الشيخ الصفار يشارك في مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في اسطنبول
شارك الشيخ حسن الصفار في أعمال الجمعية العمومية الثالثة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, التي انعقدت في مدينة اسطنبول بتركيا بتاريخ 17 – 19 رجب 1431هـ الموافق 29/6 – 1/7/2010م.
حيث بادر الشيخ الصفار إلى الانضمام في عضوية الاتحاد منذ إعلان تأسيسه قبل أربع سنوات.
وقد زاد عدد المشاركين في المؤتمر هذا العام على 600 شخصية من العلماء والدعاة والسياسيين والمثقفين المسلمين من جميع أنحاء العالم. منهم حوالي (450) عضواً في الاتحاد.
كما حضر جلسة الافتتاح ممثلون عن القيادة السياسية في تركيا من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والبرلمان التركي.
حيث ألقى ممثل الجمهورية التركية السيد حمزة اقطا كلمة ترحيب ودعم للاتحاد ركز فيها على إن (حل المشاكل يحتاج لرأي العلماء, وإن التخلص من المشاكل الكثيرة بالعالم الإسلامي يحتاج لترسيخ مبدأ التساوي والبعد عن التفرقة, وإن مقاومة الظلم والتخلص منه مسؤولية إنسانية عالمية).
كما ألقى رئيس اتحاد المنظمات المدنية التركية كلمة شدد فيها على دور الامبريالية الرأسمالية والانحراف الموجود بالحضارة الغربية في المشاكل المتفاقمة بالعالم. ورأى ان الوقت حان لإنشاء حضارة بديلة وعالم جديد, وهذا يتطلب توحد المسلمين وتقوية عامل الاخوة.
واهتمت كلمات أكثر المشاركين في جلسات المؤتمر بقضية وحدة الأمة, والتنسيق بين علمائها, وعلى محورية القضية الفلسطينية, ومواجهة الكيان الصهيوني, وكسر الحصار عن قطاع عزة. حيث ألقى منظم رحلة أسطول الحرية كلمة مؤثرة عن بعض تفاصيل تلك الرحلة المهمة تخللها التكبير والتصفيق من الحاضرين مرات عديدة.
وتحدث رئيس الاتحاد الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي مفتتحاً أعمال الجمعية, شاكراً للجمهورية التركية احتضانها للمؤتمر الذي تعذّر انعقاده في الدول الإسلامية الأخرى. كما أشاد بالتوجهات الجديدة للسياسة التركية, وطالب مصر بفتح معبر رفح الحدودي مع فلسطين بشكل دائم, وأعلن عن عزم الاتحاد على تسيير قافلة قادمة نحو غزة.
وقد عُرض على أعضاء الجمعية تعديلات مقترحة للنظام الأساسي للاتحاد, كما عُرضت الخطة الإستراتيجية للاتحاد للسنوات الأربع القادمة, وتشكلت لجان لدراستها, حيث تم إقرارها في جلسات لاحقة.
وعلى المستوى الإداري للاتحاد تم تجديد انتخاب الدكتور القرضاوي لرئاسة الاتحاد للفترة القادمة (أربع سنوات) كما تمت الموفقة على ترشيح الرئيس لنوابه الثلاثة: الشيخ عبد الله بن بيّة ممثلاً لأهل السنة, والشيخ واعظ زاده الخراساني ممثلاً للشيعة, والشيخ أحمد الخليلي ممثلاً للاباضية, مع التأكيد على اختيار مرشح عن الزيدية كنائب رابع للرئيس مستقبلاً.
وقد اختير آية الله الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني خلفاً لآية الله الشيخ محمد علي التسخيري الذي استقال بسبب الضغوط المناوئة له داخل الاتحاد من قبل بعض المتشددين.
وكان من بين المشاركين في أعمال المؤتمر من علماء الشيعة الشيخ التسخيري والشيخ واعظ زاده الخراساني والسيد علم الهدى والسيد النواب من إيران, والسيد علي السيد محمد حسين فضل الله من لبنان, والشيخ جواد الخالصي من العراق, والشيخ أحمد الحسين من الكويت, والشيخ حسن الصفار والشيخ فوزي آل سيف والدكتور عبد الله الحليمي من السعودية, وغاب عن الحضور عضو الاتحاد الشيخ محمد سعيد النعماني من العراق لظروف خاصة.
وقد حظي المؤتمر بتغطية إعلامية واسعة, وخاصة من قبل قناة الجزيرة, التي بثت جلساته عبر قنواتها.
كما حضر عشرات الإعلاميين من وسائل الإعلام التركية والعربية والعالمية.
وقد تكونت لجنة للإشراف على انتخابات مجلس الأمناء حيث ترشح أكثر من ستين شخصاً, تم انتخاب ثلاثين منهم, عبر تصويت سري, وكان الشيخ الصفار قد أختير كأحد المشرفين على فرز الأصوات بعد انتهاء العملية الانتخابية وقد نجحت ثلاث من السيدات في الدخول إلى مجلس الأمناء لأول مرة حيث كان يخلو من السيدات في الدورة الماضية.
ولم تخل جلسات المؤتمر من وجود مشاكل وتشنجات وخاصة لجهة اختيار المواقع الإدارية, وطريقة عمل الجلسات, حيث أعلن بعض المشاركين اعتراضه واستياءه, وقدم بعض المسؤولين كالدكتور محمد سليم العوا استقالته من منصب الأمين العام للاتحاد, بسبب الضغوط والاعتراضات التي وجهت إليه من بعض الجهات.
وأيضاً قدم الدكتور محمد هيثم خياط استقالته من عضوية مجلس الأمناء.
وكان واضحاً سعي جهات متشددة لأخذ دور أكبر في التأثير على أعمال المؤتمر ومسيرة الاتحاد, بينما كانت اتجاهات أخرى تعمل لسيادة أجواء التوازن والاعتدال بين الأطراف المختلفة في الاتحاد, لإنجاح تجربته كإطار جامع للمذاهب والاتجاهات.
كما أن قلة الأعضاء المنتمين للاتحاد من الشيعة يجعل حضورهم ضعيفاً باهتاً, ويتيح الفرصة أكثر لمثيري الإشكاليات الطائفية.
وعلى هامش أعمال المؤتمر عقد الشيخ الصفار عدداً من الجلسات واللقاءات مع بعض الشخصيات المشاركة في المؤتمر, للمساعدة على تخفيف التوترات, وسيادة الأجواء الايجابية, ولتوثيق أواصر العلاقة والتواصل مع مختلف القوى والاتجاهات.
كما التقى سماحة الشيخ فوزي آل سيف بعدد من العلماء والشخصيات المشاركة. وصدر في ختام المؤتمر بيان يتضمن التوصيات التي اتفق عليها المشاركون.