الصفار للعربية: تجاربي جعلتني أكثر واقعية.. وأسعى للتكامل لا للزعامة
• كوني شيعيا لا يجعلني ذلك في مقابل وطني وكوني سعوديا لا يجعلني في مقابل مذهبي.
• كنت أفكر بصورة مثالية.. ومن لا تتطور أفكاره وآراءه فهذا انسان غير سوي.
• لا يتملكني الشعور بأن أكون الأبرز بقدر ما يهمني التكامل لخدمة مجتمعي ووطني.
• من ابرز اهتماماتي تجسير العلاقة بين مجتمعي ومحيطي الوطني.
قال الشيخ حسن الصفار أن قراءته للتجارب السياسية المختلفة جعلت منه أكثر واقعية في التعاطي مع الشأن السياسي المحلي ملخصا أبرز أهدافه الحالية في تجسير الفجوة بين المجتمع الشيعي ومحيطه الوطني.
وضمن برنامج "وجوه اسلامية" على قناة العربية الذي استضافه نهاية الاسبوع عرض الصفار لمحات من تجربته الشخصية التي تناولت آراءه في عدد من القضايا المثارة في الساحة السعودية المحلية.
وردا على سؤال مقدم الحلقة محمد الحسن حول ثنائية النظرة التي يجد فيها الصفار نفسه بين مواطنته السعودية وانتماءه المذهبي قال "لست مضطرا للانحياز الى دائرة على حساب أخرى".
مضيفا "انا سعودي شيعي وشيعي سعودي.. فكوني شيعيا لا يجعلني في مقابل وطني وكوني سعوديا لا يجعلني ذلك في مقابل مذهبي".
مستشهدا بتعدد الانتماءات الشخصية لدى شرائح واسعة من شعوب وأعراق كثيرة في العالم.. فالأمريكي يبقى أمريكيا بعيدا عن كونه من أصل أفريقي أو مسلم أو مسيحي على حد تعبيره.
وتطرق الحديث الذي استمر على مدى أكثر من عشرين دقيقة إلى التحول السياسي في موقف الشيخ ازاء النشاط المعارض فرد بالقول "اطلعت على تجارب الآخرين فساعدني ذلك كثيرا في تبصر طريقي في هذه الحياة وجعلني أكون أكثر واقعية".
مضيفا "ربما كنت أفكر بصورة مثالية.. ومن حق أي انسان أن يتطلع.. ولكن على الانسان أن يأخذ الواقع بعين الاعتبار".
وتابع بأن الإنسان الذي لا تتطور أفكاره وآراءه "فهذا انسان غير سوي".
وأرجع الصفار حالة الارباك الطائفي في المنطقة إلى تأثيرات خارجية أعقبت اندلاع الثورة في ايران وبروز حملة طائفية مضادة للشيعة في المملكة بخلاف ما كان عليه التعايش المذهبي القائم في المنطقة منذ القدم.
وحول مسيرة التقارب والحوار الوطني قال "ان هناك جهات متطرفة لا يروق لها أن ان تنجح مسيرة الحوار الوطني ولذلك تسعى لعرقلتها.. إلى جانب المؤثرات الاقليمية والدولية كالصراع الطائفي في العراق تلقي بظلالها على علينا".
وتابع بأن الجهات المتطرفة تبث الكراهية والبغضاء على شكل فتاوى وخطب جمعة وتصر على الا تنجح مسيرة الاندماج والشراكة الوطنية وأن يفعّل الحوار الوطني على حقيقته.
وأعرب الشيخ عن رضاه لما اعتبره شوطا جيدا قطعه في سبيل التواصل من خلال اللقاءات والعلاقات مع العلماء والأدباء ورجال الأعمال في المملكة.
ولخص الصفار اهتماماته الرئيسية في "تجسير العلاقة بين مجتمعي ومحيطي الوطني والجهات الرسمية في بلدي".
كما ردّ بتواضع على ما وصفه مقدم الحلقة بـ"بزوغ نجم الشيخ الصفار" بالقول "لا يتملكني الشعور بأن أكون الأبرز بقدر ما يهمني خدمة مجتمعي ووطني".
مضيفا بأنه يجد نفسه من خلال التكامل مع الجهود الأخرى في المجتمع المحلي.
وعرض اللقاء جانبا من دور والده الراحل الحاج موسى الصفار في تشجيعه على الخطابة الدينية منذ نعومة أظفاره وحثه على حضور مجلس أبرز العلماء القطيفيين الراحل الشيخ فرج العمران وإرساله لاحقا للدراسة الدينية في العراق.
وعلق مقدم الحلقة في هذا السياق بالقول "كان الأب موسى صاحب أكبر مشروع استثماري على خارطة الشيعة في السعودية عندما أعاد صياغة ابنه من مجرد إبن لتاجر صغير بات فيلسوفا وعرابا للالتحام الشيعي السني على أرض وطن واحد".
وتناولت الحلقة هجرة الصفار للعمل السياسي في الخارج ولديه حينها بنت واحدة إلى جانب ظروف تنقله من بلد لآخر ودور أسرته وزوجته "خاتون البحارنة" في مؤازرته في عمله السياسي والدعوي.
وذكر الشيخ في هذا السياق أن السيدة البحارنة أصرت ذات مرة على عدم تفويته فرصة المشاركة في أحد المؤتمرات الاسلامية الهامة في الولايات المتحدة وبقيت بمفردها وسط مؤشرات على ولادة وشيكة.
وختم معد الحلقة بأن الصفار أنجز أهم مشروع تطبيقي عرفته السعودية للتقارب السني الشيعي كما اعتبره أحد المنظرين العصريين الذين ساهموا في اخماد التطرف.
لمشاهدة الحلقة "اضغط هنا"