طالب النخب السعودية بعدم السكوت وعزل التشدد
الصفار يدين "التمييز" ويؤكد عدم وجوده في النظام الأساسي للحكم
أكد الشيخ حسن الصفار في محاضرة ألقاها مساء أمس السبت الماضي في مجلس المبارك في محافظة القطيف على أن "النظام الأساسي" للمملكة يكفل عدم حصول أي شكل من أشكال التمييز بين المواطنين السعوديين، وأن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، مستشهدا في ذلك بنص مواد النظام (المادة الثامنة لنظام الحكم)، مستدركا "رغم حضر القانون للتمييز، إلا أن هناك شريحة قليلة متشددة تمارس التمييز ضد المواطنين الذين كفل النظام لهم التساوي في الحقوق والواجبات".
والمحاضرة التي حضرها نحو ألفي شخص، بينهم حضور من مختلف مناطق المملكة شدد الصفار فيها على أن الوقت بات ملائما لطرح مشكلة التمييز الممارسة من قبل شريحة اجتماعية مستفيدة من بقاء الوضع على حاله، واصفا مطبقي التمييز بـ"الخارجين عن القانون". ورأى بـ"أن بعض الملفات لم تلقَ النقاش والطرح على الصعيد الوطني (سابقا)، إلا أنها في الوقت الحاضر فُتحت ملفاتها مثل حقوق الإنسان والفقر". في إشارة منه لتحقق إصلاحات عدة قدمها مسؤولو المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
وطالب النخب السعودية بالحديث عن هذا الملف الذي بات يؤرق جزء من أبناء الوطن، منتقدا حالة السكوت الذي جعل ممارسي التمييز يتمادون أكثر من أي وقت مضى، واضاف "لا بد من خلق مناخ معادي للمتشددين في أي طرف"، ضاربا المثل بـ"الحوار الوطني" الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز، وأضاف "إن الحوار الوطني استبشر به الناس لأنهم شعروا أنه سيلامس هذا ملف التمييز بين المواطنين".
وعن التشدد الديني الذي يقود للتمييز قال: "هناك جماعات متشددة تتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة الشيعة السعوديين بالولاء للخارج، وهذا منطق المهرجين، إذ أن الشيعة يشهد لهم بالولاء الوطني، وقد سمعت ذلك شخصيا من كبار مسؤولي الدولة حفظهم الله"، مضيفا "إننا هنا ندافع كغيرنا عن تراب الوطن وأمنه واستقراره".
ودان الصفار ممارسي التشدد من كل الأطراف، إذ قال: "نحن أيضا بيننا متشددين دينيا، وينبغي علينا تحمل مسؤوليتنا، كما نطالب الآخر بتحمل مسؤوليته". وزاد "إن عدم الاعتراف بوجود مشكلة تمييز وتشدد ديني يسهم في خلق مناخ وطني سلبي،، كما أن عدم الاعتراف بأخطاء كل طرف ضد الطرف الآخر يؤدي لاستمرار المشكلة التي لا تعتبر من صالح البلاد".
واستعرض جوانب عدة، من أشكال التمييز في العالم، إذ قال: "إننا نجد كيف تكون المشاكل وتكبر وتفتح مجالا للتدخل في شؤون البلدان، ففي مشكلة دارفور في السودان تدخل دولي بسبب عدم المساواة هناك، وفي أمريكا ناضل السود حتى وصل أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية"، مستعرضا تاريخ النضال للسود الأمريكيين الذين جاؤوا لأمريكا كعبيد.
من جانبه قال الباحث حمود العتيبي القادم من العاصمة الرياض: "إن ما سمعته هذه الليلة خطاب وطني بامتياز، وهو يصلح ليكون نواة انطلاق لمعالجة هذه المشاكل التي يمارسها البعض"، مضيفا "لا أستطيع أن أخاطب المتطرفين، وأوجه خطابي للعقلاء في هذا الوطن العزيز لأقول لهم يجب أن نقف يدا واحدة ضد المشاكل التي تعترض طريق إصلاح الوطن، وأن نكون عونا لقيادتنا الرشيدة في تحقيق ذلك". وزاد "من يفرق بين مواطن وآخر هو عدو لهذا الوطن، والجميع متساوين كما نص قانونا على ذلك".