علماء ومفكرون: الخطاب الإسلامي يواجه أزمة

نسيج

الدوحة/ اتفق علماء شرعيون ومفكرون إسلاميون، على أن الخطاب الإسلامي يواجه أزمة ويحتاج إلى "أنسنته" وتوجيهه للعالم بأكمله، وأكد العلماء المشاركون في ختام مؤتمر الاجتهاد في الخطاب الإسلامي، الذي نظمته كلية الدراسات الإسلامية بجامعة قطر، أن أهم مشاكل الخطاب تتركز في تباين رؤية القائمين عليه، وصياغته، ومنهجه، ومستوى التحليل به، واستقلاله عن السلطة، والتنظيمات السرية، بالإضافة إلى طائفية بعض القائمين عليه وتشددهم المذهبي.

ودعا المفكرون إلى إنهاء واقع الانقسام الذي يعاني منه الخطاب، وسياسات التمييز، ومعارك الخلافات، وعواصف الفتن، والربط بين الفقه والتربية لدى القائمين على الخطاب و"أنسنته" عبر فقه المقاصد.

ودعا الدكتور منذر قحف، إلى عولمة نظام التمويل الإسلامي، وتقديمه إلى العالم كأنه أسلوب تمويل إنساني عام يتألف من قواعد ينظمها أهداف محددة تربطها بالجوانب الاقتصادية والحياة العامة حتى يتحول إلى منظومة عالمية تصلح لكل الناس، وهو يتناسب مع رؤية الإسلام التي تقوم على أنه رحمة للعالمين.

وقال الدكتور حسن الصفار: إن خطاب الوحدة المعاصر يواجه عدداً من التحديات الخطيرة التي تتمثل في تداعيات واقع الانقسام، وسياسات التمييز، ومعارك الخلافات، وعواصف الفتن والانتشار الواسع لخطاب التعبئة والشحن الطائفي، حيث لم يعد مجرد خطبة في مسجد أو حسينية، ولا مجرد كتاب مطبوع، بل أصبح إعلاماً عابراً للقارات، عبر شاشات القنوات الفضائية، ومواقع الشبكة العنكبوتية، وخدمات الهواتف النقالة وضعف استجابة خطاب الوحدة لدواعي التجديد والتطوير، فمعظمه يعاني من السكونية والجمود في المضامين التي يتبناها، والأساليب التي يستخدمها، وفي مستوى الفاعلية، وإمكانات التأثير.

ودعا الصفار إلى تبني مفهوم المواطنة، ومفهوم حقوق الإنسان، للقضاء على عناوين الصراع والشقاق، ومداخل الفتنة، في واقع الأمة المعاصر، ولمعالجة المسألة الطائفية عبر إقرار المساواة بين المواطنين، ورفع أي تمييز طائفي، وهذا ما يقتضيه مفهوم المواطنة، بأن تنظر الدولة لأبنائها كمواطنين قبل أي شيء آخر، وبغض النظر عن هوياتهم الفرعية.

14/05/1431هـ الموافق 27/04/2010م