في أربعينية المرحوم عبد الغني السنان
الشيخ الصفار: على النخبة مسؤولية إنماء المجتمع وتعزيز موقعيته في محيطه
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار نخبة المجتمع إلى تحمل مسؤوليتهم في تعزيز موقعية المجتمع في محيطه، وتوجيه المعرفة في صناعة الرؤية وإنضاج الوعي الاجتماعي بما يرتبط بالتحديات والمتغيرات، والمساهمة في إنماء المجتمع.
الشيخ الصفار الذي ألقى كلمة في الحفل التأبيني بمناسبة أربعين الفقيد عبد الغني السنان (أبو عادل) مساء الأربعاء 22/7/1430هـ الموافق 15/7/2009م في حسينية السنان بالقطيف، قال عن شخصية الفقيد: "إن في شخصية الفقيد الراحل أبي عادل جانبين: جانب الأخلاق والصفات النفسية الرفيعة، وجانب الدور الاجتماعي". واصفاً إياه بأنه "إنسان كامل المروءة "، مبيناً أنه كان يتميز بعدد من الصفات الحميدة.
وفي السياق نفسه أشاد سماحته بدوره الاجتماعي وحسَّه الوطني مما عزَّزَّ من مكانته وموقعيته عند الآخرين، واستطاع الراحل بصدقه وطيبته أن يصنع طبقة من العلاقات مع مختلف التوجهات والأطياف عمل من خلالها على خدمة مجتمعه والرقي به، رغم أن الرجل لم يكن من كبار الأثرياء ورجال الأعمال إلا أنه بكفاءته وحسَّه الاجتماعي وصل إلى مواقع قيادية وتوفَّر على ثروة متوسطة، حتى أصبح "أنموذجا مشرفا " للمجتمع الذي ينتمي إليه.
وأشار إلى أن كل مجتمع تتواجد فيه شريحة "نخبة المجتمع" متميزة في مكانتها ونفوذها إما لمستوى في العلم أو المال أو المناصب الرفيعة، وتتمتع بمميزات هذه المكانة.
موضحاً أن بعضا ًمن أفراد هذه النخبة يوظفون مكانتهم لخدمة المجتمع والناس، والبعض الآخر يعيشون لذواتهم أو للمقربين لهم، خشية أن يخسر مكانته إذا قدَّم خدمة لمجتمعه أو يكون ذلك على حساب موقعيته. وهو تصور خاطئ.
وبين أن الإنسان صاحب المكانة والمنصب والذي يعطي من نفسه لمجتمعه ويحمل همومه تتعزز مكانته وموقعيته عند الآخرين؛ لأنهم ينظرون إليه من خلال الموقع الذي وضع نفسه فيه، وإن بدا له في بعض الأحيان أنه فقد شيئا من موقعه حينما قدَّم للآخرين.
وكما جاء عن أمير المؤمنين : «المرء حيث وضع نفسه».
ومن جهة أخرى تحدث سماحته عن دور النخبة ومسؤوليتها في المجتمع، ملفتاً إلى اتساع رقعتها، وتقلص المسافة بينها وبين جمهور المجتمع لارتفاع مستوى الوعي والثقافة وتوفر فرص الثروة والتقدم.
وفي ذات السياق دعا النخب الاجتماعية المختلفة إلى المبادرة لصنع الرؤية المناسبة وإنضاج الوعي الاجتماعي العام بما يرتبط بالتحديات والمتغيرات.
وحذر من خطورة عملية التقاعس والتواكل التي تبقي الساحة فارغة لمختلف التوجهات والآراء التي قد تضر بالمجتمع أو تؤخر مسيرته وتهدر طاقاته لغياب الرؤية الواضحة والصحيحة، ملفتاً إلى أن وجود الوعي والرؤية في المجتمع أمر أساس.
وأوضح الشيخ الصفار أنه لا ينبغي أن يكون عدم تفهم الناس وقبولهم مبرراً للتقاعس والتواكل عما يخدم المجتمع.
ورأى أن هذا المجتمع بحاجة إلى مؤسسات إنمائية في جميع المجالات والجوانب، مضيفاً على النخبة أن ترى نفسها معنية لتشجيع الناس على قيام تلك المؤسسات ودعمها والوقوف إلى جانبها، موضحا انه ما بات الأمر الآن يتحقق بالجهود الفردية، مشيراً إلى تجارب المجتمعات القريبة وكيف أن العلماء والأكاديميين و المثقفين ورجال الأعمال يمارسون دورهم في مختلف المؤسسات الاجتماعية؟
وذكر أن مجتمعنا يشكو من ضعف كبير على هذا الصعيد، إذ قلَّما تجد رجل أعمال أو عالم دين أو صاحب منصب ينظم إلى مؤسسة خيرية كأن يكون رئيساً لها أو عضواً في مجلس إدارتها.
