الشيخ الصفار: الشيخ المرهون في طليعة علماء المنطقة في العمل الإرشادي والاجتماعي
بين سماحة الشيخ حسن الصفار أن الفقيد الراحل في طليعة علماء المنطقة الذين قاموا بدور الإرشاد والوعظ والتوجيه، مؤكدا على أن هؤلاء العلماء ما كانوا يتركون فرصة أو مناسبة إلا ويستثمرونها في بث الوعي وحماية الأخلاق والدين في المجتمع.
وأوضح الشيخ الصفار في الحفل التأبيني لرحيل العلامة الشيخ علي المرهون مساء الجمعة 28/1/1431هـ بمسجد الشيخ علي بالشويكة، بحضور شخصيات دينية واجتماعية وحشد كبير من المواطنين، بقوله: إننا في مجتمعنا مدينون في الحالة الدينية والأخلاقية لوجود العلماء والخطباء الواعظين والمرشدين، فهم من حفظوا ديننا وربونا على قيم الدين و أحكامه، مرجعا الفضل في وجود هذا المستوى من الوعي والالتزام الديني إليهم.
وأضاف حتى ندرك قيمة هذا الدور الذي قام به علماؤنا علينا أن نطلع على أوضاع المجتمعات الأخرى التي لم يتوفر في أوساطها علماء ومرشدون، نراهم يتخبطون في الجهل وتسودهم حالات من الانحراف عن تطبيق الأحكام.
وأشار إلى أن الفقيد الراحل كان من أبرز صناع ورواد الحالة الدينية القائمة في مجتمعنا الآن عبر مجالسه التي يبين فيها أحكام الدين ومفاهيمه بلغة سهلة وواضحة قريبة إلى الأذهان.
واستحضر سماحته بعض الجهود التي بذلها وتحمل أعباءها، مبينا أن الفقيد تميز بتطوير عدد من الأنشطة الدينية والاجتماعية, وكانت جمعية القطيف التي نفخر بنشاطها وعطائها، بذرة من بذوره التي بذرها في المجتمع، كما أنه كان يسعى لتأسيس حوزة علمية في البلاد هو ووالده العلامة الشيخ منصور المرهون رحمة الله عليهما، ويستذكر أن الفقيد الراحل ومن عاش في عصره من العلماء كانوا يواجهون تحديات مجتمعاتهم وتصدوا لها وكان من أبرز تلك التحديات جهل الناس بالدين والأحكام الشرعية، مشيرا إلى أن الحالة الدينية التي وصلت إلينا من جهود آبائنا وأسلافنا هي الآن أمانة لدينا وعلينا أن نحافظ على هذه الأمانة.
وتابع بقوله: إننا الآن نواجه تحديات جديدة أكبر وأصعب, والقيم الدينية تتعرض الآن لاهتزازات واضطرابات في أوساط الجيل الناشئ المعاصر، مضيفا إلى أن الغزو الإعلامي و الانفتاح على المجتمعات الأخرى والتحريض على الأهواء والشهوات الذي يعيشه أبناؤنا، يجعل مهمة العلماء والمرشدين أصعب وأكثر خطورة من الوضع الذي واجهه العلماء السابقون.
وأوضح إلى أننا الآن بحاجة لتطوير الجهود لمواجهة هذا الاهتزاز والتحدي، والعمل على حفظ موقعية المجتمع في محيطه؛ حتى يكون مجتمعنا مجتمعاً عزيزاً، غير مهزوز المكانة في المحيط الذي يعيش فيه، وهذا تحدٍ آخر ومسؤولية من مسؤوليات العلماء، متسائلا كيف نواجه هذه التحديات؟
مستعرضا بعض الرؤى التي تساعد على مواجهة هذه التحديات: تكاتف الجهود، موضحا أن الجهود الفردية "جهود متناثرة وجدواها قليل"، معللا ذلك إلى أننا نعيش الآن في عصر التكتلات والعمل الجماعي في كل أنحاء العالم ولا يمكننا أن نواجه آثار غزو العولمة، وآثار الانحرافات وآثار الفساد وآثار الاعتداءات على حقوق المجتمع، بجهود متناثرة وأعمال متباعدة، متسائلا: هل يستلزم ذلك أن تتوافق كل الجهود و الآراء والأفكار؟
ورأى أن الاختلاف في الرؤى والأفكار لا يستلزم توافقها من أجل العمل الجماعي، مؤكدا على ضرورة التركيز على العوامل المشتركة التي ينبغي أن تدفع بنا إلى تكاتف الجهود والتلاحم في مواجهة التحديات والاهتزازات، والتعاون والتنسيق، وعمل المؤسسات والبرامج العملية لمعالجة المشاكل التي يعاني به أبناء المجتمع.