تقديم كتاب: «دماء لا تجف»

الكتاب: دماء لا تجف؛ قصص قصيرة عن أبطال كربلاء
المؤلف: جمال حسين آل إبراهيم
الناشر: دار الكاتب العربي، الطبعة الأولى 2003م، بيروت

كربلاء قصة خالدة لم تستطع القرون المتطاولة أن تنال من غضاضتها، ولم يؤثر توالي الأحداث مع ضخامتها على موقعيتها في الصدارة من قضايا التاريخ.

إنها قصة فريدة من نوعها، فرضت نفسها على ساحة الذاكرة الإنسانية، بما جسدته من أروع مواقف النبل والشهامة والصمود والتضحية، فكانت أرقى مدرسة للمبادئ والقيم، وأثرى تجربة في المقاومة والثورة، وأغنى كنز للمثل والأخلاق.

في أداء كل بطل من أبطالها عبر ودروس عظيمة.

وفي وقع كل حدث من أحداثها دلالات ورموز بليغة.

كُتب عنها آلاف الكتب، وتحدث حولها ألوف الخطباء، وتغنى بها آلاف الشعراء، ولا تزال قصة كربلاء غضة طرية، يُستلهم منها الجديد من الأفكار، ويقتطف من غصونها الشهي اليانع من الثمار، فهي نبع متدفق، وعطاء متجدد، وثراء مستمر.

لا يطرق أبواب مدرستها باحث إلا عاد بكسب معرفي جديد، ولا يرتاد ربوعها مناضل إلا امتلأت جوانحه بعزم وثبات كبير، ولا يحلّق في أجوائها أديب إلا تفجرت قريحته بخيال خصب وأدب بليغ.

وهذه الصفحات بين يدي القارئ الكريم تمثل شاهداً حياً ونموذجاً شاخصاً من عطاء كربلاء المتجدد.

إنها تحكي صوراً عن بعض بطولات كربلاء وشخصيات أبطالها، في عرض مشرق جذاب، ضمن أدب القصة القصيرة، يستهدف النفاذ إلى قلوب ناشئة الجيل، أداءً لحقهم على آبائهم في أن ينقلوا لهم أمانة المبادئ والقيم، لينشأوا على حب أولياء الله الأطهار، وليتربوا في رحاب العقيدة والولاء، وليحفظوا عهد الأصالة والاستقامة.

لقد نسج خيوط هذه القصص عاشق مخلص، لم يحترف الكتابة مهنة، ولا اتجه للأدب خيالاً وهياماً، وإنما هو إنسان قاده وعيه الرسالي ودفعته عواطفه الصادقة، ليخوض غمار خدمة العقيدة والمبدأ، عبر أدب القصة القصيرة، والذي يجتذب أفكار وقلوب الكثيرين من القراء، خاصة من جيل الشباب الناشئ.

وتعود معرفتي بالكاتب الكريم الأستاذ جمال حسين آل إبراهيم إلى ما يزيد على العقدين من الزمن حيث كان في طليعة الشباب المؤمنين الذين شقوا طريق الصحوة الدينية في المجتمع، وكانت تربيته الصالحة خير حافز له على البذل والعطاء في خدمة الدين والمجتمع، فقد نشأ في أحضان والده الحاج حسين آل إبراهيم (رحمه الله) والذي كان من شخصيات البلاد البارزة ووجهائها المحترمين، وحينما بدأت حركة النشاط الديني ثقافياً واجتماعياً أواخر السبعينيات في المنطقة، كان الأخ جمال من المبادرين السبّاقين، وقد أسهم في إدارة نادي الصفا الرياضي سنوات عدة، وكتب عدداً من المسرحيات والمجموعات القصصية، التي طبع بعضها.

إنه من الأخوة الأعزاء الذين أعتز بإخوتهم وصداقتهم ووفائهم. فأهلاً وسهلاً به في عطائه الجديد عن أبطال كربلاء، ووفقه الله للمزيد من العطاء في خدمة الدين والوطن.

والحمد لله رب العالمين

حسن بن موسى الصفار
29/4/1424هـ