وعن تعزيز موقعية المجتمع في محيطه قال الشيخ الصفار: نحن جزء من مجتمع ووطن، ينبغي أن تكون علاقاتنا مع بقية أجزاء هذا المحيط وأطيافه علاقة إيجابية تخدم الجميع والوطن، داعيا إلى الاهتمام بهذا الشأن في بناء العلاقات الإيجابية مع المحيط الذي حولنا.
وأشار أن بعض الناس قد يعيبون الانفتاح والاهتمام بتكوين العلاقات مع ذلك الطرف أو ذاك لوجود تصريح هنا أو إساءة هناك.
وتابع حديثه أن وجود مشكلة من ذاك الطرف أو هذا الطرف لا ينبغي أن تكون مبرراً للتقاعس و الانكفاء على الذات ، بل ينبغي أن نتجه لتطويق تلك المشكلة وتضييقها، منبهاً إلى أن الانكفاء والانطواء يجعل الساحة مفتوحة أكثر أمام الأصوات المتطرفة.
كما شارك في الحفل بكلمات وقصائد، بالإضافة إلى مشاركة سماحة الشيح الصفار، كل من: معالي المهندس/ عبدالعزيز بن محمد الحقيل رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، ومعالي الأستاذ سليمان بن سعد الحميّد محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والشاعر السيد عدنان العوامي، والأستاذ حسن علي الزاير، والأستاذ/ محمد رضا نصر الله عضو مجلس الشورى، والمهندس/ عباس رضي الشماسي رئيس جمعية القطيف الخيرية، والأستاذ/ محمد سعيد العلي، والشاعر علي عيسى المهنا، والشاعر المهندس حسن الشيخ عبدالكريم الفرج، وغيرهم، وجاءت كلمة أبناء الفقيد في ذكرى الأربعين ختاما للحفل، للدكتور مازن عبدالغني السنان، ومما جاء فيها: أصالة عن نفسي ونيابة عن أولاد الفقيد أتقدم بالشكر الجزيل لكل من وقف معنا في مصابنا وعزانا. كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم وشارك في ذكرى الأربعين وللجنة المنظمة.
كما أخص بالشكر سماحة العلامة الشيخ الفاضل حسن الصفار على موقفه الرجولي معي عند وفاة والدي. ففي المواقف الصعبة تغربل الرجال من أنصاف الرجال، وتنجلي معادن النفوس.
وكما أشكر سماحة السيد محمد العوامي على مواصلته المستمرة للوالد أثناء مرضه.
المرحوم عبدالغني أحمد بن حسين السنان (أبو عادل) ولد في ليلة 13 رجب 1347 هـ الموافق 25 ديسمبر 1928 م في مدينة القطيف، وتوفي مساء الثلاثاء 9/6/1430هـ الموافق 2/6/2009م.
تعلم في صغره في الكتاتيب وعلى يد المشايخ، ثم انتقل إلى البحرين مع جده الحاج المرحوم حسين السنان حيث التحق بالتعليم النظامي في مملكة البحرين.
التحق بارامكو عام 1948 م حيث عمل بإدارة خدمات الأحياء.
في عام 1950 م بعث لدورة دراسية في الجامعة الأمريكية ببيروت وعند عودته عين رئيس للمخازن.
في عام 1953 م عين على وظيفة محلل وظائف في دائرة العلاقات الصناعية.
في عام 1967 م بعث إلى كلية التامين بنيويورك وبعد عودته عين رئيس عام التعويضات الصناعية.
في عام 1970 م رشحه وزير العمل في ذلك الوقت ليكون عضوا ً في المجلس التأسيسي للتأمينات الاجتماعية حيث يعتبر من الذين ساهموا في تأسيس نظام التأمينات الاجتماعية.
استمر عضوا ً في مجلس إدارة التأمينات الاجتماعية حتى تقاعده عام 1990 م.
في عام1973 م حضر دورة دراسية متقدمة في الإدارة في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1974 م عين ناظر إداري لقسم التعويضات الصناعية والتأمينات الاجتماعية.
في عام 1979 م عين ناظر إداري لقسم التعويضات الصناعية والتأمينات الاجتماعية.
في عام 1979 م عين مدير إدارة التأمينات والتعويضات وعلاقات العمال حتى آخر عام 1990 م حيث تقاعد عن العمل.
مثل المملكة العربية السعودية لمدة 15 عاما في وفود المملكة العربية السعودية الرسمية في مؤتمر العمل السنوي في جنيف سويسرا لدى منظمة العمل الدولي وهي احد منظمات الأمم المتحدة.
كذلك مثل المملكة العربية السعودية في وفود المملكة العربية السعودية الرسمية في مؤتمرات العمل العربية لدى منظمة العمل العربي التابعة لجامعة الدول العربية.
كانت للأستاذ عبدالغني السنان اهتمامات أدبية في مرحلة الشباب حيث كانت له بعض القصائد. كما عمل مدرس للغة العربية للأجانب.