الشيخ الصفار: إمام الجماعة الواعي يفعل دور المسجد الحقيقي
شارك سماحة الشيخ حسن الصفار في حفل افتتاح مسجد الرسول الأعظم في بلدة الحلة وذلك يوم السبت 17/12/1430هـ الموافق 5/12/2009م بكلمة تناول فيها مهام المساجد ودورها في خدمة الناس.
وقد بدأ سماحة الشيخ حديثه مهنئا ومباركا للقائمين على المسجد ودعا لهم بالتوفيق كما بارك للحضور ذكرى عيد الغدير، ثم تلى سماحته الآيات الكريمة:
- ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ (18) سورة الجن
- ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾ (96) سورة آل عمران
متسائلا كيف تكون المساجد لله وبيوت للناس في آن واحد؟ وقال: إن نسبة المساجد إلى الله للتشريف، فهي بيوت الله لكنها لخدمة الناس وحاجاتهم.
مشيرا إلى أن المساجد تقوم بدور مهم في حياة الناس، وفي مقدمة هذه المهام تأتي المهمة الروحية: فالإنسان في غمرة انشغاله المادي، في محيط مليء بالشهوات يحتاج إلى مكان يتطلع فيه للعالم الآخر، ولعبادة الله ومناجاته، ولن يجد أفضل من المسجد مكان لهذا الغداء الروحي والمعنوي، ثم تأتي المهمة الثانية وهي المهمة المعرفية، ففي المسجد يتعرف الإنسان على مفاهيم الدين وقيمه وأخلاقه، والمهمة الثالثة هي المهمة الاجتماعية، ففي المسجد يلتقي الناس ويتعارفون ويتداولون الرأي في شئونهم وشجونهم.
وأضاف سماحة الشيخ الصفار: ولكي يتمكن المسجد من القيام بدوره على أكمل وجه فإنه يحتاج إلى مكان مناسب، وهذا المسجد ينطبق عليه وتتحقق فيه هذه الحيثية، كما يحتاج المسجد إلى إمام يحييه بحضوره وإرشاداته، فهو روح المسجد، إننا نجد بعض المساجد فاعلة في النواحي الاجتماعية والثقافية والدينية وفي المقابل نجد مساجد تكتفي بالحد الأدنى من النشاط، ولو فتشنا لوجدنا أن الإمام هو السبب في ذلك، فإن كان فاهما لدوره الرسالي واعيًا للمسئولية العظيمة الملقاة على عاتقه وتحرك على أساسها فإنه سيحول المسجد إلى مؤسسة تنويرية تقوم بمهامها في إمداد المجتمع بحاجاته الروحية والمعنوية والثقافية والاجتماعية.
ثم أشاد الشيخ الصفار بإمام مسجد الرسول الأعظم الشيخ عبدالله اليوسف، مشيرا إلى أن الله وفق هذه البلدة بهذا العالم الرسالي العامل الذي تجاوزت شهرته المحلية، فصار محل تقدير واحترام من قبل المثقفين والعلماء، وهو معروف بأخلاقه الكريمة وتواضعه ولغته العصرية التي أجاد عبرها مخاطبة الشباب في ما يكتبه لهم.
وذكّر سماحته الجمهور بوجوب أن يكون للمسجد برنامج فاعل يساعد على الارتقاء بالمصلين، وطالبهم بالتفاعل مع برامجه والإقبال عليها، وبالخصوص حضور الصلاة جماعة، فمنطقتنا تشكوا من قلة الإقبال على صلاة الجماعة، والإعداد التي تحضر المساجد لا تناسب عدد السكان، ولا تتناسب مع تمسك هذا المجتمع بالولاء لأهل البيت ، فالحضور الكثيف في المآتم ومواكب العزاء لابد أن ينعكس على الحضور في المساجد التي ينبغي أن تكون عامرة بالهدى، فالأحاديث الكثيرة تذكر الثواب العظيم لمن حضر المسجد ومن صلى فيه، كالحديث الوارد: من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون الف حسنة، والحديث الوارد عن رسول الله الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة، وعنه : من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية: آية محكمة، أو فريضة مستعملة، أو سنة قائمة، أو علم مستطرف، أو أخ مستفاد، أو كلمة تدّله على هدى أو ترده عن ردى.
حضر الحفل حشد من العلماء والمثقفين منهم: الشيخ يوسف المهدي، والشيخ محمود السيف، والشيخ علي الجنبي الشيخ حسين جضر والشيخ اسماعيل العجيان والشيخ وسام الشملاوي والشيخ أحمد الناصر، والخطيب الحسيني الملا أحمد البطران، والأستاذ سعيد الخباز والأستاذ ماجد عبد العال والأستاذ عباس الصايغ والسيد زكي العوامي، والأستاذ رضي النغموش، وقد شارك الشيخ عبدالله اليوسف بكلمة شكر فيها الداعمين، وألقى الخطيب الملا حسن باقر كلمة الأهالي، ثم شارك سماحة الشيخ في تكريم الداعمين والمشاركين في بناء المسجد.
صور: