الشيخ الصفار: الجفاء العاطفي اقرب الطرق للانحراف الاخلاقي
دعا الشيخ حسن الصفار إلى تعزيز حالة المحبة على المستوى الفردي والعائلي والاجتماعي محذرا في الوقت نفسه من بروز نوازع الكراهية والجفاء التي عدها أقصر الطرق للانحراف الاخلاقي.
وقال الصفار في مستهل محاضراته العاشورائية التي القاها مساء الخميس في مجلس المبارك في القطيف "وفقا للنصوص الدينية، الأصل أن يحب الإنسان أخيه الإنسان وأن الكراهية لا تكون إلا للأفعال العدوانية".
داعيا إلى أن يغدق الإنسان حبه على الآخرين وأن يعرب عن مشاعره الطيبة تجاهم عبر ابداء الاحترام لهم وتثمين عطائاتهم وتقدير أعمالهم، مستشهدا بالحديث الشريف ".. وهل الدين إلا الحب".
ووسط حضور حاشد شدد الصفار في محاضرته التي عنونها بـ "الحسين رسالة حب" على تعزيز ما وصفه بالاشباع العاطفي داخل الأسرة معتبرا أن ذلك يحقق أجواء الشعور بالأمن والطمأنينة ويعزز روح التعاون مع الآخرين.
داعيا الآباء والامهات إلى تحقيق أجواء أسرية حميمة عبر اغداق الحب على الأولاد والبنات حتى لا يلجأوا لخارج الأسرة فتتلقفهم بؤر الفساد.
وانتقد تحول بعض منازل إلى "فنادق" للسكنى دون أدنى علاقة أو انشداد عاطفي بين أفرادها ليلجأ كل منهم خارج الأسرة تعويضا عن الجفاء العاطفي المفقود.
مضيفا بأن احدى تداعيات هذه الحالة هو اعتبار الأولاد رفقائهم أحب وأقرب أليهم من أفراد عوائلهم بما في ذلك الوالدين وانعدام عنصر المصارحة بين البنات وأمهاتهم.
واستنادا لدراسات أكاديمية قال الصفار أن هناك تلازما واضحا بين الجفاء العاطفي داخل الأسرة وبين ارتفاع نسب الانحراف لدى الاولاد والبنات دون استثاء للنساء المتزوجات.
ساردا عدة نماذج من المجتمع السعودي وصفها بالاجرامية والتي أنتهت غالبا إلى نتائج مأساوية أبرزها قصص البنات الصغار "أصول" و"أريج" اللتين فقدتا حياتهما نتيجة العنف الأسري.
واسترسل الصفار في تسليط الضوء على جوانب عديدة من علاقة الرسول الأكرم بسبطيه الحسن والحسين معتبرا اياها نموذجا مثاليا يجسد حالة الحب والعاطفة التي يجب أن تحكم أجواء ألأسرة المسلمة.
يشار إلى أن محاضرات الصفار مستمرة ليليا على مدى 12 ليلة قادمة في مجلس المبارك بمدينة القطيف ومسجد الكوثر بمدينة صفوى وتبث المحاضرات مباشرة عبر شبكة الانترنت في السابعة مساء.