الشيخ المحرج: الانكفاء الشيعي ومسألة الصحابة يعيقان انفتاح السلفيين على الشيعة
الصفار: التمييز الطائفي يولد الاحساس بالمظلومية ويعيق الانفتاح.
العباد: غياب التسامح جاء نتيجة لغياب الإرادة السياسية والمرجعية العلمائية والإعلام الرسمي.
النزر: هناك معلمون يغذون الحقد ضد الشيعة منذ 30 عاما.
البحراني: صمت التيار الوسطي ازاء فتاوى تكفير الشيعة أمر محبط.
المحرج: لازلنا في بداية المشوار وينبغي أن نفتح صفحة جديدة ونؤسس لمرحلة قادمة.
قال الداعية المعروف الشيخ عبدالرحمن المحرج أن هناك "تيارا وسطيا" من السلفيين السعوديين يرغبون في الانفتاح والحوار مع مواطنيهم الشيعة لولا معوقا الانكفاء الشيعي ومسألة الصحابة.
واعتبر المحرج في محاضرة القاها مساء الثلاثاء في مجلس الرضا بالدمام «مجلس سادة الشخص» أن "الحاجز الرئيسي لدى هؤلاء الوسطيين بل والكثير من المتشددين كان وما زال هو اللعن والشتم للصحابة والطعن في شرف السيدة عائشة".
وأوضح في محاضرته التي جاءت بعنوان " التسامح" وقدم لها الدكتور السيد عدنان الشخص أن هناك تيارا وسطيا من السلفيين في المملكة يرغبون بالانفتاح والحوار مع أبناء وطنهم من الشيعة خاصة العلماء منهم.
مستدركا بأن "الحاجز الرئيسي" أمام هذا الانفتاح هو انكفاء عامة الشيعة على أنفسهم إلى جانب مسألة اللعن والشتم للصحابة والطعن في شرف السيدة عائشة على حد تعبيره.
وعقب أنه ومن خلال لقاءات متعددة مع بعض رموز وعلماء الشيعة في المملكة علم منهم بأن هذين الأمرين غير موجودين لدى الكثير من أبناء المجتمع الشيعي بل منهي عنهما من عدد من المراجع مضيفا أنه إن كان هذا الكلام صحيح فذلك يعني بأن هذا الحاجز ليس له وجود وعلينا البدء في الالتقاء والانفتاح والحوار مع بعضنا البعض.
مؤكدا مرة أخرى بأن هناك من يعرفهم من العلماء والمثقفين في الرياض من عبروا له عن استعدادهم للالتقاء مع اخوانهم الشيعة والانفتاح عليهم.
داعما كلامه بتوجيه دعوة لرموز الشيعة ومثقفيهم لزيارته في الرياض كخطوة أولى للبدء في عمل منهجي يزيل هذا التراكم الجليدي في العلاقة بين الطرفين.
وقال بأن كلامه هذا نابعا من القلب ليصل إلى القلب مباشرة، وأنه يتمنى أن يأتي اليوم الذي يجد فيه الشيعة والسنة في هذا البلد يزورون المسؤولين سويا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين. أو أن يقوموا ببعض الأعمال الدينية المشتركة كأداء مناسك العمرة مثلا.
ثم بعد انتهاء الضيف من محاضرته، جاء دور المداخلات التي ابتدأها السيد هاشم الشخص مرحبا بالشيخ ومعبرا عن سعادته وسروره الكبير بالكلام الذي سمعه منه، موضحا بأنه من المؤيدين والملبين لمثل هذه الدعوات الصادقة.
ثم داخل الشيخ حسن الصفار مداخلة مستفيضة أكد فيها على وجود المتشددين لدى الطرفين وأن ذلك يجب أن لا يكون عائقا أمام التقدم نحو التسامح بين بعضنا البعض.
كما أكد على وجود عدد من الفتاوى والكلمات لعدد من مراجع الطائفة الشيعية الكبار والتي تنهى عن التعرض أو التعدي على رموز السنة مستشهدا بعدد من النصوص لآية الله السيد السيستاني وآية الله السيد الخامنئي خاصة الخطبة التي ألقاها في عيد الغدير الماضي.
