الشيخ الصفار يشارك في المؤتمر العالمي للشهيدين
بدعوة من اللجنة المشرفة على إقامة المؤتمر شارك سماحة الشيخ حسن الصفار في المؤتمر العالمي لتكريم الشهيدين: الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي (724 – 786هـ) والشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (911 – 965هـ).
والذي انعقد في الحوزة العلمية في قم المقدسة, يومي الأربعاء والخميس بتاريخ 9-10 من شهر ذي القعدة 1430هـ الموافق 28-29/10/2009م بحضور حشد من العلماء والباحثين من بلدان مختلفة.
وافتتح المؤتمر بكلمة من المرجع الديني الشيخ مكارم الشيرازي, وكان ختامه بكلمة من آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي.
وقُدمت للمؤتمر بحوث تناولت سيرة الشهيدين ومكانتهما العلمية وإنتاجها المعرفي, ودورهما السياسي والاجتماعي.
وتحدث الشيخ الصفار في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة أشار فيها إلى تميّز سيرة الشهيدين الكبيرين بنهج الانفتاح والتواصل مع أوساط المذاهب الإسلامية السنّية على الصعيد الرسمي المتمثل في رجالات الحكم, وعلى المستوى العلمي حيث حضرا دروس كبار علماء السنة في عصرهما, كما حضر لديهما علماء سنّيون في دروسهما, ولكل منهما اجازات رواية من علماء أهل السنة.
فالشهيد الأول كان مجلسه لا يخلو من علماء الجمهور لخلطته بهم وصحبته لهم, كما ينقل السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة.
وكان يروي عن نحو أربعين شيخاً منهم من علماء مكة والمدينة وبغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس.
وكان كما يقول صاحب رياض العلماء يشتغل بتدريس كتب المخالفين ويقرئهم.
والشهيد الثاني قرأ جملة من صحيحي البخاري ومسلم على الشيخ بن طولون الدمشقي, واجيز منه برواية الصحيحين.
وكذلك قرأ من الصحيحين على الشيخ ابن أبي اللطيف المقدسي واجيز منه اجازة عامة.
وأقام في بعلبك يدرّس في المذاهب الخمسة وأصبح مرجعاً لأهلها يفتي كل فرقة بما يوافق مذهبها, حتى اتهمه بعض العلماء بالميل إلى التسنن.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن نهج الانفتاح في سيرة الشهيدين أثار غضب المتشددين في الجانبين, لان الانفتاح يفضح اتجاهات التعصب, ومن هنا كان سعي المتشددين للتآمر على حياة الشهيدين وتحريض سلطات الجور عليهما حتى استشهدا بتلك الصورة المرعبة.
ودعا الشيخ الصفار إلى ان يكون إحياء ذكرى الشهيدين تكريساً لنهجهما في غزارة الإنتاج العلمي, والانفتاح على ساحة الأمة, وان يتحمل علماء الأمة المخلصون مسؤليتهم في مواجهة التعصب والتشدد مهما كلف من تضحيات.
وضمن شكره لجهود الهيئة المشرفة على المؤتمر دعا الشيخ الصفار إلى الاهتمام بإحياء ذكرى شخصيات المناطق الشيعية المختلفة, وعدم الاقتصار على شخصيات المراكز العلمية في ايران والعراق ولبنان.
واستشهد الشيخ الصفار بأسماء بعض الشخصيات التي تستحق التكريم كالسيد ابن معصوم المدني والشيخ ابن أبي جمهور الاحسائي والشيخ أحمد زين الدين والشيخ يوسف البحراني وعلماء آخرين من الهند وباكستان وأفغانستان وغيرها.
وعلى هامش المؤتمر التقى الشيخ الصفار عدداً من العلماء والباحثين المشاركين في المؤتمر من ايران والعراق ولبنان.