الشيخ الصفار في جامع الإمام الحسين بالأحساء يطالب بإحياء الدور المعرفي لأهل البيت (ع)
بطلب من إمام جامع الإمام الحسين بالأحساء سماحة السيد محمد رضا السلمان تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار لجموع المصلين مساء يوم الاثنين 2 رجب 1431هـ الموافق 14/6/2010م بعد صلاتي المغرب والعشاء بمناسبة ذكرى ولادة الإمامين الباقر والهادي .
وقد بارك الشيخ الصفار لأهالي المنطقة تشييد جامع الإمام الحسين كصرح إيماني معرفي في منطقتهم, بعد عقود من الحرمان من بناء المساجد, آملاً ان تتحقق سائر الآمال والتطلعات المشروعة للمواطنين, مشيداً بإمام الجامع سماحة السيد محمد رضا السلمان ودوره في العطاء الأدبي والثقافي, وجرأته في طرح الأفكار الإصلاحية على الصعيد الديني والاجتماعي.
كما بارك لجموع المصلين من المؤمنين والمؤمنات حلول شهر رجب الاصب ودعا إلى استثمار النفحات الإلهية في هذا الشهر المبارك عبر ثلاث مسارات:
1/ المسار الروحي العبادي بصيام ما أمكن من أيام هذا الشهر الفضيل, وإحياء ليالي الرغائب فيه بالصلاة والدعاء.
2/ المسار المعرفي بتعميق البصيرة الدينية, والوعي السليم بمفاهيم الإسلام من خلال التدبر في آيات القرآن الكريم ومضامين الأدعية المأثورة, وقراءة الكتب النافعة, وحضور الدروس المفيدة.
3/ المسار الاجتماعي, لما للصدقة في الأزمنة المباركة من فضل مضاعف, والصدقة لا تقتصر على المساعدات المالية للمحتاجين, بل تتسع لكل ما فيه خدمة للمجتمع, ومعالجة لمشاكل ابنائه.
ثم تحدث الشيخ الصفار عن ذكرى ولادة الإمامين العظيمين الباقر والهادي مستحضراً الدور العلمي المعرفي الكبير الذي قام به الإمام الباقر, حيث هو المؤسس للجامعة التي أشادها ابنه الإمام جعفر الصادق والتي احتضنت أربعة آلاف طالب, مشيراً إلى شمولية معارف الأئمة لمختلف علوم الدين والحياة, ولاتساع إطار مدرستهم لكل أبناء الأمة, فلم تكن دروس الباقرين الصادقين خاصة بأبناء مذهب, وما كان عطاؤه الأئمة محصوراً في إطار طائفة, بل كانوا في موقع البذل والعطاء لجميع أبناء الأمة, مطالباً اتباع أهل البيت بترسم طريقهم, في إنتاج خطاب يعالج هموم الأمة, وليس هموم الطائفة فقط, ويهتم بأصالة وجوهر مفاهيم الإسلام, وليس في حدود الخصوصيات المذهبية فقط. مؤكداً ان مدرسة أهل البيت في حقيقتها تمثل الفهم النقي الأصيل لرسالة الإسلام.
مذكراً بما طالب به أئمة أهل البيت من الدعوة إلى إحياء أمرهم, والتي فسرها الإمام علي بن موسى الرضا بتعلم علومهم وتعليمها للناس (فان الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا).
وقال الشيخ الصفار: ان الانشغال بالجدل المذهبي, أو الاقتصار على المظاهر الشعائرية هو تحجيم لمدرسة أهل البيت , حيث لم يكن الإمام الصادق يفتح ملفات الخلاف المذهبي يومياً مع إمام المذهب الحنفي أبي حنيفة كلما التقاه, وهو الذي واظب على حضور مجلس الإمام الصادق لمدة سنتين, ونقل عنه قوله: (لو لا السنتان لهلك النعمان).
وتطلع الشيخ الصفار إلى ان تضم حوزاتنا ومجالس علمائنا ومحاضرات خطبائنا كل طلاب الخير والمعرفة من أبناء الوطن والأمة.
وكان سماحة السيد محمد رضا السلمان إمام الجامع قد قدم لسماحة الشيخ الصفار, مشيداً بشخصيته وأفقه الواسع, ووعيه الإسلامي الوحدوي, مثمناً مشاركته للمصلين في هذه الليلة المباركة.