الشيخ الصفار يُحذّر من مواقع الإنترنت التي تهدف لإفساد العلاقات الاجتماعية
حذّر فضيلة الشيخ حسن الصفار في خطبة الجمعة بتاريخ 19 جمادي الآخرة 1430هـ الموافق 12 حزيران 2009م من مواقع الإنترنت التي تهدف لإفساد العلاقات الاجتماعية، ودعا النخبة الواعية أن تذكّر الناس بهذا الأمر حتى لا تنطلي مثل هذه المحاولات على مستوى الأمة وعلى مستوى المجتمعات في داخل الأمة. مؤكداً أن مواقع الإنترنت هي الوسيلة الأسهل أمام المغرضين الذين يسعون لتخريب العلاقات داخل الأمة والمجتمع. ملفتاً النظر إلى أن الوسائل المعلوماتيه أصبحت متوفّرة بشكلٍ هائل ورهيب جداً، مع وجود شبكة الإنترنت، ليرى الإنسان نفسه أمام سيلٍ من المعلومات، ولذا يجب أن يكون العقل يقظاً لا أن يكون مستسلماً لكل ما يُسمع ويُرى، وخاصة حينما تكون هذه المصادر المعلوماتيه والخبرية ضمن أجواء يشك الإنسان في مصداقيّتها، حيث أن اختراق هذه الشبكة وبث الفتن عبرها من الطرق التي يتّخذها المغرضون لتحقيق أهدافهم المشبوهة. مشيراً أن آيات القرآن الكريم تؤكد على مرجعية العقل وضرورة تحكيمه تجاه كل ما يسمع أو يرى الإنسان من خلال هذه المصادر التي تنثر المعلومات بشكل واسع النطاق، ولذا فإن آيات القرآن الكريم التي تذكر حاسّتي السمع والبصر باعتبارهما الحاسّتين الأبرز لتلقّي المعلومات، فإنها تردفها بذكر العقل للدلالة على مرجعيّته، ومنها قوله تعالى: ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصر والأفئدة﴾.
وبمناسبة ذكرى ميلاد الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء اقتبس من سيرتها العطرة رواية عن الإمام الحسن قال فيها: «رأيت أمي فاطمة الزهراء قائمة في محرابها، ليلة جمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء. فقلت: يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني الجار ثم الدار». مشيراً إلى أن هذه الرواية وروايات أخرى تُربّي على أن يدعو الإنسان لإخوانه المؤمنين والمؤمنات قبل أن يدعو لنفسه، ملفتاً النظر أن الأحاديث والروايات تُشير إلى أن دعاء الإنسان للآخرين أفضل وأنفع من دعائه لنفسه، وهذه الروايات مدرسة تريد أن تعوّدنا وأن تُربّينا كيف نتجاوز ذواتنا ونفكر في الآخرين قبل أن نفكر في أنفسنا لأنه عادة ما يفكّر الإنسان في نفسه. ومن تلك الرويات ما ورد عن الإمام الصادق أنه قال: «إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مئة ألف ضعف مثله، وإذا دعا لنفسه كانت له واحده، فمائة ألف مضمونه خير من واحدة لا يدري يستجاب له أم لا».