تقديم لكتاب «تعليم الصلاة»

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.

نحن نتمتع بنعمة الوجود في هذه الحياة، ونعيش مباهجها ولذاتها، ونرفل بالخيرات التي تغمرنا فيها، ولا يستطيع أحد منا أن يدعي أنه أوجد نفسه في هذه الحياة، أو أنه هو الذي يمنح نفسه النعم فيها، فهناك خالق منعم أوجدنا من العدم، وأفاض علينا كل النعم، وهو الله سبحانه وتعالى.

وبذلك يستحق منا الشكر، ويجب علينا الخضوع له وعبادته.

كما أننا بحاجة لدوام التواصل معه تعالى، لحاجتنا الدائمة الشاملة له في جميع جوانب حياتنا، وإليه مصيرنا بعد الحياة.

لذلك شرّع الله تعالى (الصلاة) وهي بمثابة تحيّة شكر نؤديها لربنا وخالقنا والمنعم علينا ومن بيده أمورنا.

و(الصلاة) فرصة تواصل مع الله تعالى، حيث نتجه إليه بقلوبنا، ونكبّره ونحمده ونسبّحه ونستغفره ونذكره بألسنتنا، ونجسّد الطاعة والخضوع له عبر ركوعنا وسجودنا.

إن (الصلاة) تمثل وقفة تأمل في محطات قطار الزمن اليومي، عند انبثاق الصباح ووسط النهار وبداية الليل.

إنها بضع دقائق يقتطعها الإنسان من وقته، خارج سيطرة الاهتمامات المادية الضاغطة، ليتزود بالوقود الروحي الإيماني، وليستحضر في نفسه القيم والمبادئ العليا، فلا ينساها في غمرة انشغالات الحياة.

وهيئة (الصلاة) إعداد إلهي، فقد أراد الله تعالى أن نعبده بهذه الطريقة، والتي ترمز كل حركة من حركاتها، إلى جانب من جوانب العبودية، كما تؤكد مختلف الأذكار فيها حالة الارتباط مع الله تعالى والإقرار بوحدانيته وعظمته.

إن تعلم أحكام الصلاة وطريقة أدائها، وهي سهلة يسيرة، من أول الواجبات على كل مسلم عند بلوغه سنّ التكليف والالتزام.

وهذه الصفحات عرض ميسّر، لكيفية الصلاة، مع صورة توضيحية، بما يشمل الواجبات والمستحبات، جزى الله من أعدها خير الجزاء.

حسن الصفار               
القطيف                   
30 صفر 1430هـ            
25 فبراير2009م