15 ألف حالة عنف انتهت بالقتل!
الشيخ الصفار يدعو للتصدي لظاهرة العنف الاجتماعي
اعتبر الشيخ حسن الصفار أن استخدام السلاح في المشاجرات مؤشر إلى تنامي ظاهرة العنف الاجتماعي، محذرا من عدم التصدي للعنف عن طريق نشر ثقافة تحث على التسامح والحوار، بدلا من التناحر والقتل لأتفه الأسباب.
وقال في ندوة تناولت "العنف في المحيط الاجتماعي" ألقاها مساء أول من أمس في مدينة صفوى في محافظة القطيف:"مع الطبيعي أن تكون في أي مجتمع خلافات، كانت سابقًا تدار إما بالحوار بين الأطراف، أو عبر وسطاء الخير في كل مجتمع".
وركز الصفار على المرحلة الراهنة منتقدا حالات "الشجار التافهة " التي راح ضحيتها الكثير من الشبان مذكراً بأولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب شجار عابر.
وقال الشيخ الصفار "في الماضي لم تكن هناك حالات قتل في المجتمع، إلا في شكل نادر، فيما نسمع اليوم عن حالات كثيرة يلعب فيها السلاح دورا هاما". وأضاف:"تشير الإحصاءات على مستوى المملكة إلى وجود أكثر من 128 حَدَثًا في سجون الأحداث متورطين في جرائم قتل ويوجد في محافظة القطيف 30 حكم قصاص مضافا لذلك عدد كبير من حالات الاغتصاب. وزاد "هناك نحو 15 ألف حالة عنف، بيد أن معظم هذه الحالات انتهت بالقتل لأسباب تافهة، فيما بعضها الآخر خلافات أسرية وعائلية بسيطة".
ورأى أن أسباب انتشار العنف يعود لأسباب عدة، منها ضعف التنشئة الأسرية، إذ يقضي الأبناء وقتًا طويلاً بعيدًا عن أنظار والديهم، ما يقلل من حصول الأبناء على القيم والمثل الحسنة، كما تنعدم في مثل تلك الظروف الرقابة، وشدد على أن وسائل الإعلام تلعب دورا فاعلا يؤثر على تنشئة الأبناء، مشيرا إلى أن مشاهد العنف والقتل في الأفلام ونشرات الأخبار تسهم في تعزيز السلوك العنيف. ولم تقتصر محاضرة الصفار التي حضرها مئات الأشخاص على "العنف الاجتماعي"، بل تطرق إلى العنف السياسي الذي ينتشر في بعض البلدان التي تتصف بالدكتاتورية، مستعرضا بعض شواهد الصراع على السلطة في العالم، وحجم الدماء التي سالت في معاركه.
وقال في هذا الصدد: "إن معظم حالات القتل في دول العالم تأتي بدافع سياسي، ومن أجل الصراع على السلطة والحكم وهو ما يعرف بالعنف السياسي"، مستعرضا قسما كبيرا من التاريخ البشري الداعم لرأيه، إذ قال: "لم يسلم حتى التاريخ الإسلامي من القتل السياسي الناشئ عن صراع على السلطة والحكم"، مدرجا ذلك ضمن ممارسة العنف، واضاف "إن تاريخ البشرية مليء بالعنف، إذ صبح العنف مسألة طبيعية للوصول للسلطة والحكم".