صحيفة اليوم: القطيف وهذا العرس الثقافي
نشرت صحيفة اليوم مقالاً للأستاذ/ خليل الفزيع في عددها (11278) يوم السبت 12 ربيع الأول 1425هـ (1 مايو 2004م)، تحت عنوان: القطيف وهذا العرس الثقافي.
وفيما يلي نص المقال:
مساء الاربعاء الماضي شهدت القطيف حفل تكريم الشيخ عبدالمقصود خوجة صاحب الاثنينية الشهيرة التي لاتكاد انشطتها تخفى على احد لشمولية هذه الانشطة وتعدد مشارب المشاركين فيها, واحتضن هذا التكريم منزل الشيخ حسن الصفار, وشارك فيه عدد كبير من ادباء واعيان القطيف بالحضور المكثف, كما شارك شاعران في هذه الاحتفالية هما السيد عدنان العوامي ومحمد الجلواح, كما ألقيت بعض الكلمات الترحيبية بالضيف الكريم.
وتكريم الشيخ عبدالمقصود خوجة هو تكريم للادب والادباء بل للثقافة والمثقفين, وهو رد لبعض من جميله تجاه عدد من ابناء المنطقة الشرقية الذين كرمتهم الاثنينية وعددهم غير قليل ومنهم: عبدالرحمن العبيد، وعبدالله الشباط، ومحمد العلي، واحمد بن علي المبارك، وخليل الفزيع ومحمد رضا نصر الله وغيرهم من لاتحضرني اسماؤهم ولان الضيف الكريم قل مايستجيب لمثل هذه الدعوات فان استجابته لدعوة الشيخ الصفار تعتبر تكريما لادباء ومثقفي المنطقة الشرقية بصفة عامة وليس القطيف وحدها.
وما تجدر الاشارة اليه هنا هو تركيز المضيف والضيف على ثقافة التنوير ومسؤولية المنابر الثقافية حيال ما تتعرض له البلاد من اخطار تستوجب التآلف والتكاتف لحماية الوطن ومكتسباته من عبث العابثين بأمنه, فالتآخي والتآزر ونبذ اساليب الاقصاء التي عانى منها المجتمع طويلا, وكذلك الالتفاف حول ولاة الامر.. كل ذلك هو الضمانة لحماية أمن الوطن, فالخلافات لاتورث سوى العداوات, والتي يستحيل معها التفرغ للبناء بعد ان تتحول الى اداة تدمر ولاتبني في ظل غياب الحوار الايجابي البناء.
وثقافة التنوير تفرض أول ما تفرض تذويب كل الفوارق الموروثة او الطارئة بين فئات المواطنين ومذاهبهم ونبذ اساليب الاقصاء بشتى مظاهرها واشكالها والعمل يدا واحدة من اجل مصلحة الوطن والامة خاصة في هذا الزمن الزاخر بالمفاجآت المفجعة التي تحاول الاساءة لامن البلاد والعباد وقتل الابرياء ظلما وعدوانا مما لايقره اي دين ولا تعترف به اية ملة.
مرحبا بالشيخ عبدالمقصود خوجة في هذا العرس الثقافي الذي احتضنته القطيف الفيحاء بمبادرة من الشيخ حسن الصفار وعسى ان تتكرر مثل هذه الأعراس الثقافية الجميلة في القطيف وغيرها من مدن هذه الارض الطيبة.