الشيخ والمفكر الصفار يستعرض مع “صدى الوطن”: واقع الشيعة في السعودية.. الإسلام والإرهاب والغرب

صدى الوطن

ديربورن - خاص “صدى الوطن”

ولد الشيخ حسن بن موسى الصفار في مدينة القطيف، في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية عام  1958 حيث أتم دراسته الأكاديمية، قبل أن يسافر إلى النجف الأشرف في العراق لدراسة العلوم الدينية، وبعدها إلى إيران لإكمال دراساته الفقهية في مدينة قم، وكان ذلك قبل قيام الثورة الإسلامية، وبعدها انتقل إلى الكويت، ثم عاد إلى السعودية حيث بدأ ممارسة نشاطه الديني لعدة سنوات، قبل أن يغادرها مجددا..

ويقول الصفار عن سبب مغادرته لبلاده سنة 1980 أنه حصلت في المنطقة الشرقية بعض النشاطات السياسية ذات الطابع الثوري للدفاع عن حقوق الشيعة الذين كانوا يعانون الكثير من الضغوط والمضايقات الأمر الذي دفعه الى الخروج ليتمكن من ممارسة عمله السياسي والإعلامي المعارض من الخارج، (في ايران وفي سوريا)..

استمر الوضع على حاله حتى عام 1990، إبان احتلال الكويت، وعلى خلفية تلك الأحداث رغبت السلطات السعودية بالحوار مع المعارضين الشيعة.

وبسبب إيمان الشيخ الصفار بأن المعارضة هي لتلمس الحلول وليست لمجرد المعارضة، أبدى الكثيرون من علماء الشيعة استعدادهم للتفاهم مع الحكومة السعودية بمجرد فتح الحوار، ويقول الصفار عن هذه المرحلة “حصل بيننا تفاوض تناول تحسين أوضاع المواطنين الشيعة، وهكذا عدنا إلى المملكة عام 1994. وبالفعل فلقد حصل تحسن واضح في جوانب عديدة من حياة المواطنين الشيعة، لكن ماتزال هناك بعض الملفات لم تعالج ولم تحل”.

الصفار الذي لديه مؤلفات عديدة مطبوعة تجاوزت المئة كتاب وبعضها مترجم إلى لغات أجنبية، يقوم حاليا بنشاط ديني في مدينة القطيف وعلى مستوى المنطقة الشرقية بشكل عام وذلك عن طريق الخطابة وصلاة الجمعة.

هذا الدور، حسب الصفار، يستثمر في تعزيز الوحدة الوطنية والتقارب بين جميع الأطياف، وفي هذا الصدد يقول الصفار “اذا كان المواطنون الشيعة يطالبون بحقوقهم فهذا لا يعني أن ينعزلوا وأن ينغلقوا على أنفسهم وإنما يجب عليهم الاندماج مع بقية مواطني المملكة”..

وأبرز ما يعمل عليه الصفار محاربة التوتر والتشنج المذهبي “فالجدل والنزاعات الطائفية تزيّف اهتمامات الناس وتشغلهم عما يخدم واقعهم ومستقبلهم”.

“صدى الوطن” التقت بالمفكر الصفار الذي يعتبر علما من أعلام الشيعة في المملكة العربية السعودية على هامش زيارته الى ولاية ميشيغن وذلك في “المركز الإسلامي في أميركا” في مدينة ديربورن، وكان هذا الحوار:

- مند العام 1994، طرأ تحسن في العلاقات بين الطائفة الشيعية والنظام السعودي، فما هي طبيعة تلك التحسينات؟

يمكن القول إن المعارضة الشيعية في المملكة بدأت في العام 1980 بسبب الإهمال الذي كانت تعاني منه المناطق الشيعية وخاصة لجهة البنى التحتية من مدارس ومستشفيات وشوارع وغيرها، ولكن وللإنصاف، فإن ذلك الإهمال لا يختص بمناطقنا فقط، ولكن منطقتنا هي منطقة البترول والثروة النفطية، وكان من حقها الاستفادة من العائدات النفطية. وقد بدأت الدولة الاهتمام بالجانب العمراني وتحسنت البنى التحتية بشكل ملحوظ نتيجة الحوار والتفاهم بيننا وبين الحكومة السعودية.

وعلى الصعيد الديني والمذهبي حصل حوار بناء، فقد كان ممنوعا في السابق بناء مساجد شيعية ولمدة أربعة عقود من الزمن، وبعد الحوار والمتابعة، صدر والحمد لله قرار يسمح للشيعة ببناء المساجد في مناطقهم، في القطيف والإحساء، وأما المناطق التي ليس فيها كثافة شيعية فمازال حتى الآن غير مسموح بناء مساجد شيعية فيها..

