الشيخ جعفر الهلالي في ضيافة الشيخ الصفار
استقبل سماحة الشيخ حسن الصفار في مكتبه مساء السبت 25رجب1430هـ الخطيب الكبير الشيخ جعفر الشيخ عبد الحميد الهلالي، ودعا على شرفه عدداً من علماء الدين والأكاديميين والمثقفين ورجال الأعمال.
وتأتي زيارة الشيخ الهلالي لسماحة الشيخ الصفار الذي استقبله بحفاوة وترحاب ضمن أول زيارة له للمنطقة بعد حوالي خمسة وعشرين عاماً, لزيارة أقاربه في الاحساء حيث ينتمي إلى أسرة الهلالي الاحسائية، واصطحبه الشيخ الصفار إلى مكتبته التي تضم مايقارب (12000) كتاب في جميع العلوم والآداب ككتب التفسير والحديث والفقه والفلسفة والأصول لجميع المذاهب.
وقال الشيخ الصفار في بداية حديثه عن الضيف: "إنه فارس من فرسان المنبر الحسيني، ورائد من رواد الأدب الرسالي، وعلم من أعلام التحقيق والتأليف، ومثال حي من أمثلة الأخلاق والصلاح والورع والتقوى وتلك هي العناوين البارزة في شخصية الشيخ جعفر الهلالي".
مضيفاً أنه رائد من الرواد "المجددين للمنبر الحسيني" ومن الأسماء اللامعة في الخطابة ، مبيناً أن مجالسه وخطاباته في العديد من الدول العربية والإسلامية تشهد بوعيه وثقافته وتجديده في عرض سيرة أهل البيت .
وذكر سماحته أنه من "الشعراء المعروفين والبارزين" ، له ملحمة رائعة في أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب بعنوان " الملحمة العلوية" تقارب 1200 بيت من الشعر.
وأشار إلى أنه من "المحققين البارعين"، اشتغل لعدة عقود من الزمن على تأليف موسوعة في شعراء الإمام الحسين ، طبع منها خمس مجلدات، ولا تزال بقية مجلداتها مخطوطة، في هذه الموسوعة يجد الإنسان طول باع، وسعة أفق، ودقة في التحقيق للقضايا التاريخية والأدبية.
وتابع كلامه بأنه "مثال صادق للشخصية الدينية العلمية الملتزمة بالأخلاق والصلاح والورع والتقوى"، عاش في ساحات تحتدم فيها الصراعات والنزاعات، لكن الله حفظه من التورط بشيء منها، تسامى عنها، كان صديقاً للجميع، ومحباً لهم ، ومنفتحاً عليهم، حتى نال محبتهم واحترامهم.
مبيناً أن ما أجمع عليه من كتب عن شخصيته أنه يعيش " تواضعاً مفرطاً "، تواضعه وبساطته هي التي جعلته لا يتبوأ الموقعية المطلوبة للبروز والشهرة مع امتلاك مقوماتها.
من جهته تحدث الشيخ الهلالي في كلمته، مبديا شكره للشيخ الصفار لما قدَّمه من وصف وتعريف لشخصيته بقوله: " في الواقع إني لا أدري بماذا أرد على أستاذنا وأخينا بما أطراني أكثر مما أنا فيه، وأرجو أن أكون مقبولاً لديه ولدى أصحاب الفضيلة والوجاهة، فإني أصغر طلاب العلوم وخدمة الإمام الحسين ( ع) بشكل خاص".
وتناول الشيخ الهلالي في كلمته التي أجملها بالقصص والطرائف الرائعة سيرته الذاتية ونهجه الخطابي والتجديدي للمنبر الحسيني، وذكر أنه ولد بالعراق في مدينة البصرة، وتعلم فيها قبل أن ينتقل في الأربعينيات مع والده وعائلته إلى النجف الأشراف للمجاورة والدراسة، وهو ينتمي إلى أسرة محافظة ملتزمة.
بدأ دراسته في البصرة, وكانت لأجواء النجف المهيأة لاحتضان المفكرين والعلماء والأدباء الدور الأبرز في صناعة شخصيته العلمية والدينية والأخلاقية.
وقال: "إني مدين للنجف جراء ما نلته منها وما ناله غيري من هذه الحاضرة، ومدين لتلك الروح العلوية التي شملت المجاورين أجمع وطالبي المعرفة بشكل خاص".
وكانت الأيام التي عاشها في النجف سليمة وهادئة اتسمت بروح الإخوة بين طلاب العلوم الدينية والأدبية على حد قوله.
ورأى أن طالب العلم أو الخطيب لابد أن "يعلَّم الناس بأخلاقه قبل أن يعلمهم بأقواله".
ودعا الشيخ الهلالي طلاب العلوم الدينية والخطباء إلى الاهتمام بالأدب وعلومه وحثهم على الاطلاع والتحقيق وتعميق العلاقة بينهم وبين الكتاب، وخاصة تلك التي تنمي من ملكتهم اللغوية والأدبية كي تساعدهم على ممارسة الخطابة الجيدة.
