تقرير سماحة الشيخ حسن الصفار رسائل متعددة

على أثر دعوة فاضلة يحيطني بها سماحة الشيخ حسن الصفار في كافة المناسبات التي يقيمها مكتبه كانت لي فرصة الحضور في الحفل الذي أُقيم لعرض التقرير السنوي لمختلف أنشطته خلال العام المنصرم 1430هـ، والحقيقة لم استغرب الدعوة وعنوانها وذلك لمعرفتي بالأسلوب العصري الذي يتعامل به سماحة الشيخ في إدارة العمل الإسلامي حيث قدم النشاط الديني والاجتماعي في قالب عصري وكأنه مزج واقعي للقضية التقليدية ضمن أطر أكاديمية تعكس صورة تسيير الأمور ضمن أساليب الإدارة الحديثة ولقد شعرت ان هذا التقرير لا يحمل في طياته بيان لنوعية الأنشطة كماً وكيفاً ولحجم الواردات والصادرات فحسب بل كان يحمل في طياته رسائل متعددة ذات أهداف تطويرية:

1- التقرير يقدم واقع نشاط المكتب ضمن أسلوب الإدارة الحديثة مما يجعل العمل الإسلامي مواكباً التطور ويجعله أقرب لمسايرة العصر الحديث.

2- يثبت التقرير أسبقية مكتب سماحة الشيخ في تطبيق هذا الأسلوب دون اعتراض أو ممانعة لأي أسلوب آخر يتبعه أي أحد آخر ولكن هذا خيار سماحة الشيخ وفيه حث لتطبيق هذا الأسلوب أو ابتكار أي أسلوب عصري آخر فالساحة متاحة للجميع للعمل والتطور ومواكبة العصر.

3- رد جلي وواضح لتلك الصفحات الصفراء التي تشنع على مسيرة الحقوق الشرعية كالخمس أو غيره من مصاديق العطاء في المجتمع الشيعي وإنها استفادة شخصية أومكاسب غير مشروعة وغيرذلك من الإتهامات الرخيصة التي يشنع بها على المذهب فالأمر جلي في ما قد تم استقباله وما تم صرفه وحتى المرحل من سنة لقادمة ؟ وفيه رفع لتلك الشبهات وإزالة التهم بواقع ملموس وهو الواقع العملي والذي قد يصل في مداه أكثر من الواقع النظري الذي قد يكون محصوراً بين أغلفة المدونات ونحوه.

4- تحفيز الوكلاء والمثقفين والإقتصاديين وأصحاب الفكر لتطوير المشروع في حد ذاته أو تبني مشاريع أخرى تصب في نفس الهدف ولذا نجد أن طيف الحضور ما كان مقيداً ضمن فئة واحدة بل كانت الدعوة لمختلف شرائح المجتمع لتعيش الحدث من حيث الاستفادة ونقل التجربة أو دراستها أو ابداء الاقتراحات لتطويرها أو حتى انتقادها والاختلاف معها فوجهة النظر المختلفة مكفولة طالما كانت ضمن هدف البناء والوصول للأفضل.

5- المشاركات الخارجية التي تضمنها التقرير لبعض الفضلاء والنشطاء أشارت إلى جمال دفع عجلة العمل بعيداً عن التحزب أو الإنحصار ضمن تيار أو خط أو اتجاه واحد أو آخر فالدعم للعمل المخلص الجاد بغض النظر عن اتجاه أو خط وهمي يفرق لا يجمع فلا مكان لمفهوم الدعم لمن يفكر مثل تفكيري ويميل لاتجاهي فحسب وبالتالي القضاء على المواهب ودفنها بسبب النظرة للتيار والاتجاه واهمال الطاقة والموهبة.

6- رسالة لكل من لديه شيء من الحساسية من هذا التقرير فالمكتب عند عرضه لأنشطته ليس في صدد مهاجمة الآخرين أو التشكيك في أساليبهم ورؤيتهم الخاصة في مجال العمل الإسلامي بل في صدد تقديم رؤيته الخاصة والاستفادة من آراء الجميع وعلى رأسهم طلبة العلوم الدينية.

7- الاستفادة من الطاقة الأكاديمية المتمثلة في الشخصيات الأكاديمية من المجتمع القطيفي الكريم أو من الحضور الكريم من مختلف مناطق البلاد أو البلدان المجاورة.

