لا يجوز الاستسلام أمام أمواج الفتن الطائفية مهما تصاعدت، ولا يصح اليأس وفقدان الأمل في مسيرة التقريب والوحدة مهما تعثرت، فهناك من يعمل بإصرار وعناد على إشعال فتن الخلافات والصراعات المذهبية، لتمزيق الأمة، وزعزعة الأمن والاستقرار في أوطان المسلمين.
فلا بد من تصدي الغيورين على مصالح أمتهم وأوطانهم لمواجهة تلك المحاولات المشبوهة، ومن أجل إصلاح ذات بين المسلمين، دون يأس أو كلل.
بهذه الروح الرسالية والعزيمة الثابتة يواصل سماحة الشيخ حسن الصفار جهوده الإصلاحية الوحدوية، رغم كل العوائق والضغوط الداخلية والخارجية.
ومما يعزز الأمل، ويبشّر بالخير، وجود من يتجاوب ويتفاعل مع هذه الجهود، من علماء أهل السنة والدعاة السلفيين انطلاقاً من نفس المبدأ والهدف، ومنهم فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز المحرج، والذي زار الأحساء والقطيف أكثر من مرة، والتقى مع عدد من علماء الشيعة ومثقفيهم، وتحدث في ندوات أقيمت لهذا الغرض، وحضر المجلس الحسيني ليلة عاشوراء 1430هـ في القطيف، وألقى كلمة ارتجالية في الموكب الحسيني بسيهات.
ثم استضاف سماحة الشيخ الصفار في الرياض ليلة الجمعة 14 ربيع الآخر 1430هـ الموافق 10/4/2009م بحضور بعض طلبة العلم والمثقفين من السلفيين.
وحين طرح عليه بعض العلماء والدعاة السلفيين تساؤلات حول حقيقة موقف الشيعة من قضايا عقدية حسّاسة، توجه بالسؤال عنها لسماحة الشيخ الصفار، طالباً إجابة مكتوبة واضحة، تسند دعوته إلى التقارب والتواصل مع الشيعة، ورغم أن الشيخ الصفار سبق وأن أجاب على مثل هذه التساؤلات في لقاءات تليفزيونية وصحفية، كما أن علماء الشيعة قد كتبوا حولها أبحاثاً وكتباً مفصّلة، إلا أنه أجاب على رسالة الدكتور المحرج، ليؤكد ما سبق أن أعلنه من آراء ومواقف.
وفيما يلي نص رسالة الدكتور المحرج، وإجابة الشيخ الصفار ننشرها تلبية لرغبة الدكتور المحرج جزاه الله خير الجزاء، ووفقه للصلاح والإصلاح.
وقد استلم الشيخ الصفار الرسالة من الدكتور المحرج ليلة استضافته من قبل الدكتور السيد عدنان الشخص بتاريخ 4 ربيع الآخر1430هـ وفيما يلي نص إجابته: