الشيخ الصفار يكشف عن بنود وثيقة التعايش الطائفي المقترحة
- الوثيقة لن يوقع عليها شخصان في ظلام الليل ويجب ان تحظى بدعم علمائي واسع.
- المسألة ليست اصدار بيانات وانما في بذل جهود في التحرك والتواصل لتغيير القناعات السلبية.
كشف الشيخ حسن الصفار عن بنود ميثاق التعايش الطائفي الذي جرى التداول بشأنه بين رموز سنية وشيعية كبيرة في السعودية وتضمن وقف التكفير وتجريم الاساءات الطائفية ورفع التمييز وتعزيز وحدة الأمة.
وقال الصفار خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف "نحن بحاجة لمعالجتين الأولى عبر الأنظمة والقوانين التي تجسد المساواة بين المواطنين ولكننا بحاجة ايضا لجهد على الصعيد الأهلي والإجتماعي".
وجاء ضمن أول بنود الوثيقة المقترحة الاقرار بجامعية الاسلام لكل أبناءه فلا يكفر أحد أحدا ولا يشكك أحد في دين الآخر فكلنا مسلمون نتوجه الى قبلة واحدة وبالتالي يدان أي كلام تكفيري يشكك في دين الآخر.
وتضمن البند الثاني تعزيز الإحترام المتبادل بين الطرفين وإدانة وتجريم أي اساءة من أي طرف للطرف الآخر.
وشدد البند الثالث على تعزيز المساواة بين المواطنين ومواجهة حالات التمييز على أساس مذهبي وطائفي.
أما البند الرابع فتناول التعاون في سبيل خدمة المصالح المشتركة لأمن البلاد ووحدة الامة.
وأوضح الصفار بأن الميثاق المقترح الذي نوقشت بشأنه عدة مسودات جاء استجابة لشكاوى متبادلة بشأن إساءة كل طرف لرموز الطرف الآخر.
وقال "بأن الوثيقة المقترحة لن يوقع عليها شخصان في ظلام الليل فهي بذلك ستكون عديمة الجدوى".
موضحا بأن هناك سعيا لكي تحظى بدعم علمائي واسع في أوساط الطائفتين.
وأضاف نحن نتحدث عن ميثاق شرف يتعلق بالعلاقات الأهلية بين السنة والشيعة "مع اننا نجزم ونعلم بان المسألة بحاجة الى معالجة رسمية".
مستدركا بأن توقيع ميثاق تعايش بين العلماء من الطائفتين لن يحل المشكلة "نريد ان نهيئ ونصنع الاجواء المناسبة التي تدفع لحفظ حقوق جميع المواطنين ومعالجة الطائفية".
وتابع الصفار أمام حشد من المصلين بأن خلفنا تراث فيه الكثير من المرارات والآلام الاساءات المتبادلة وهذا لا يمكن ان ينتهي بين عشية وضحاها.
داعيا إلى بذل الجهود التي رأى أن من الواجب مواجهتها بالتشجيع والمواقف الايجابية.
وردا على اتهامات بشأن اقتصار الشخصيات الشيعية على اصدار بيانات الاستنكار قال الصفار "المسألة ليست اصدار بيانات وانما في بذل جهود في التحرك والتواصل لتغيير القناعات السلبية وايجاد جسور من الثقة وهذا ما قام به المخلصون الواعون من ابناء الوطن".
مضيفا "اذا كان البعض لا يتفهم اهمية هذه الجهود أو تتملكه بعض الهواجس تجاهها فعليه ان يقترب منها ويتعرف على حقيقتها وان يشخص موقفه وواجبه الشرعي منها بعيدا عن دغدغة مشاعر الناس واثارة الهواجس والشكوك تجاه مسألة الوحدة والتقارب واصلاح ذات البين".
واشاد في هذا السياق بتنظيم مركز الفقاهة في القطيف مؤتمرا فقيها عقد في جامع الكوثر في مدينة صفوى في اليومين الماضيين بمشاركة شخصيات دينية سنية وشيعية.
كما أشاد بتنظيم لجان أهلية محلية زيارات ولقاءات لشخصيات وطنية على مدار العام للاطلاع عن قرب على أوضاع وتراث وتاريخ المنطقة ومنها ما جري من دعوات في أيام عاشوراء للمشاركة في التجمعات وحضور المواكب.
مضيفا بأن هذه الجهود صرف فيها الكثير من الوقت والمال وكل ذلك لا يراه الناس "فالناس لاترى سوى النتائج ولكن لا يعرفون الجهود التي صرفت في هذا السبيل".
وفيما اشاد بالأثر الطيب التي تركته هذه اللقاءات أعرب في الوقت نفسه عن تفاؤله بالمواقف الايجابية التي برزت في التصريحات والكتابات الصحفية بعد الاساءات التي طالت الامام السيستاني.
وتابع "نحن نقدر هذه المواقف التي تزيدنا املا وتفاؤلا وتلقي علينا مزيدا من المسؤولية في المضي على الطريق".
كما نوه الى تصريحات الامام السيستاني لوفود خليجية التقته مؤخرا بشأن طلبه المغفرة للشيخ المتشدد محمد العريفي ودعوة المرجع لحفظ الأوطان والإبتعاد عن أصحاب الفتن.
وختم بأن هذا هو خط ائمتنا وخط مراجعنا المخلصين وعلينا ان نسعى لتحصين اوطاننا.
وجددت مقترحات لرجل الدين السعودي المعروف الشيخ عائض القرني حول عقد ميثاق تعايش طائفي في المملكة جددت الحديث بشأن محادثات مطولة جرت على الصعيد نفسه قبل سنوات قليلة بين رموز شيعية وسنية كبيرة في السعودية.
وقاد هذه المحادثات عن الجانب الشيعي الشيخ الصفار والقاضي بالمحكمة الجعفرية في القطيف الشيخ علي المحسن فيما قادها عن الجانب السني الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي السعودي بمشاركة أمراء من الجيل الثاني.