الشيخ الصفار في محاضرته العاشورائية:
الشيعة حريصون على مصالح الأمة وخدمة قضاياها
أكد سماحة الشيخ حسن الصفار في محاضرته العاشورائية بموكب الإمام الحسين بسيهات لمحرم 1431هـ أن الشيعة حريصون على مصالح الأمة وخدمة قضاياها بالتزامهم بنهج أهل البيت ومبادئهم وانطلق سماحته من نص كلام الإمام الحسين حيث يقول: «انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي».
مضيفا بقوله: وهذا ما يصرح به وتعلنه القيادات المرجعية الواعية في مختلف المناطق من خلال لغة التفهم والدفاع عن مصالح وحقوق أوطانهم وشعبهم بشتى فئاته وشرائحه، مستشهدا بالتجربة اللبنانية والعراقية.
وبين في معرض حديثه أن هناك من يحاول عزل أتباع أهل البيت عن ساحة الأمة، في إشارة إلى بعض الخطابات والتصريحات المسيئة لأتباع أهل البيت من قبل المتشددين الطائفيين على حد وصفه، ملفتا إلى أن هؤلاء يحاولون أن يوحوا للعالم وكأن الشيعة معادلة أخرى تعيش همها وتطالب بحقوقها ومطالبها الخاصة.
ورأى أن الخطاب الذي يتمحور حول همّ الطائفة أو المذهب فقط لا ينسجم مع الخطاب الحسيني خاصة في هذا العصر، معللا أن أولئك المتشددين الطائفيين يريدون أن يدفعوا بنا إلى هذه الزاوية وعزلنا عن ساحة الأمة، محذرا في الوقت نفسه من الاندفاع وراء هذه المحاولات وتلك التوجهات التي تريد أن تحشرنا في "المساحة الطائفية"، داعيا أن يكون خطابنا باسم الأمة والالتزام بنبرة الخطاب الحسيني.
وواضح أن من يطالب بحقه ويدافع عن حريته وكرامته ليس بطائفي، وإنما من يمارس الطائفية هو طائفي.
ولاحظ سماحته وجود بعض التوجهات المتشددة في المذهب الشيعي تحمل نبرة طائفية مشابهة لذلك الخطاب الطائفي والتعبوي كردة فعل نتيجة التعبئة الطائفية المسيئة للمذهب.
وذكر أن نهضة الإمام الحسين ترتكز في أساس حركتها على أمرين أساسيين: التأكيد على مسألة القيم والمبادئ ومخاطبة الأمة والاهتمام بها.
وأشار سماحته أن حركته لم تقم إلا من أجل القيم والمبادئ، مضيفا إن هذه القيم التي نهض الإمام الحسين من أجلها قيم إنسانية مبدئية تفرض نفسها وتحقق القبول عند بني البشر، فهو لم يتحرك من أجل مصالح طائفة أو مكاسب قبيلة ولا من أجل صنع مجد تاريخي، وإنما كان تحركه من أجل حماية الأمة كلها، وقد تجلى ذلك في خطاباته.
ودعا إلى أخذ العبرة من الخطاب الحسيني حتى يكون خطابنا وتحركنا - دائما وأبدا - منسجما مع المدرسة الحسينية والخطاب الحسيني خاصة في هذا العصر بالتركيز على هذين الأمرين الأساسيين.
وقال سماحته: "ينبغي أن نتبنى مبدأ الإصلاح على مستوى الوطن والأمة والعالم، خاصة ونحن نعتقد أن هذه المسيرة ستتوج بخروج المهدي المنتظر ".
ومن جهة أخرى قال سماحته: إن هذه الإحياء لمناسبة أبي عبد الله الحسين ، يجب أن يعزز عندنا هذا الخطاب، وأن يوجهنا تجاه القيم والمبادئ التي تحرك من أجلها الإمام الحسين .
وأردف قائلا: ونحن نحتفي بهذه المناسبة علينا أن نتدارس مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونعمل على تشكيل لجان وهيئات تعمل من أجل الانتصار للأمر بالمعروف في كل تجلياته خاصة في أوساط الشباب والشابات، ينبغي أن لا نقف موقف المتفرج تجاه محاولات نشر الفساد والمنكرات في مجتمعنا.