ثم أتبع كلامه بأن ما خلق هذا الجو من عدم التسامح بين الطرفين داخل المملكة هو وجود التمييز في التعامل بين الطرفين.
مؤكدا بأن هذه الحالة تخلق إحساس مرير بالغبن والمظلومية لدى أحد الطرفين مما يعيق الانفتاح والتسامح مع الطرف الآخر المفضل، وضرب أمثلة على كلامه بعدد من الأمور الاجتماعية مثل تمييز الأب بين أبناءه والضغينة التي يخلقها بينهم، وكذلك تعامل الزوج مع زوجاته، موضحا بأنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الزوج أو ذلك الأب يكن نفس المشاعر لجميع الأطراف لكن يتوجب عليه أن لا يظهر ذلك في التعامل الخارجي.
وبعد ذلك داخل الشيخ محمد العباد معبرا عن سروره أيضا بما سمعه من الشيخ، وذكر بأنه يرى بأن هناك ثلاث عوامل مؤثرة بشكل أساسي في عملية التسامح بين الطرفين وهي: الإرادة السياسية والمرجعية العلمائية والإعلام الرسمي.
موضحا بأنه حتى الآن هذه العوامل الثلاث لم تلعب الدور الإيجابي المرجو منها، بل كرست هذه الأجواء من عدم التسامح.
ثم داخل جابر البوصالح بسؤال حول الباحثين السنة الذين يؤلفون هذا العدد من الكتب التهجمية والطائفية ضد الشيعة، هل هم يبحثون عن الحق.
وبعدها داخل الباحث خالد النزر مرحبا بالضيف ومثنيا على كلامه النابع من القلب وعلى دعوته الصادقة.
وقال النزر بأنه سيكون من أول الملبين لها، ثم ذكر من واقع تجربته الشخصية بأن من أهم الأمور الخطيرة لدينا هي ليست فقط المناهج الدراسية وما فيها من طائفية وإقصاء للآخر، بل الطامة الكبرى هي في مدرسي هذه المناهج الذين يستغلون ومنذ حوالي 30 عاما الحصص الدراسية في زرع الفرقة والحقد على أبناء الطائفة الشيعية واعتبارهم هم العدو الأول للمسلمين.
ثم داخل الأستاذ علي البحراني مرحبا أيضا بالضيف ومثنيا عليه، وموضحا بأن من أهم الأمور المحبطة للشيعة من قبل هذا التيار الوسطي الذي يتحدث عنه الضيف، هو صمته المطبق أمام التجاوزات والفتاوى الطائفية التي تخرج بين الحين والآخر مما يخلق شعور عام برضا هؤلاء عن تلك الدعوات والفتاوى.
وطالب البحراني بأن يكون هناك موقف واضح من هذه التجاوزات بإخراج البيانات أو إعلان الاعتراض والاستنكار.
كما داخل عددا آخر من الحضور بعدة أسئلة وأفكار متنوعة.
ثم علق الضيف على جميع تلك المداخلات بشكل إيجابي، كان ملخصه هو التأكيد على أننا ما زلنا في بداية المشوار وأنه لا بد لنا أن نفتح صفحة جديدة ونؤسس لمرحلة قادمة بشكل علمي وعملي وعدم التوقف عند السلبيات مع ملاحظة أن السلبيات هي من الطرفين، وأن عملية التمييز في البلد وخاصة من الأفراد سواء تمييز قبلي أو مناطقي وغيرها، هو أمر ليس حكرا على فئة بعينها وإن كان هناك تفاوت.
وبعد ذلك ختم الدكتور الشخص اللقاء بشكر الضيف على تلبيته الدعوة و أكد أننا بحاجة الى أن نرعى نبتة التسامح لأنها لازالت غضة بحاجة الى الاعتناء، ويتم ذلك من خلال التدرج، ثم أكد الدكتور عدنان الشخص بتدعيم أفكار الضيف الدكتور المحرج والحث على السعي في الاتجاه الإيجابي لنصل لمستقبل أفضل تسوده أجواء التسامح إن شاء الله.