8- الاستفادة من رؤية رجال الأعمال  في حل المشاكل الاجتماعية ودعم المشاريع المساندة.

9- الاستفادة من الطاقات الشبابية وعطاؤها الذي لا ينضب.

10- ابراز دور المرأة وأهميتها عبر تواجدها في المكان المخصص لها في الحفل وحتماً عدم اهمال دورها في بناء المجتمع واستقبال المقترحات النسائية.

11- الاستفادة من وجهات النظر الإقتصادية في تسيير دفة الأمور فالرجوع للمتخصصين أحد أهم أسرار النجاح في عصرنا الحالي وبالتالي تقديم الواقع الحديث فيما يخدم العمل الاجتماعي ضمن القيود الشرعية والأحكام الفقهية وهذا كما حصل في مداخلة  الدكتور احسان بو حليقة:حيث قال عن التقرير: "تمثل بالفعل نقلة في إشراك المجتمع في الأنشطة الاجتماعية"، وأقترح أن تكون هناك وقفية استثمارية، الهدف منها الحفاظ على الأصل من خلال استثماره والاستفادة من العائد". فهذه الاقتراحات مع الواقع الملموس لابد أن تأخذ طريقها إلى النور وبالتالي انعكاس الفائدة على أبناء المجتمع.

12- وأختم بهدف الوحدة الإسلامية والوطنية والذي كان عنصراً بارزاً ضمن أهداف مكتب سماحة الشيخ بل حسب تقديري هو من أولويات سماحته وذلك لوقوفي على هذا الجانب بشكل قريب للغاية واعتقد انه هدف كان ولا يزال وسيبقى ليواجه الصعاب بكل قوة ومرونة حتى يتحقق وذلك لما فيه من خير للبلاد والعباد، ولعلي تركته للفقرة الاخيرة تأكيداً على أهميته ولينظر إليه كنقطة تواصل لا تنقطع في سنة دون أخرى فالوحدة الوطنية والإسلامية مطلبان هما اشبه بالمطلب الواحد في بلادنا وهو من القضايا الرئيسية التي تبناها سماحة الشيخ والحق يقال لقد بذل الكثير لأجل دفع عجلة هذا المطلب المهم ولعل هذا الكم العالي من المؤلفات الشخصية وحضور المؤتمرات التي تتناول القضية ذاتها وتشجيعه للعلماء والمثقفين من كافة أطياف الوطن على التواصل وتقريب وجهات النظر والتأكيد على حق التعايش بشكل عملي للجميع والتأكيد على حق المواطنة للجميع ورفض المزايدات والتشكيك في الولاء الوطني للجميع وتقديم ذلك ضمن أطر شرعية مستندة إلى الأدلة النقلية والعقلية دليل واضح على أهمية هذا المبدأ وهدف رئيسي يتقدم على غيره في كل سنة  ولعل المداخلة الفاضلة التي كانت لسماحة الحجة قاضي التدقيق بدائرة الأوقاف والمواريث  الشيخ علي آل محسن حول الوحدة والاخوة الإسلامية وأن العلاقة الطيبة مع أهل السنة والجماعة كانت محورا رئيسيا في حياة أئمة أهل البيت " لهو بيان بارز ينطلق من الأدلة الشرعية للتأكيد على هذا الهدف الهام ودعوة صريحة  لتفاعل كافة الشرائح وعلى رأسها العلماء والفضلاء في المشاركة الفاعلة مع المكتب لتقوية هذا الإتجاه وصورة من صور التعاون الوثيق بين المكتب والفضلاء في هذا الإتجاه وغيره مما فيه فائدة كبرى للوطن وأهله.

وفي الختام:

1- أن هذه المقترحات التي وصلت لسماحة الشيخ من مختلف هذه الأطياف الكريمة التي سمعناها عبر الحفل أو قدمت بشكل أو آخر لسماحته لابد  أن يخصص سماحته  لجنة لدراستها وتفعيل ما يطور رسالة المكتب فتكون علامة فارقة للتقرير القادم عن تقرير هذا العام وهذا الطاقم من الأعضاء الكرام والذين كانوا في مقدمة مستقبلي الحضور بشكل متميز جداً حتماً لهو فريق قادر بإذن الله تعالى بإشراف متميز لسماحته على دراسة المقترحات وتطوير العمل بما ينفع ويفيد.

2- كل عمل ناجح يستحق الثناء ولكن بعض الأعمال قد يكون الثناء أقل من وصفها.

جدة