التنوع والتعايش للشيخ حسن الصفار الثقافة المطلوبة

بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية والوطنية
المؤلف: حسن الصفار - ط 4, 2005م
قدم له د: محمد عبده يماني والدكتور محمود العكام

الواقع المعاصر محليا وعالميا بحاجة ماسة إلى تفعيل ثقافة التعايش وثقافة الحوار وثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف والاستبداد والإقصاء والتكفير, ان أحداث العنف عالميا ومحليا تستوجب وقفة جادة من العلماء والمفكرين والباحثين والإعلاميين لإيقاف التصدع الهائل في البنية الإنسانية فالتنوع سنة الكون وسنة الوجود لذا جاء هذا الكتاب بطرح يتوائم مع التعاطي بقضية حساسة جدا وقد أريقت دماء وهدمت مدن وتمزقت مجتمعات بسببها كما حدث في نيجيريا بين المسلمين والمسيحيين والسودان كذلك بين الشمال والجنوب وفضائع رواندا والجزائر والحرب اللبنانية وأكراد تركيا وأفغانستان وما يجري بشكل يومي في عراق المقدسات بين الإرهاب و عقلية التكفير التي احرقت الوطن, لقد قدم الدكتور اليماني (وزير إعلامي سعودي سابق) إلى هذا الكتاب الجاد الصفحة الخامسة (المؤلف قد بذل جهدا موفقا, ووضع عصارة فكره, وزبدة من تجاربه, وجمع فيه ألوانا من المعرفة, ثم صاغ ذلك بأسلوب راق وتسلسل بديع وهو كتاب في موضوعه جدة, وفي عرضه سلاسة, وكأنك كنت تفكر بنفس طريقة المؤلف).

اما الدكتور محمود العكام فيقول (الكتاب لبنة هامة في الدراسة الانثروبولوجية وخطوة علمية تأصيلية في مسار بناء علاقة واعية مع النصوص القرآنية والنبوية).

لقد أكد الخطاب القرآني في عدة نصوص على التنوع ﴿ان خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم وكذلك في نص اخر ﴿ومن آياته ان خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين يذكر الشيخ حسن الصفار في ص26 التمايز الفردي لكل فرد وصوته فأمر نادر التشابه بيد ان خطوط أطراف الأصابع الإنسان تسجل تمايزا دقيقا بين أفراد البشر فإبهام كل إنسان والخطوط الموجودة فيه لا تتشابه مع أي إنسان اخر, وكذلك التفاوت على مستوى العلم والمعرفة وتفاوت الحالة الاقتصادية وكذلك التنوع العرقي والتنوع الإسلامي واللغوي وفي ص50 مشروعية التنوع الأول تنوع طبيعي تكويني, وجد الناس أنفسهم ضمنه, دون اختيار منهم حيث لا يستشار احد, ولا يخير قبل مجيئه لهذه الدنيا, في انتمائه العرقي والقومي ولا في ملامح شكله اما الثاني تنوع اختياري كسبي, يرتبط بقناعات الإنسان وأفكاره, ونمط سلوكه واتجاهه, فكل إنسان هو يقرر ما يعتنق من دين وما يؤمن به من فكر,, وفي ص80 امة واحدة وقوميات متعددة ﴿وما أرسلناك الا رحمة للعالمين قيم الإسلام ومفاهيمه وتعاليمه ذات أفق إنساني عالمي تستوعب كل الأعراق والقوميات والشعوب.

«لقراءة الكتاب اضغط هنا»

25/9/2007م - العدد: 2049
---
صباح محسن كاظم:
بكلوريوس تاريخ جامعة بغداد 84/85، عضو إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، -عضو نقابة الصحفيين العراقيين.
-باحث بالمجمع العلمي العراقي للدراسات والأبحاث