الشيخ الصفار يؤكد أن خطاب الرئيس الأمريكي الجديد محل نظر ما لم يُترجم كواقعٍ عملي
أكد فضيلة الشيخ حسن الصفار أن خطاب الرئيس الأمريكي الجديد محل نظر ما لم يُترجم كواقعٍ عملي، مضيفاً: إن هذه اللغة الجديدة ما كانت لتصدر عن الإدارة الأمريكية لو لا وجود المقاومة والممانعة في أوساط الأمة، ومؤكداً في الوقت نفسه أن وعي الشعوب تجاوز محاولات الخديعة والتضليل، فما عادت الشعوب تخدع بخطابات تصالحية وبكلمات وجمل برّاقة، بل أصبح متقدماً على بعض القيادات السياسية والدينية. وأبدى استغرابه من بعض الدعاة السلفيين الذين أعطوا مواقف إيجابية تجاه هذا الخطاب، في حين أنهم يختلقون الحجج الواهية تجاه خطابات الوحدة لإخوانهم الشيعة، معتبرين ذلك من التقيّة. وفي ذات الوقت يُرحّبون بهذه الخطابات الشكلية رغم كل الإساءات والآلام تجاه المسلمين التي لا تزال ترعاها هذه الإدارة بسياساتها المتغطرسة.
ودعا الشيخ الصفار إلى تكامل الأدوار والمواقف فما دامت هناك حقوق ينبغي أن تكون هناك قوى للمقاومة والضغط. مؤكداً أن أخطر شيء على الأمة أن ينخدع بعض العرب والمسلمين وينجرّوا إلى الصراع والصدام الداخلي.
وأشار إلى أن الخطاب رغم تضمّنه لبعض النقاط الإيجابية إلا أنه أرجع السبب الرئيس في سياسة الغطرسة الأمريكية إلى الإرهاب الذي انطلق في أوساط بعض المسلمين، وردّاً على هذه المغالطة يقول الشيخ الصفّار: رغم أننا نُدين الإرهاب بكل أشكاله، إلا أن علينا أن نتساءل: متى ولماذا انطلق الإرهاب؟ إنه كان رد فعل لسياسات العداء التي اعتمدتها الإدارات الأمريكية. فقد أوصلت أوساط المسلمين إلى حالة من الإحباط بسبب مواقفها المستمرة الداعمة للعدوان على المسلمين من الصهاينة الذين يحتلون أراضي المسلمين وينتهكون حرماتهم ومقدساتهم ويسفكون دماءهم كل يوم، وأمريكا تدعمهم دعماً صريحاً واضحاً كبيراً وفي كل مجال من المجالات.
وفي سياقٍ آخر أكد الشيخ الصفار أن مصادرة الحرّيات الدينية لون من ألوان الظلم، وتتنافى مع مبادئ القرآن الكريم والتشريعات الإسلامية، التي تعتبر الحرّية الدينية من أجلى حقوق الإنسان. مشيراً إلى أننا إذ نعيش في عصر العولمة، وعصر دعوات حقوق الإنسان، والدفاع عن حقوق الأقليات، وحوار الأديان، والحوارات الوطنية، فليس مقبولاً أبداً أن تكون هناك ضغوط على بعض المواطنين الذين يتعبدون بمذهبهم. مستنكراً على أن يسجن شخصٌ لأنه أقام مجلس عزاء في بيته أو أقام صلاة جماعة، فالناس مسلّطون على أموالهم وأنفسهم، وليس من الضرر إقامة تلك الشعائر، بل إن منعها يُسبب الضرر على الحكومة أولاً وعلى المواطنين بدرجة ثانية. معرباً عن أمله بأن لا تتاح الفرصة للتوترات وللتشنجات وللمغرضين الذين يريدون أن يصطادوا في الماء العكر، وللجهات المعادية التي تريد أن تشوه سمعة الإسلام والمسلمين، وأن تعالج مثل هذه الأمور بالحكمة وبالطريقة المناسبة التي تضمن حقوق الجميع وتحفظ الأمن والاستقرار لأوطان ولمجتمعات المسلمين.