الشيخ الصفار يشارك في حفل تأبين الشاب شكري الرضوان
شارك الشيخ حسن بن موسى الصفار مساء الخميس ليلة الجمعة 22/1/1431هـ بكلمة في الحفل التأبيني لرحيل الشاب الفقيد شكري الرضوان (أبو أحمد) بمسجد المصطفى بأم الحمام، بحضور شخصيات دينية واجتماعية وحشد كبير من المواطنين.
و قال سماحته عن شخصية الفقيد انه: "كان الفقيد أباً وأخاً وابناً لمجتمعه كله"، واصفاً إياه بأنه "شهيد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، مبيناً أن الراحل تميّز بأخلاق رفيعة وسمعة طيبة في خدمة أبناء مجتمعه،جعلته يحتل مكانة حسنة في نفوس الناس، لذلك جميعنا شعرنا بالألم والحزن لرحيله المفاجئ بهذه الطريقة المفجعة.
وأشار إلى أن حادثة رحيله تسلط الأضواء على مشكلة كبيرة أصبحنا نعيشها، وهي "ظاهرة العنف والإجرام" المتفشية في مجتمعنا، وأبدى أسفه لكون تلك الممارسات من قبل أبناء هذا المجتمع، داعيا إلى التأمل والوقوف عند هذا الحدث.
وزاد بقوله: أننا في هذا العصر نواجه جيلا متمردا ساهم عدد من العوامل في انزلاقه نحو العنف والإجرام, من أبرزها ثقافة العنف التي تبثها وسائل الإعلام، مشيراً إلى أننا غالباً ما نتفاعل مع الأحداث تفاعلا وقتيا عاطفيا، ينتهي بانتهاء زمن الحادثة، مقترحا أن تدفع هذه الحوادث إلى مشاريع وبرامج تحصن المجتمع وتحمي أمنه وتلبي احتياجاته، مطالباً في نفس الوقت المجتمع بتحمل مسؤوليته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منتقدا حالة الاجترار في الحديث عن المشاكل دون تحمل المسؤولية في مواجهتها.
وطالب أن يكون هناك في كل منطقة مجلس للأمن الاجتماعي، يضم بعض رجال الأعمال والعلماء والمثقفين، يعتبرون أنفسهم الجهة المعنية بالأمن الاجتماعي، ومتابعة الأمور من خلال التواصل مع الجهات الأمنية للدولة ونشر الثقافة التي يحتاجها المجتمع.
وبين الشيخ الصفار في كلمته أن الإعلام ووسائل الاتصال المتعددة وقلة المتنفسات، بالإضافة إلى ضعف الرقابة الأمنية والاجتماعية وراء تفشي ظاهرة العنف والجريمة في مجتمعنا.
ورأى أن مجتمعنا شهد تصاعداً كبيراً في حالات العنف والجرائم خلال السنوات الماضية نتيجة الانفتاح والمتغيرات الاجتماعية والثقافية ؛ حيث سجلت 15540 حالة اعتداء عنفي في المملكة في السنة الماضية، معظم مرتكبيها من الأحداث.
وذكر أن 3000 دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية تربط بين مشاهدة التلفاز وممارسة العنف، ملفتاً إلى أن هناك مواقع على (الانترنت) تعلّم وتحرض على العنف والجريمة، بل أن أغلب أفلام الكرتون التي يشاهدها الأطفال تحوي على مشاهد العنف والجريمة.
ملفتاً إلى أن الأسرة تتحمل جزءا كبيرا في تربية الأولاد وتزويدهم بالقيم والمبادئ، إلا أنه قال: علينا أن نعترف بأن الأسرة ما باتت قادرة على التأثير الكامل في الأبناء لتعدد عوامل التأثير الخارجية، مما يتطلب أن يتحمل المجتمع مسؤوليته.
وبين أن غياب الرقابة والردع الأمني والاجتماعي زاد من الجرأة في ممارسة العنف والجريمة، داعيا إلى تطوير وزيادة القدرات الأمنية الحكومية لكي تتمكن من ملاحقة ومتابعة هذه الحالات، خاصة في هذا الوقت الذي يشهد تزايدا في المساحة والسكان، مطالباً في ذات الوقت بدور أكبر في التصدي لهذه الظاهرة.
واعتبر سماحته أن الردع وحده غير كافٍ في معالجة ظاهرة العنف عند الشباب، بل يتطلب برامج ومشاريع تحتضن الشباب وترشدهم وتتفهم حاجياتهم ورغباتهم.
وفي حديثه أوضح أن هذه الظاهرة مشكلة عالمية، مبيناً أن عدد ضحايا العنف والجرائم في العالم يفوق عدد ضحايا الحروب، وتفيد الإحصاءات إلى أن عدد ضحايا العنف والجرائم بلغ 490.000 ضحية، أي ما يقارب نصف مليون ضحية في السنة الماضية.
مشيراً إلى ان الإنسان في هذا العصر يعيش في أحضان العنف والجريمة، تلاحقه صبح مساء فـ"طبعت صور الدماء والعنف في ذهنه"، حتى أصبحت مشهداً مألوفاً.
يشار إلى أن الشاب شكري الرضوان لقى مصرعه مساء الاثنين الماضي 19 محرم 1431هـ اثر تلقيه طعنة بالسلاح الأبيض وجهها له حدث ببلدة أم الحمام بمحافظة القطيف، حين حاول الفقيد إيقاف المراهق عن ممارسة التفحيط وسط الأحياء السكنية وتعريض الأهالي للخطر.