- ما هي آلية بناء المساجد داخل المملكة؟

بشكل عام، تشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على بناء المساجد وتحمل نفقاتها، لكن الشيعة يريدون إدارة مساجدهم بأنفسهم، هم يعينون الإمام والمؤذن ويريدون أن يكون نشاطهم السياسي نشاطا مستقلا، وهذه عادة الشيعة في كل المناطق، أن يكون نشاطهم مرتبطا بمرجعياتهم الدينية ولا يرتبط بالحكومات، وعلى هذا الأساس بدأت الوزارة تعطي الرخص للشيعة في المناطق المعروفة تاريخيا بكثافة شيعية، ولكن التمويل وتكاليف البناء فهي من خلال المتبرعين وليس من أموال الدولة.

أما الحوزات الدينية، فهناك غض طرف عنها، وقد أقيمت حوزات للشيعة في القطيف والإحساء. وكذلك أصبحت الكتب الشيعية مسموحة في معظمها، بعدما كان دخول الكتب الشيعية يعاني من رقابة كبيرة في السابق، هذا بالإضافة إلى السماح بطباعة الكتب الشيعية داخل المملكة. الحمد لله كما قلت تحسن الوضع كثيرا وأصبح قسم كبير من الكتب الشيعية يدخل البلاد، ليس كلها، وليس كل ما يحتاجه الناس، وبالنسبة للطباعة أصبحت مسموحة، وأنا شخصيا طبعت بعض الكتب، وغيري من الكتاب ومثقفي الشيعة طبعوا كتبا لهم، هناك شيء من الرقابة، لكنها ليست بصعوبة الفترة السابقة إلى درجة أنه أصبح لدينا دور نشر شيعية.

- كم يبلغ عدد سكان الطائفة الشيعية في السعودية؟

ليس هنالك إحصائيات دقيقة، لأنه لا يوجد فرز في الهوية، وهذا جيد والحمد لله، ونحن لسنا من دعاة الفرز والتصنيف الطائفي والمذهبي، لكن تقريبا يتراوح عددهم بين (1,5-1,8) مليون نسمة من أصل 18 مليون مواطن سعودي. وأغلب الشيعة يتواجدون في المنطقة الشرقية، كما يوجد بعض الشيعة في المدينة المنورة، ويوجد كذلك شيعة اسماعيليون في منطقة نجران ويبلغ عددهم حوالي نصف مليون نسمة.

- وكيف تتعامل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مع المذهب الجعفري، هل تعترف به، وهل من تمثيل له؟

لا يوجد اعتراف معلن بهذا الإسم، ولكن الاعتراف العملي قائم.. وعلى هذا الأساس تمنح وزارة الأوقاف تصاريح السماح ببناء مساجد للشيعة. وهناك مجلس شورى في المملكة، وأعضاؤه يعينون ولا ينتخبون. ويوجد في مجلس الشورى 5 أعضاء معينين من الشيعة، وهم يمثلون الشيعة ضمنا. وقد حصلت عندنا قبل 5 سنوات انتخابات بلدية في كل المناطق، ومن بينها المناطق الشيعية، وهذه المجالس يتم تعيين نصف أعضائها والنصف الثاني يكون بالانتخاب، وبالتالي فالشيعة في مناطقهم هم أعضاء في مجالس البلدية بالانتخاب وبالتعيين.

- هل هناك تمييز ضد الشيعة في التوظيف وفي العمل؟

في المجمل ليس هناك تمييز، ولكن في المراتب المتقدمة للوظائف من الواضح جدا أنه لا يوجد موظفون شيعة في مجلس الوزراء. لا يوجد أي وزير شيعي في الحكومة السعودية، ولا يوجد وكلاء وزارات. المراتب العليا من المرتبة الـ14 حسب التصنيف المحلي، في الغالب لا يصل إليها شيعة، وبعض الوزرات تكاد مغلقة في وجه الشيعة مثل وزارة الخارجية، ومرة واحدة فقط كان لدينا سفير شيعي هو الدكتور جميل الجشي الذي كان سفير المملكة لدى إيران، وكانت قد تحسنت العلاقة بين البلدين في ذلك الوقت، وهو من خارج الملاك، يعني أنه لم يكن من موظفي وزارة الخارجية، وإنما كان عضوا في مجلس الشورى، وتم تعيينه لمدة 4 سنوات، ويبدو أنه تقاعد، ولم تكرر الحالة.

- وماذا عن المؤسسات الأخرى؟

بعض المؤسسات مغلقة دون الشيعة. مع أنه من الناحية النظامية والقانونية فإن النظام الأساسي للحكم في المملكة يسعى للمساواة بين جميع المواطنين، والقيادات السياسية وعلى رأسهم الملك وولي العهد ووزير الداخلية جميعهم يتحدثون عن المساواة بين المواطنين، وبأنهم لا يقبلون التمييز الطائفي، لكن على الأرض توجد ممارسات تمييزية وهذه الممارسات يواجهها الشيعة في عدد من المجالات، ونأمل إن شاء الله عبر التواصل مع الدولة والانفتاح والحوار الوطني أن يتم التغلب على هذه الأمور.

- في المستوى الفكري والعملي هل هناك حوار مع المذاهب الأخرى، وبالتحديد مع الوهابيين، وما هي الأسس التي تعتمدونها في هذه الحوارات في حال وجودها؟

قام الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين بمبادرة جيدة جدا، حين أعلن عن إطلاق مؤسسة للحوار الوطني تحمل اسم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وكان من قبل قد دعا الى حوار بين مختلف الأطياف، وحصل لقاء في العاصمة الرياض اجتمع فيه ممثلون من مختلف الاتجاهات: الشيعة والاسماعيليون والسنة وهم  طوائف ومذاهب، وصار أول اجتماع للحوار الوطني وكان اجتماعا طيبا كسر الكثير من الحواجز وأنهى حالة القطيعة. ولما نجح أول لقاء للحوار تم تحويله الى مؤسسة، وهذه المؤسسة لها فعاليات تجمع الكثيرين مرة أو مرتين كل عام ومن مختلف الطوائف والاتجاهات. وقد كان الحوار يستهدف بالاصل بناء الجسور بين مختلف المكونات، وفيما بعد تحول الى مناقشة قضايا عامة، بعيدا عن العلاقات الخاصة بين هذه الفئة أو تلك، ولكنه على العموم حوار جيد، ويمنح الأطراف جميعها فرصة للتلاقي.

هذا على مستوى الحوار ضمن هذه المؤسسة، لكننا لا نقتصر على هذه المؤسسة، إذ بدأ تبادل الزيارات بيننا وبين علماء السنة، وكان لي لقاء مع مفتي المملكة الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز، والمفتي الحالي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والتقيت الكثيرين ودعونا بعض العلماء السنة وزارونا وهم من العلماء السلفيين. الوضع الآن على هذا الصعيد أفضل بكثير من السابق. في السابق كان هناك قطيعة. الآن يوجد تواصل وتزاور وتشاور وتبادل أراء، لكن لاتزال هناك فئات وجهات متشددة ترفض اللقاء مع الشيعة والحوار معهم ومع من يخالفهم في الرأي حتى ولو كان من أهل السنة.

- ما هو انطباعك عن زيارتك الى أميركا وكيف رأيت عمل المؤسسات الاسلامية في ولاية ميشيغن؟

هذه زيارتي الثانية لأميركا، فقد سبق وزرتها في العام 1996 وجئت خلالها الى ميشيغن. كانت الزيارة الماضية مختصرة.. الآن وجدت جالية كبيرة وأنشطة ومؤسسات ذات برامج فعالة ونشطة والتقيت مع أئمة وعلماء يمتلكون مستوى متقدما من الوعي مثل الشيخ عبداللطيف بري والسيد حسن القزويني، وبقية العلماء الموجودين في المنطقة. وزرت المؤسسات والمساجد وأنا سعيد وفخور بما شاهدت واطلعت عليه من برامج تستهدف نشر الوعي الديني ونشر الثقافة الايجابية بين هؤلاء الناس، ووجدت اهتماما بالحوار مع الآخر والعلاقة معه. خاصة الحوار بين المذاهب الاسلامية، بين السنة والشيعة. وسمعت عن لقاءات على مستوى الحوار الاسلامي المسيحي وهذا هو المطلوب من الجالية الاسلامية المقيمة في أميركا، بل المطلوب من كل مسلم أن يكون منفتحا لأن القرآن الكريم يربي على الانفتاح.

- كيف تصف الوضع الاسلامي في ظل الانقسام الطائفي والمذهبي في العالم الاسلامي، وتحديدا بين السنة والشيعة، فمن الواضح أن هنالك أزمة وتأزما كبيرين بين المذهبين، أليس ما يقلق في هذا السياق؟

اشعر بقلق كبير وبالغ بسبب حالة التوتر والتشنج المذهبي ولكنني اعتقد أنها مضبوطة ومنضبطة سياسيا، وأن القرار السياسي عند الأنظمة السياسية في العالمين العربي والاسلامي هي التي تتحكم في هذه المسألة. وأرى أن القرار السياسي هو الذي يثير وهو الذي يدفع بهذه الفتن الطائفية واذا ما قررت الأنظمة أن هذه الفتنة ليست في مصلحتها فإنها سوف تضع لها حدا.

