الصفار من الدوحة يدين سياسات التمييز الطائفي ويطالب بالتصدي لها ومعالجتها
ويقول "لا مصداقية لأي طرح وحدوي يشترط تنازل الآخرين عن معتقداتهم".
ويطالب ب مؤسسات أهلية تُعنى بنشر ثقافة الوحدة والتسامح وتقود مبادرات وأد الفتن.
أدان الشيخ حسن الصفار سياسات التمييز الطائفي في البلدان العربية داعيا إلى معالجة المسألة الطائفية عبر إقرار المساواة ورفع كافة أشكال التمييز بين المواطنين.
وقال الصفار ضمن مشاركته في أعمال مؤتمر الاجتهاد في الخطاب الإسلامي الذي اختتم في العاصمة القطرية مؤخرا "لا يصح السكوت على سياسات التمييز التي تمنع أتباع المذاهب الإسلامية من ممارسة شعائرهم الدينية المذهبية أو تحرمهم من التمتع بكافة حقوقهم الوطنية".
ووسط حضور علمائي واسع من مختلف المذاهب الإسلامية حذر الصفار من مغبة استمرار رجال الدين في الشحن الطائفي عبر استغلال المنابر الدينية.
وأوضح بأن الهدف الأساس لخطاب الوحدة هو تصحيح العلاقة بين فئات وأطراف المجتمع الإسلامي، وحمايته من النزاع والشقاق، ليعيش الاستقرار والسلم الداخلي، ويتجه نحو التنمية والبناء، وخدمة المصالح العليا، ومواجهة التحديات الخطيرة.
وأضاف " لا مصداقية لأي طرح وحدوي يشترط تنازل الآخرين عن معتقداتهم ومتبنياتهم.. لابد من الإعلان الصريح بقبول الآخرين ضمن دائرة الإسلام والأمة".
وشدد في السياق نفسه على رفض الإساءة لرموز المذاهب الأخرى.
وقال "الاختلاف في تقويم شخصيات السلف وتحليل أحداث العهود الإسلامية الأولى داخل ضمن حق الاختلاف في المعتقدات والقناعات، ومقبول في إطار البحث العلمي، لكنه لا يبرر لأي طرف التعدي والإساءة لرموز الطرف الآخر".
وضمن ورقة قدمها للمؤتمر الذي افتتح بكلمة من الشيخ يوسف القرضاوي قال الصفار أن قلة من رجال الدين مهتمة بالخطاب الوحدوي فيما الغالبية لازالت تدفع باتجاه الشحن الطائفي والتعصب المذهبي.
مضيفا القول أن من بين عشرات الآلاف من علماء الدين والخطباء والدعاة "لا نجد منهم إلا عشرات الأفراد يتبنون همّ نشر خطاب الوحدة".
وانتقد الخطاب الديني المتسم بالتقليدية والجمود والسكونية في مقابل خطاب التعبئة والشحن الطائفي الذي أصبح إعلاما عابرا للقارات على حد تعبيره.
وقال الصفار أن الخطاب الطائفي يتحدث بنبرة أعلى فيما يتسم معظم الخطاب الوحدوي بدرجة كبيرة من الخجل والحياء.
وأعرب عن اعتقاده بأن الخطاب الطائفي يمتلك قدرة أكبر على التأثير في الجمهور وإثارة مشاعرهم والزج بهم في أتون الفتن ومعارك الصراع.
وطالب في مقابل ذلك بتشكيل مؤسسات أهلية تُعنى بنشر ثقافة الوحدة والتسامح وتقود مبادرات وأد الفتن وإطفاء الحرائق وتشجيع الحوار بين المختلفين لتعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي.
ويأتي المؤتمر الذي نظمته كلية الدراسات الإسلامية بجامعة قطر على مدى ثلاثة ايام في سياق تقريب الفجوة بين العلوم الإنسانية والاجتماعية من جهة والعلوم الشرعية التي تهتم بالاجتهاد الفقهي من جهة أخرى.