الشيخ الصفار للمبتعثين في جامعة شمال ولاية (أيوا) بأمريكا
المجتمع يتقدم ويفخر بكفاءات أبنائه
تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار عبر التلفون مع لقاء طلابي للمبتعثين في جامعة شمال ولاية (إيوا) بمدينة «سدر فولز» صباح يوم السبت 26 صفر 1430هـ ـ 21 فبراير 2009م وهو يصادف مساء الجمعة حسب توقيتهم، وألقى محاضرة استغرقت ثلاثين دقيقة، حثّ فيها الطلاب على شكر النعمة التي يعيشون فيها، والفرصة الثمينة التي يتمتعون بها.
منطلقا من وصية رسول الله لأبي ذر الغفاري: «يا أبا ذر اغتنم خمساً قبل خمس صحتك قبل سقمك، وشبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك».
لافتاً نظر الطلاب إلى أنهم يحظون بفرصة عظيمة يُغبطون عليها، حيث يعيشون في بيئة علمية، وتتوفر لهم إمكانات المعرفة والتعليم.
وأكد سماحة الشيخ الصفار للطلاب أنهم يقومون بمهمة دينية في كسبهم للعلم والمعرفة، فطلب العلم الذي تحتاجه الأمة فريضة، وإحراز التقدم العلمي ضرورة لمصلحة الإسلام والأمة.
وقال: إن بلادنا والحمد لله لا ينقصها شيء إلا توفر الكفاءات ، التي تقود عملية التنمية.
وإن المجتمع إنما يتقدم ويفخر بكفاءات أبنائه، مشيداً بنماذج من الكفاءات من أبناء المجتمع التي فرضت احترامها على المستوى الدولي: كالدكتور عبدالجليل الخليفة من الأحساء الذي فاز أثناء دراسته في أمريكا بالمرتبة الأولى على مهندسي غرب أمريكا، وهو يتربع الآن على قيادة شركة بترولية أجنبية وانتخب لرئاسة جمعية مهندسي البترول العالمية التي تضم (75) ألف عضو، ليصبح بذلك أول رئيس للجمعية من قارتي آسيا وأفريقيا.
كما أشاد الشيخ الصفار بالدكتور حسام سعيد الحبيب من القطيف وهو أخصائي جراحة المخ والأعصاب، الذي أدرجت قائمة مركيز ـ أشهر موسوعة عالمية توثق مشاهير العالم في المجالات العلمية والإنسانية ـ أدرجت اسمه ضمن أبرز شخصيات العالم لعام 2009م لقاء انجازاته في مجال الأبحاث الطبية، التي شملت اكتشاف طريقة جديدة لإغلاق الأوعية الدموية، واكتشاف آخر يبسّط لجراحي العمود الفقري إجراء العمليات الجراحية المعقدة.
ودعا سماحة الشيخ الصفار الطلاب إلى أن يكونوا نموذجاً مشرقاً لوطنهم ومجتمعهم في التزام القيم الدينية والأخلاقية وهم يعيشون في مجتمع مفتوح.
وأن يلتقوا ويتواصلوا مع بعضهم البعض وإن اختلفت مناطقهم وآراؤهم وأمزجتهم، فهم يعيشون في مجتمع ضرب أروع الأمثلة في تجاوز الحواجز بين البشر، حين اختار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من أصل أفريقي.
وعن إشكالية العلاقة مع الجنس الآخر، حيث يواجه المبتعثون من طلاب وطالبات حال الاختلاط في الجامعة والمجتمع الأمريكي.
أجاب سماحة الشيخ الصفار بأن الإسلام لا يحرّم ولا يمنع الاختلاط بين الرجال والنساء، مع التزام الاحتشام والعفاف، والحرام هو الخلوة بين الرجل والمرأة والأجنبية، أما الاختلاط والتعامل فليس حراماً.
لافتاً نظر الطلاب والطالبات إلى الحذر من تجاوز العلاقة العادية مع الجنس الآخر التي تفرضها طبيعة الزمالة والتعامل العام، فإن التجاوز إلى مستوى العلاقة العاطفية والمزاح والمرح يكون مدخلاً لمزالق الانحراف.
وحول مطالبة المبتعثين بزيارات العلماء والخطباء من البلاد لهم، وعدهم سماحة الشيخ بتشجيع مثل هذه المبادرات، داعياً لهم بالنجاح والتوفيق شاكراً للدكتور رضي المبيوق اهتمامه باحتضان الطلبة المبتعثين في الجامعة التي يدرّس فيها.