صحيح أن أرضية الخلاف موجودة تاريخيا بين السنة والشيعة وهناك تراث ملئ بالكراهية والبغضاء بين الطرفين، ولكن تفعيل هذا التاريخ وهذا التراث يتأثر بالقرار السياسي، ونحن رأينا آثار ذلك في لبنان والعراق على سبيل المثال. ورأينا كيف أن الفتن تكون متأججة فاذا ما اتفقت الأطراف السياسية على حل، تخمد تلك الفتنة. ففي لبنان كانت التشجنات على أشدها، ولكن حينما حصل اتفاق الدوحة أصبحت الساحة تميل الى الهدوء، وفي العراق كانت هناك توترات كبيرة ولكن حينما انخرطت كل الأطراف في العملية السياسية خفت حالة التوتر المذهبي. ولذلك أقول أن المسألة ترتبط بالقرار السياسي أكثر مما هي مرتبطة بالحالة الأهلية الشعبية.

- ما هو الدور المنوط بالمسلمين في الغرب، ومن خلال اطلاعك على عمل بعض المؤسسات الاسلامية في منطقة ديترويت، هل هي  تقوم بالعمل الصحيح، وهل هي قادرة على تغيير صورة الاسلام في الغرب التي يشوبها الكثير من التشويه؟

عموما.. أعتقد بأن الوجود الاسلامي في أميركا وفي الغرب بشكل عام لايزال مشغولا بداخله أكثر من اهتمامه بالعلاقة مع محيطه وفي هذا نقص وخلل كبيرين. نحن نعيش في هذا المحيط وعلينا أن نصنع جسورا معه وأن نرسم الصورة التي نريدها لأنفسنا. نحن نعلم أن هناك جهات تريد أن تشوه سمعة العرب والمسلمين بسبب الصراع السياسي القائم في الشرق الوسط ومشكلة إسرائيل. نعم هناك جهات تريد أن تشوه سمعتنا وصورتنا ومع الأسف الشديد فان عدم تحركنا بالشكل الصحيح يتيح للآخرين أن يرسموا صورة مشوهة لنا، يجب أن نتحمل المسؤلية ونرسم الصورة الصحيحة عنا كأمة وكدين وهذا يستدعي أن نرصد جزءا من جهدنا وطاقتنا واهتمامنا في هذا الاتجاه.

واغلب المراكز الاسلامية التي رأيتها في أميركا وفي الغرب مشغولة بداخل الجالية والمسلمين والجهد الذي يبذل في العلاقة مع الخارج لايزال قليلا ومحدودا. ولكن ولحسن الحظ بدأت بعض المؤسسات تعي هذا الأمر مثل مؤسسة مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) وهي تقوم بأعمال جيدة، وعلى المراكز الاسلامية الاهتمام بالتواصل مع المحيط الذي تعيش فيه للحفاظ على مصالحها ومكاسبها ومن أجل أن تعطي الصورة المناسبة لدينها ولنفسها أمام الآخرين. أنا أعتقد أن هناك تقصيرا كبيرا على هذا الصعيد وأن علينا أن نبذل جهودا أكبر في هذا المجال.

- ترتبط صورة الاسلام بالارهاب في الغرب، من هو المسؤول عن هذه الصورة، هل هو الغرب وحده، أم ترى أن البعض منا يساهم في تكوين ورسم صورة سيئة عن الإسلام، كيف تنظر إلى هذه المسألة؟

أعتقد أن هناك نوعا من الفهم للدين ينتج التطرف. الدين فيما نعتقده لا يؤيد التطرف ولا يدعو اليه بل يدعو الى السلم والسلام والتسامح، ولكن هناك بعض الجهات لديها فهم ديني ينبت التطرف ويشجعه. هذا نعترف به.. ويساعد على ذلك واقع اجتماعي شيء فيه الكثير من الفقر والحرمان وتراجع في التنمية البشرية، أضف إلى ذلك وجود أنظمة سياسية استبدادية في دول العالمين العربي والإسلامي ويضاف إليها الوجود الإسرائيلي الذي ينتج الكثير من القهر والظلم والقتل، وقد تضافرت هذه الأمور وساعدت في انتاج التطرف لدى بعض الجماعات التي تدعي العمل باسم الدين، ولكننا نعتقد أن معالجة التطرف يجب ان تتم من خلال المسارات الثلاثة من خلال نشر ثقافة التسامح مما يقلص فرص الجهات المتطرفة داخل المجتمع الاسلامي والاهتمام بالتنمية الإنسانية في بلدان العالمين الاسلامي والعربي والاسراع في ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ونأمل أن تتمكن ادارة الرئيس أوباما من الوفاء بما وعدت به وأن تكون جادة في حل هذه المشكلة التي يستفيد المتطرفون من بقائها عالقة على هذا النحو.

15-21 آيار (مايو) 2010م - العدد: 1266