الصفار والبريك والوطن

أكتب مقالي هذا يوم الخميس 1/4/2010 لأنه الموعد الذي يتوجب فيه تسليم مقالي ليوم السبت إلى هيئة التحرير بجريدة اليوم، لكن الموضوع الذي أكتب عنه وعدنا بولادته يوم الجمعة 2/4/2010.

الموضوع هو لقاء سيجمع الشيخ حسن الصفار والشيخ سعد البريك في قناة دليل الفضائية، والمستضيف هو الإعلامي المخضرم عبد العزيز القاسم ضمن برنامجه المشهور(البيان التالي).

لقد لفتت انتباهي طريقة الإعلان التي أراد محاور اللقاء عبد العزيز القاسم أن يصنع منها بعض الإيحاءات تماما كما هي العادة في بعض مقالاته وكتاباته وحتى تعليقاته التي أقرأها له في مجموعته البريدية وفي مواقع أخرى، فقد توقع وكتب في إعلانه عن اللقاء أنه سيكون (الأسخن) بين حلقاته التي قدمها، مع أن موضوع اللقاء (الوطن للجميع) هادئ تماما.

لماذا يا سيدي يكون اللقاء حول عنوان (الوطن للجميع) هو الأسخن؟ لماذا ليس الأهدأ؟ وليس الأهم وليس الأروع؟

بالطبع يستطيع القاسم تفسير السخونة كما يشاء، أما غيره فلن يستطيع تفسيرها إلا حين يشاهد اللقاء ويعرف كيف أداره المحاور؟ وماذا خبأ للمتحاورين؟ سواء في أسئلته أم في المداخلات والأسئلة التي سمح لها بالانسياب وتوقف أو شدد على بعضها.

محمل الخير الذي أحمل القاسم عليه هو أنه يسعى لأكبر عدد ممكن من المتابعين لبرنامجه وحلقاته وهو حق مشروع، لكن يجب ألا يتصادم مع بناء الوطن، والحفاظ على هدوئه واستقرار مكوناته، وهنا أستعير عبارة من مقال كتبه الأستاذ عضوان الأحمري حول نفس اللقاء المرتقب (وبناء وطن واحد أهم مليون مرة من زيادة عدد مشاهدي البرنامج أو جماهيرية المذيع، أو حتى الاستفتاءات المزيفة) جريدة الوطن 1/4/2010.

ومضات:

1/ أن يكون الوطن للجميع هذا هو مقتضى العدل والإنصاف، وهو ما يرتكز في العقل من تعاليم وقيم الدين، كما أنه مسلك العقلاء الذين بنوا أوطانهم رغم تعدد مشاربهم واختلاف أديانهم وتنوع مذاهبهم وتباين ارائهم.

لقد اختلفوا في كل شيء لكنهم اتفقوا على بناء أوطانهم والمساهمة في إعمارها بعيدا عن كل الأطر والحواجز، وبذلك أصبحوا في أوطان قوية ومنيعة عن كل عدو.

2/ لست أدري حتى الساعة ما سيكون عليه اللقاء لما سبق قوله بأني أكتب المقال ويجب علي تسليمه واللقاء لم يحصل بعد، لكني أتمنى ألا يكون اللقاء عقيما ننشغل فيه بتسجيل الأهداف على بعضنا، فيكون العنوان هو الوطن للجميع، وما تحت العنوان هو إعادة للأفكار التي تهدم الوطن وتمزق لحمة مواطنيه.

إن صناعة المناخات المناسبة ليبقى الوطن للجميع يجب أن ترتقي في المتحاورين لتكون أولويتها متقدمة على حضور الذات وعنجهية إدانة الآخر، وألا يكون نظرهما لكثرة المصفقين على حساب سلامة وأمن الوطن.

3/ يترقب الناس من كل مناظرين مختلفين أن يحرجا بعضهما البعض بنقاط الخلاف التي استهلكها الزمن والإعلام ولاكتها الألسن حتى تعبت، وأتمنى أن يقرأ القارئ مقالي وقد فوتت إيجابية اللقاء وتعقل المتحاورين وجديتهما في البحث عن المشتركات كل الترقبات والتوقعات المشؤومة.

4/ في الوطن وحبه وجامعيته لأطيافه ما يستحق التركيز والبحث، وقد آن الأوان أن نتجه لبحثه والحديث فيه بعيدا عن البحوث العقدية، والنقاشات التي عمرت مئات السنين فأضرتنا وأضرت بلادنا.

السبت 18/4/1431هـ الموافق 3/4/2010م - العدد: 13441