تقديم لموسوعة مدائح الإمام المهدي للحاج عبد القادر أبو المكارم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

الإمام المهدي قضية إسلامية كبرى تناولتها مئات الأحاديث والروايات والأخبار إن لم تكن ألوفاً.

وهو عنوان عريض لمستقبل الأمة الواعد حيث سيتحقق على يديه إظهار الإسلام فعلياً على الدين كله.

وهو تجسيد لتطلع الإنسانية عبر تاريخها الطويل لحياة العدل والأمن والرخاء، لأنه سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.

فمن الطبيعي إذن أن تنشغل العقول والنفوس بموضوع الإمام المهدي، وأن يأخذ مساحة كبيرة وحيزاً واسعاً من عالم الفكر والثقافة والأدب.

 فقد أفاض في نقل أخباره المحدثون والرواة، وناقش تفاصيل الاعتقاد به الباحثون وعلماء الكلام، كما تغنى بإشراقة طلعته البهية الشعراء والأدباء.

ولأن الحديث عن الإمام المهدي يعني الحديث عن الألم الموجع الذي تعانيه البشرية من الظلم والفساد، حيث يكون دواؤه وإزالته على يديه الكريمتين، ويعني التطلع إلى الأمل المشرق الذي سينبثق فجره من ظهوره المرتقب، لذلك فالحديث عن الإمام المهدي هو الذي يفجّر قرائح الشعراء، ويخصب خيال الأدباء، لأن الشعر والأدب في جوهره تعبير عن المشاعر والأحاسيس، والألم والأمل هما رافدا تلك المشاعر، وباعثا تلك الأحاسيس.

من هنا تبارى الشعراء في ساحة هذا الإمام العظيم، وتسابقوا على حلبة ميدان قدسه، يعرضون أمامه ملفات الألم، ويستنهضونه لتحقيق الأمل.

وفي الحقيقة فإن هؤلاء الشعراء لا يعبرون عن مشاعر ذواتهم فقط في إبداعاتهم المهدوية، وإنما هم لسان البشرية كلها في التعبير عن أوجاع الآلام وتطلعات الآمال.

وحين يقرأ الإنسان المسلم شيئاً من الأدب المهدوي، أو يصغي له، يجد في نفسه تفاعلاً عميقاً، وتجاوباً مرهفاً مع وقع كل تفعيلة في النص الأدبي، ومع كل فكرة في مضامينه.

وقد وفق الله أخانا العزيز، وصديقنا الحبيب، صاحب الأخلاق الكريمة، والولاء الصادق للنبي وآل بيته الطاهرين الحاج عبد القادر بن الشيخ علي آل أبي المكارم، ليقوم بمهمة جمع ما جادت به قرائح الشعراء في ذكر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، بعد أن حالفه التوفيق في جمع المدائح النبوية ، والذي صدر كموسوعة أدبية في تسعة عشر مجلداً أخذت موقعها في مكتبة الثقافة والأدب.

فهنيئا لأبي عدنان هذا التوفيق الإلهي الكبير فمن خدمة خاتم الأنبياء إلى خدمة خاتم الأوصياء، أرجو لموسوعته هذه النجاح، وأن يجد فيها الأدباء وعشاق الإمام المهدي المنتظرون لظهوره بلهفة وشوق، أن يجدوا فيها جميعاً ما يرفع معنوياتهم، ويشعل جذوة الأمل والحب في نفوسهم، ويزيدهم إيماناً وثقة بمعتقدهم، وولاء وإخلاصاً لإمامهم المهدي المنتظر، حتى تقرّ أعينا وأعينهم بالنظر إلى غرته الشريفة وطلعته الرشيدة.

وأجزل الله لأبي عدنان خير الجزاء والثواب على ما بذل من جهود في جمع هذه القصائد والتراجم، وتقبّل منه بأعلى درجات القبول.

والحمد لله رب العالمين.

حسن موسى الصفار        
9جمادى الآخرة 1428هـ     
24 يونيو2007م