الصفار ينتقد نظرة المتدينين «السطحية والساذجة» للاختلاف المذهبي والفكري
غياب الرؤية الواقعية يدفع لقرع طبول الحروب الدينية.
انتقد الشيخ حسن الصفار ما وصفها بالنظرة السطحية والساذجة التي يحملها الكثير من المتدينين تجاه مسألة الاختلاف المذهبي والفكري.
وقال الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة في القطيف "إننا نعيش مشكلة على صعيد اختلاف الانتماء المذهبي والفكري في مجتمعاتنا، حيث يسعى الأفراد إلى تكلف طرح الخلاف المذهبي في أي لقاء أو علاقة مع أحد من أتباع المذهب الآخر، والتيار الفكري الآخر".
ودعا إلى التعايش مع واقع التنوع الديني "فهو قدر البشرية إلى يوم القيامة، فلا يتوهمنّ أحد بإمكانية الفصل والحسم بين الديانات في هذه الحياة الدنيا، إذ إنها مهمة مؤجلة إلى يوم القيامة".
ورأى بأن الرؤية القرآنية تؤسس لنهج التعايش والتسامح بين أبناء البشر على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، وتحمي أجواء السلم والوئام داخل المجتمعات المتنوعة الانتماءات.
معقبا بأن غياب الرؤية الواقعية يدفع لقرع طبول الحروب الدينية، وتتوالى نُذُر صدام الحضارات، وتعاني المجتمعات من التمزق الداخلي والاحتراب المذهبي.
منتقدا ما وصفها بالنظرة السطحية الساذجة التي يحملها الكثير من المتدينين للاختلاف الديني والمذهبي والفكري بين بني البشر.
وعدّ الصفار ذروة السذاجة والسطحية حين يتعجب المتدينون من عدم اتباع الآخرين لهم في دينهم ومذهبهم أو توجههم الفكري الذي يعتقدون بأحقيته المطلقة.
معقبا بأن هذا الأمر لم يتحقق للكثير من أنبياء الله فضلا عن سائر البشر.
وتابع "يمكن للإنسان أن يتجاوز هذا الشعور الساذج لو إلتفت إلى أن الآخرين قد يحملون نفس النظرة تجاهه وتجاه عقيدته، إنهم يرون أنفسهم على الحق والصواب في انتمائهم الديني، وأن ما عداه باطل وضلال".
وقال الصفار إن معظم الناس في مختلف الأديان والمذاهب يتعاطون مع المعتقد كخيار اجتماعي فيوفّرون على أنفسهم عناء التفكير والبحث في الخيارات البديلة.
وتابع بأن المسألة الدينية لا تخضع عند أبناء البشر في الغالب لمنطق الدليل والبرهان، وإنما تتأثر بالميول والانشدادات، وتعتريها حالات التعصب والعناد.
مضيفا أن في كل مجتمع مراكز قوى ترى لدوافع مصلحية انها معنية بالدفاع عن دين المجتمع، وحماية معتقداته ومقدساته، في وجه أي تمرد أو خروج على المعتقد السائد أبرزها السلطة السياسية والمؤسسة الدينية والمتعصبين الدينيين.
وأشار إلى انه مع تأكيد القرآن الكريم الجازم على حقانية الإسلام إلا أن القرآن يؤكد إلى جانب ذلك على حرية الإنسان في هذه الحياة.