أن يلتزم الإنسان بالمعروف وان يبتعد عن المنكر بل عليه أن يكون داعية خير وصلاح، ولهذا أنا أغبطكم أيها الشباب وأشد على أيديكم حينما تقومون بهذه الأنشطة الدينية فتحتضنون الشباب وتحفظوهم من الفساد والإنحراف وتجعلونهم سائرين في خط الدين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم وأن يوفقكم إنما نستطيع أن نحافظ على سلوك أبنائنا وشبابنا بأمرين أساسين: الأمر الأول، هو الوعي والمعرفة علينا أن نهتم بالثقافة الدينية وبالوعي الديني والمعرفة الدينية هذا أولا. وثانياً: أن نخلق الأجواء الصالحة للشباب، أن نخلق لهم الأجواء المناسبة الملائمة حتى نستقطبهم إلى ما ينفعهم، إلى ما يفيدهم في دنياهم وفي آخرتهم. أيها الشباب، إنكم تجتمعون في جو بارد وتشعرون بهذا البرد القارص ولكن تذكروا الآلام الذي كان يعيشها معسكر الحسين في هذه الليلة ولهم دويّ كدويّ النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد ومرتل للقرآن وتال لآياته وتذكروا إخوانكم الصامدين في غزة وهم يعيشون هذه الظروف الصعبة، أدعوا الله لهم بالنصر والثبات، أدعوا لهم بالنصر والظفر وأن ينتقم لهم من هؤلاء الظلمة الصهاينة المعتدين. أيها الشباب الأعزاء، عليكم باليقظة وعليكم بالحذر من أجل حفظ مستقبلكم ومستقبل مجتمعكم ومستقبل وطنكم ومستقبل أمتكم، هذا الحذر يجب أن يتحقق عن طريق البرامج الواعية برامج التربوية الهادفة، كل واحد عليه أن يفكر في هداية الآخرين وإصلاحهم ولا يكتفي بأن يحقق الصلاح والهداية لنفسه. اسأل الله تعالى لكم التوفيق واسأل الله تعالى لكم الاستقامة وأن يجعلكم استمراراً لخط أبي عبد الله الحسين ولنهضة أبي عبد الله الحسين في التزام الدين وفي الدفاع عن قيمه وفي تطبيق مبادئه وفقكم الله وأعادكم على مثل هذه المناسبة وأنتم ووطنا وبلاد المسلمين في أمن وأمان إن شاء الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صور: