ثقافة التقريب تنشر «كيف نواجه التعصب» للشيخ الصفار
نشرت مجلة «ثقافة التقريب» في عددها رقم (30) الصادر في ذي القعدة 1430هـ مقالاً لسماحة الشيخ حسن موسى الصفار بعنوان «كيف نواجه التعصب» تناول فيه مكونات التعصب السلبية وهي: معرفية, انفعالية, سلوكية, فالأفكار التعصبية السلبية تنطوي على حالة كراهية وازدراء للآخر.. تدفع بصاحبها للبطش بالآخر والاعتداء على حقوقه المادية والمعنوية.
بعدها تناول الاخطار التي تهدر حياة المجتمع نتيجة وجود الاتجاهات التعصبية...
فنمو نوازع الحقد والشر في نفوس أصحاب هذا الاتجاه, تحول طاقاتهم نحو الهدم والتخريب بدل أن يبنوا حياتهم ويخدموا مجتمعهم.
وتفكك المجتمع وفقده لحالة الاستقرار, فتحوله لساحة صدام وميدان احتراب بين فئاته المختلفة عرقياً أو سياسياً أو دينياً وبذلك تنهار وحدته ويتقوض أمنه واستقراره.
وتعمل الاتجاهات التعصبية على تشويه الجهة التي تنتمي إليها من عرق أو دين أو مجتمع أو وطن فتسوء علاقتها مع الجهات الأخرى.
ثم تساءل سماحته هل الدين ينتج بغضاً؟ مؤكداً على أحقية كل إنسان بأن يتمسك بدينه الذي اختاره بقناعة وإدراك وأن يلتزم بتعاليمه وأحكامه... أما أن تعتقد بعض الجهات بأنها مكلفة من قبل الله بفرض ديانتها على الناس وانها مخولة بمعاقبة المخالفين لها وهي تملك الحقيقة المطلقة والآخرون في كفر وضلال فهذا خلاف الدين وتعاليمه التي أوحى بها إلى أنبيائه...
فآيات القرآن كلها دعوة واضحة للدفاع عن حقوق الإنسان, وقد منحهم حرية الإرادة والاختيار, وصلاحيات الرسل والأنبياء هي التذكير والتبليغ كما قال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾...
ثم انتقل الشيخ للساحة الإسلامية في واقعها حيث أدت هذه التوجهات التعصبية بمجاميع من أبناء المسلمين وخاصة الشباب أن يقذف بهم في معارك خاسرة, داخلية وخارجية اشعلت نار الفتنة الداخلية بين المسلمين, عبر إثارة النزعات الطائفية والمذهبية, واتهام الناس في أديانهم, ورميهم بالشرك والابتداع لمجرد الاختلاف في الراي والاجتهاد, ونتاج كل ذلك ظهرت جماعات العنف والإرهاب تنتهك الحرمات, وتسفك الدماء في بلاد المسلمين, وبذلك وفرت أفضل فرصة لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين على مستوى العالم.
جدير بالذكر ان مجلة ثقافة التقريب هي مجلة ثقافية شهرية تصدر عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.