الصفار يلتقي الطلاب المبتعثين في أمريكا
حَفِلَ الطلبة المبتعثون بجامعة شمالي أيوا في مدينة سيدر فولس بولاية أيوا، الولايات المتحدة الأمريكية مساء يوم الجمعة الموافق 7/5/2010 باستقبال سماحة الشيخ حسن بن موسى الصفار الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية. تقدم هذا اللقاء مع سماحته الأستاذ مهدي البحارنة والدكتور رضي المبيوق المستضيف الذي قدم سماحة الشيخ بأنه كان متواصلاً مع الطلبة خلال السنوات الخمس المنقضية عبر المحاضرات والندوات المختلفة من خلال شبكة الإنترنت، وهاهو سماحته يتجشم عناء السفر ليكون بين أبنائه الطلبة.
ثم ألقى سماحة الشيخ محاضرة بعنوان تغيير النفس نواة التطور، وحث الطلاب بالبدء بتغيير النفس من الداخل الفردي ثم محاولة التغيير من الخارج الاجتماعي، فالتغيير أصبح ضرورة لتقدم المجتمعات بما يتناسب والواقع الحالي، قال الله عز وجل: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فتغير الأفراد لا يغيير المجتمعات إلا بشرط أن يكون هناك مشروع للتغيير، فالحديث في الآية عن سنة التغيير في المجتمعات لا الأفراد. والتغيير يُعنى بأمرين، تغيير الأفكار، وتغيير المشاعر والأحاسيس.
داعيا في الوقت نفسه الطلبة ببث الأفكار الجديدة وتطويرها لنمو المجتمع، والاستفادة من التجارب الإيجابية للمتقدمين من الأمم فـ "الحكمة ضالة المؤمن، يأخذها أنى وجدها." كما أكد على أن هجرة الإنسان لطلب العلم أبعد من كسب معلومات ومعارف فقط، فهي كسب قيم وأساليب وطرق لحياة متقدمة، مشدداً على تعلم المنهجية في العلم والعمل والتصنيع فهي أكثر الأمور ضرورة لنتاج التغيير. وبارك سماحته أبنائه الطلبة هذا الاندماج الطيب الحاصل بين أبناء الوطن من مختلف مناطقهم، كالقطيف والرياض ونجران والقصيم وجدة والدمام في مدينة سيدرفولس، كما شجع أن يتكرر هذا التآلف وهذه المحبة في الولايات الأخرى. ثم هنأ سماحته الطلبة المتخرجين بإنجازهم، ودعاهم لمواصلة طريق العلم والمعرفة، متمنياً أن يحتفي بهم في مستويات متقدمة إن شاء الله.
بعد ذلك تلقى سماحة الشيخ مجموعة من أسئلة الطلبة ومداخلاتهم، فعن إجابته عن كيفية تجاوز عوائق التطور في المجتمع، قال أن التغيير في أي مجتمع من المجتمعات يحتاج إلى إرادة وتضحية، فالمعوقات موجودة ولكن يجب علينا أن لانخضع، ويجب أن نواصل العمل فالطريق للتغيير غير مفروش بالورود. وفي مداخلة أخرى عن إمكانية وجود مؤسسة أو جهة لتبني الأفكار الصناعية الجديدة وخلقها على أرض الواقع ثم تطويرها، أكد على وجود مؤسسات كصندوق المئوية لتشجيع المنشآت الصغيرة على النهوض بتوفير ثلاثة أمور، تسهيل الإجراءات القانونية بعد دراسة جدوى المشروع، توفير التمويل للمشروع لمدة سنتين، وتوفير الخبراء للإستشارة والتوجيه.
وفي الختام تقدم الطلبة وعلى رأسهم الدكتور رضي المبيوق بالشكر الجزيل لسماحة الشيخ حسن على تلبيته دعوة أبنائه المبتعثين، متمنين أن تتوالى الزيارات من قبل علماء المنطقة ووجهائها.
كما أنعقد لقاء لسماحة الشيخ مع الأخوات المبتعثات في جامعة آيوا، وتحدث لهم عن ضرورة الجد والإجتهاد في دراستهن، وأن يكن قدوات في أخلاقهن ليمثلن دينهن ومجتمعهن أفضل تمثيل، وأكد عليهن أن يهيئن أنفسهن لممارسة دور أكثر فاعليه في خدمة الوطن والمجتمع، فإن مؤشرات إتاحة الفرص للمرأة في البلاد أصبحت أكثر وضوحاً مما يعني إمكانية تجاوز العقبات التي تواجه المرأة حالياً في أخذ دورها المناسب.
وأجاب على الأسئلة التي وجهة إليه من قبل الأخوات مما يتعلق بالمشاكل التي تواجههن في ظروف الغربة.