وأشار أنه تعلم فنون الخطابة على يد والده المرحوم الشيخ عبد الحميد إبراهيم الهلالي، حينما كان يصحبه في أسفاره، واصفاً علاقته بأبيه بـ"العلاقة الأخوية".
وقال إن من جملة ما يجب على الخطيب إذا أراد أن ينجح أن يكون " ملماً بالمسائل التاريخية "، معبرا عن أسفه لما رآه من بعض الخطباء من ضعف في هذا الجانب.
وعبر المداخلون عن شكرهم وتقديرهم لسماحة الشيخ الصفار لاحتفائه بسماحة الشيخ الهلالي, ولمبادراته الرائدة, كما أشادوا بشخصية الشيخ الهلالي، والذي كان لبعضهم صلة وعلاقة قديمة معه.
وقال الدكتور الشيخ محمود المظفر الأستاذ السابق بجامعة الملك عبد العزيز بجدة في مداخلته: يتميز الشيخ بالجانب الأدبي والخطابي، والشيخ جعفر خريج كلية الفقه التي أولت اهتماما كبيرا بالخطابة، فكان أحد أبرز الرواد في الخطابة الذين جمعوا بين الفكر الديني والفكر الحديث.
وعبر الدكتور أحمد المعتوق الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن زيارة الشيخ للقطيف بأنها "مكسب ومغنم للمجتمع"، مضيفاً بقوله: إني عرفته خطيباً وعالماً ومهتماً بالجوانب الثقافية منذ خمس وخمسين سنة عندما كنا في بيت واحد بالعراق ، وفي موسوعته التي رجعت إليها تواً في موضوع يتعلق بالحسين وبمعركة الطف، فوجدته "غزير المعرفة، واسع الاطلاع".
وأشار الدكتور السيد عدنان الشخص الأستاذ السابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن خطاب الشيخ يتميز بالأصالة والأسلوب المميز، وهذا ما انعكس على بحثه، ونحن بحاجة حقيقية لمثل هكذا رجال يهتمون بالإنتاج الأصيل، ودعا إلى الاستفادة من تجربة الشيخ في كيفية الإنتاج الذي يمتاز بالأصالة.
وذكر سماحة السيد حسن النمر أن الشيخ يمتاز بالكثير من السمات الأخلاقية، ولكني أركز على صفتين بارزتين في شخصيته: صفة التواضع، والشيخ تواضع لله فرفعه وأحبه الناس، والبعض يجد نفسه مضطرا للتواضع لجبن فيه، لذلك يكون " تواضعه قهريا لا اختياريا"، وما لمسته من الشيخ أن تواضعه كان "اختياريا بحتاً ". والصفة الأخرى هي سمة "الشجاعة"، كان للشيخ العديد من الآراء استطاع أن يجهر بها في جو غائم من المخالفة، و كان يحدوه الدليل والبرهان، و لم يكن منجراً وراء الرأي العام من أجل التميز والشهرة أو من أجل أن يسجل عند الناس حتى يقال في حقه "خالف تعرف".
وأعرب رجل الأعمال الحاج عبد الجبار أبو مرة عن إعجابه بأسلوب الشيخ المتميز، وقال: "إنه من سوء حظي أني لم أتعرف سابقاً على هكذا علم من الأعلام".
وفي الختام شكر سماحة الشيخ الصفار الحضور على تلبيتهم وتشريفهم بالحضور، ودعاهم لتناول وجبة العشاء على شرف الضيف الكريم.
وكان من بين الحاضرين عدد من رجالات أسرة الهلالي, وأصحاب الفضيلة: الدكتور الشيخ محمود المظفر, الشيخ فوزي السيف, الشيخ محمود السيف, السيد كامل الحسن, السيد حسن النمر, الشيخ عباس المازني, الشيخ جواد الخليفة, السيد طاهر الشميمي, الشيخ عبد الله اليوسف, الشيخ محمد سعيد الخميس, الشيخ شاكر الناصر, الشيخ محمد العمير, الشيخ أحمد القطري, الملا حسين الفضل, الشيخ سعيد الحرز, الشيخ حسين الصويلح, الشيخ محمد عبد العال, الشيخ عبد الله المسلم, الشيخ عبد الله المسكين. ومن الشخصيات الأدبية: السيد عدنان العوامي, الدكتور السيد عدنان الشخص, الدكتور أحمد الشيخ محمد تقي المعتوق, الأستاذ باقر الشماسي, الحاج عبد القادر أبو المكارم, الأستاذ حسين البزبوز, الأستاذ علي آل محمد علي, ومن رجال الأعمال: الحاج عبد الجبار بو مرة, الحاج فؤاد بو مرة, الحاج عبد الجبار الحمود, الأستاذ منصور سلمان العليو, والسيد هاشم الشرفاء, والأستاذ أمين العقيلي, والأستاذ علي البحراني وعدد من الشخصيات المختلفة.