التواصل والحوار ونبذ الفرقة والإساءة عناوين اتسم بها لقاء الشيخ الصفار
التقى سماحة الشيخ حسن الصفار مساء الخميس 12/6/1430 هـ بمكتبه بالقطيف عدداً من رجال الدين والأكاديميين والمثقفين السعوديين في إطار تعزيز قيم الحوار التسامح بين المجاميع الوطنية المختلفة.
وشدد الجميع في مداخلاتهم على ضرورة التلاقي والتواصل بين جميع أطياف وشرائح الوطن ونبذ حالة الخلاف والتباعد من خلال عقد اللقاءات والمؤتمرات المتبادلة.
واتسم اللقاء الذي حضره جمع من الشخصيات الدينية والثقافية من مختلف المناطق في السعودية وخارجها على هامش المهرجان الذي أقامته اللجنة الأهلية بالقطيف بالشفافية والمكاشفات الصريحة.
وافتتح اللقاء سماحة الشيخ حسن الصفار بترحيب الضيوف والتعريف بهم، وأشار في كلمته إلى أننا بحاجة إلى مؤسسات أهلية تعنى بالشأن السياسي والفكري والوطني العام، تحمل على عاتقها محاربة الصراعات والنزاعات وتعمل على نشر ثقافة التسامح والحوار.
وأضاف إلى أن الحوار الوطني الذي تبنته قيادة هذا البلد كان ينبغي أن نعتبره بمثابة الضوء الأخضر، وأن يكون محفزا ومشجعا لنا نحن الأهالي من أجل أن ننطلق كنخب مثقفة ورجال أعمال في نشر ثقافة التسامح والحوار، وفي تفعيل التواصل بين مختلف المناطق والمذاهب والطوائف المختلفة.
مبينناً أن الحوار بدأ بقوة إلا أنه تراجع بسبب حدوث بعض الأحداث وأخذ الحوار منحى أقل قوة.
ويضيف سماحته: أن التنوع المذهبي والفكري والقبلي أمر طبيعي ولا يمكن إزالته، واعتبره نقطة قوة المجتمع.
وأوضح إلى أن هناك من يحاول أن يظهر البلد والوطن على أنه لون واحد تحت شعار أننا أمة واحدة وشعب واحد.
من جهة أخرى أوضح الشيخ أجواد الفاسي من مكة المكرمة إلى أن عملية التفرقة خلقتها الجهالة والمحدودية في التفكير والمفاهيم وشايعتها بين الناس وأشاعتها وجعلتها أشياء مقدسة.
ويكمل الفاسي حديثه إلى أننا وضعنا أنفسنا في مواقف الحرج لتبنينا أفكاراً وأراءً نجمت عنها تعصبات وانتماءات خلقت الفرقة والتباعد بين أطياف الوطن، لذلك انعدم الحوار وتراجع. وذكر إلى أن سبب التراجع جاء نتيجة الثقافة التي أصبحت تعسرنا والتي استقيناها وتشربناها صغاراً وكباراً حتى أصبحت مقدسة لا نستطيع أن نخرج منها.
ويرى إلى أنه يتطلب منا أن نكون أكثر تعمقاً في فهم فلسفة الخلافات والأمور لخصوصيات الأطراف الأخرى، ولا يكون ذلك إلا بالحوار الذي يساعد على تلاشي هذا الخلاف.
فيما أوضح الدكتور عبد الحميد الأنصاري العميد السابق لكلية الشريعة في قطر والذي اتفق في كلامه مع الشيخ الصفار على ضرورة التواصل والحوار وعدم التراجع والبعد عن فرض السيطرة والهيمنة على الآخر. داعياً النخب الثقافية واللجان الأهلية في المملكة أن تقوم بدورها في تكريس وإقناع الأطراف الأخرى بضرورة الحوار والتواصل.
وذكر الدكتور الأنصاري إننا شاهدنا كيف أن هذه الأرض تمتاز بخاصية التسامح والتنوع هي مهيأة لهذا العمل ولتقبل التعدد والتنوع ولتطوير العمل الفكري والاجتماعي. منوهاً إلى تعلق الإنسان القطيفي بهذه المنطقة؛ كونها تتسم بعناوين التسامح والتواصل لا يجدها في أرض أخرى على حد قوله.
فيما أشاد الأستاذ سمير برقة من مكة المكرمة بالمهرجان التي أقامته اللجنة الأهلية بالقطيف بقوله: إن هذه الخطوة تعد خطوة رائعة في تأسيس مفهوم المجتمع المدني، مضيفاً إلى أنني أنا شخصياً استفدت من هذا اللقاء الذي اتسم بالتنوع والتعدد، وسوف أقوم بترجمته إلى أرض الواقع بأن انقل الصورة الحقيقية وأرفع الخدش الإعلامي الذي أحجم في العلاقة بين مختلف المكونات الوطنية.
وكان ضمن الحضور الأستاذ محمد اليامي من نجران والشيخ أحمد الحسين من لجنة الوسطية في الكويت والأستاذ أحمد زيد من الكويت والشيخ صالح الجدعان من المدينة المنورة والدكتور زيد الفضيل والدكتور عدنان الزهراني من جدة والأستاذ عبد الله الزهراني والدكتور توفيق السيف والدكتور محمد الخنيزي عضو مجلس الشورى والمهندس جعفر الشايب والدكتور عبد الله السكيري والمهندس نبيه البراهيم أعضاء المجلس البلدي بالقطيف، والشيخ عبد الله بن حمد بن شعلان الخالدي من ام الساهك، والأديب السيد عدنان العوامي والأديب سعود الفرج والشاعر فريد النمر والشيخ محمد الصفار والشيخ حسين الصويلح وعدد كبير من الأدباء والمثقفين.
يشار إلى أن هذا اللقاء لم يكن هو الأول الذي يجمع أطيافاً وطنية من الشيعة والسنة، بل جاء ضمن سلسلة لقاءات عقدت في الأيام الماضية بين شخصيات من السنة و الشيعة في المملكة، كان أخروها لقاء الرياض مساء الثلاثاء 9 جمادي الآخر 1430هـ بمجلس الشيخ الداعية عبد الرحمن المحرج، والذي ضم حوالي ستين شخصية من الجانبين.