الشيخ الصفار يؤكد أن قوّة الإنتماء الفكري تسمو بأفق الانفتاح الاجتماعي
أكّد فضيلة الشيخ حسن الصفار أن قوّة الإنتماء الفكري تسمو بأفق الانفتاح الاجتماعي، مشيراً أن عمق الإعتقاد بصحّة العقيدة والمنهج لا تعني أبداً الانفصال عن المحيط، مضيفاً: إن منهج العزلة يعبّر بالضرورة عن وجود سوءٍ في المنهج والسلوك.
وأوضح أن منهج العزلة يُسبب تعيقداً للحياة، ذلك أن الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه، ولا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال عزله بمفرده أو ضمن إطاره البسيط في بيئة معزولةٍ عن الحياة العامة.
وقال: إن من أهم مضاعفات العزلة أنها تُعرقل نشر الفكر المتبنى، كما أنها تعكس انطباعاً سلبياً عن المتنهجين لهذا المنهج، مما يعني بالضرورة أن تعكس صورة سلبية عن المدرسة الفكرية والعقَدية التي ينتمون إليها.
وأشار الشيخ الصفار في خطبة الجمعة 27 شوال 1430هـ (16 أكتوبر 2009م) إلى مشكلةٍ أخرى قد يُمارسها أتباع بعض المدارس الفكرية تجاه من يُخالفونهم في التوجه والرأي، تلك المشكلة ترتبط بأسلوب الخطاب المتبادل، حيث يعمد البعض إلى توجيه العبارات الجارحة بقصدٍ أو بدون قصد، مؤكداً أن المقياس في قبول الخطاب أو عدمه يعود للطرف المقابل، بعكس ما يتوهّمه الكثيرون ممن لا يُبالون بمضامين الخطابات التي يتحدّثون بها في مختلف المحافل، وهي تمس الأطراف الأخرى المخالفة.
مؤكداً أن الموازنة بين قوّة الانتماء الفكري وأفق الإنفتاح الاجتماعي من شأنها أن تُسيّر أمور المجتمع، وتحفظ وحدة الأمة، وتفتح المجال لنشر الفكر بالقول والسلوك.
وفي رحاب ذكرى شهادة الإمام جعفر الصادق استلهم الشيخ الصفار من فيوضات معين مدرسة الإمام العظيمة ما يؤكد هذا التوجّه السامي، فعن سليمان بن مهران قال: دخلت على الصادق وعنده نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شيناً. قولوا للناس حسناً، واحفظوا ألسنتكم، وكفّوها عن الفضول وقبيح القول. وقال : إياكم أن تعملوا عملاً نُعيّر به، فإن ولد السوء يُعيّر والده بعمله. كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً، ولا تكونوا عليه شيناً. صلّوا في عشائرهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، ولا يسبقنكم إلى شيءٍ من الخير فأنتم أولى به منهم.