الشيخ الصفار: صلاة الشيعي خلف إمام سني مظهر للوحدة الإسلامية

ضمن مؤلفات سماحة الشيخ حسن الصفار التي تدعو إلى وحدة الصف بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم العقدية، كتابان جميلان ينبغي الوقوف عندهما بتمعن:

1/صلاة الجماعة مظهر الوحدة والتالف.
2/ من أعظم شعائر الدين صلاة الجماعة.

وقد جاء في الكتاب الأول نصيحة تعد جريئة في طرحها في ضل الأوضاع الطائفية المقيتة، حيث قال سماحته: من اجل تكريس الوحدة الإسلامية والوطنية، ولتفويت الفرصة على مثيري الفتن الطائفية والخلافات المذهبية، أدعو إخواني الشيعة إلى المشاركة في صلاة الجماعة مع إخوانهم السنة، في أماكن التلاقي والاجتماع، كموسم الحج وأداء العمرة. كتاب (صلاة الجماعة مظهر الوحدة والتآلف

وقد خص الشيخ الصفار بالنصح الموظفين وطلاب الجامعات من الشيعة بالمشاركة في صلاة الجماعة التي تقام في أماكن عملهم ودراستهم.

وشدد الصفار على انه لا ينبغي لأحد من الشيعة أن يصلي منفرداً في مكان تقام فيه صلاة الجماعة لأهل السنة، وأن لا يتوهموا عندما يصلون مع إخوانهم ينظر إليهم كمتملقين ومجاملين وممارسين للتقية، فهناك فئة محدودة من المتشددين يفسرون ذلك، فإن واقع التجربة يدل على ارتياح أهل السنة من صلاة الشيعة معهم.

من جهة أخرى أشار الصفار في كتابه الثاني أن صلاة الجماعة تمثل إعلاما وإعلانا لهوية المجتمع الإسلامي، وأنها ميزة عظيمة لهذه الأمة، فهي بحق من أعظم شعار الدين، لأنها شعيرة يتكرر أداؤها كل يوم، ويشارك فيها جميع أبناء الأمة.

وقد بين سماحته بأن هناك نوعان من الاختلافات الاجتهادية بين المذاهب الإسلامية: الاختلافات الفقهية، والاختلافات العقدية. ولكل مذهب أدلته وبراهينه فيما يذهب إليه فقهيا وعقديا.

فعلى الصعيد الفقهي أتفق العلماء من السنة والشيعة، على أنه لا يشترط التوافق بين الإمام والمأموم في سائر المسائل الفقهية، عدا ما يرتبط بصلاة الإمام نفسه، فيصح الإئتمام بمن تتوفر فيه شرائط إمامة الصلاة.

وأما الصعيد العقدي يقول الصفار: أصول العقيدة متفق عليها بين المسلمين، وهي ما نص عليه القران الكريم، من الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الأخر، لكن الاختلاف وقع بين علماء الأمة حول تفاصيل تلك الأصول، مما يرتبط بصفات الله تعالى، وسيرة الرسول «ص»، وتفسير آيات الكتاب الحكيم.

في حين تحدث الشيخ الصفار عن صلاة الجماعة اضطرارا قال: لو اضطر ذلك خوفا من سطوة إمام الجماعة، الذي لا تتوفر قي إمامته شروط الصحة، أو خوفا من أذى أتباعه وجماعته فهنا يكون الموقف مشمولا بالقواعد الشرعية الصريحة كقوله تعالى ﴿ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالأيمان ﴾، وقد أفتى فقهاء الشيعة بجواز الصلاة خلف إمام لا تتوفر فيه شرائط صحة الإمامة تقية واضطرارا، وتكفيه عن صلاته الواجبة ولا حاجة إلى الإعادة شرط أن يقرأ لنفسه.

وعلى صعيد التآلف في صلاة الجماعة قال سماحته: قد يتمنى بعض المتطلعين لأرقى مظاهر الوحدة بين المسلمين، تتجاوز حال التصنيف المذهبي للمساجد والجماعات، بأن تكون المساجد مشتركة بين السنة والشيعة، يصلون خلف بعضهم بعضا، وهذه أمنية رائعة، لكن تحققها يحتاج إلى رأي شرعي من قبل أئمة المذاهب، فيما يتصل بشروط صحة إمامة الجماعة.من أعظم شعائر الدين صلاة الجماعة

واستثنى سماحته حينما يكون لقاء ما، فيتواجد بعض الشيعة في مكان تقام فيه جماعة لأهل السنة أو العكس، ففي هذه الحالة لا ينبغي أن يتمايزون فتقام جماعتان في مكان ووقت واحد، ولا ينسحب أتباع المذهب الأخر من مكان إقامة الصلاة، لان ذلك كله منافي للذوق الاجتماعي، ومثيرة للحساسية والاشمئزاز، ومسيئة لأجواء الألفة والوحدة، ومظاهر الانسجام والوئام.

وقد أفتى أئمة المذاهب أتباعهم بالصلاة في الجماعة المقامة حين يحضرونها، وإن كان بنية المتابعة وليس الائتمام، رعاية للآداب، وحفظا لمظهر الوحدة والانسجام.

ولعل من أبرز ما جاء عن فوائد صلاة الجماعة في كتابه من أعظم شعائر الدين صلاة الجماعة، ذكر الشيخ الصفار النقاط التالية:

1. تعزيز الحالة الدينية.
2. التداخل بين اتصال العبد بالله وصلته بالناس.
3. توثيق الروابط الاجتماعية.
4. التربية على النظام.
5. التوجيه والمعرفة الدينية.

وأبان بان هناك أسباب لعزف البعض عن صلاة الجماعة هي:

1. ضعف الاهتمام الديني.
2. ضعف التدين.
3. الكسل.

فصلاة الجماعة هي في الحقيقة من أعظم شعائر الدين ومظهر الوحدة والتآلف.

 

تاروت