لك سماحة الشيخ الصفار.. «نزهة في أدمع الفجر»

"بفكرك أيها الواثب بالحب تتأنق المصابيح وبومضات قلبك الشفيف تمزق عتمة كان يحملها الطريق"
مهداة لسماحة العلامة الشيخ حسن الصفار.. دام فكره

لك سماحة الشيخ الصفار..
«نزهة في أدمع الفجر»

العـازفـون لـنـاي الـحـب أغـــراب

تلك الشفاه علـى الرغـاب iiتيبسـت

فتسـاقـط الحـلـم الــذي جـفـت iiبــه

وتدافـعـت سـحـبٌ تـجــرّ iiمسـائـهـا

يـا نافخـي مـهـج الثـقـوب ترفـقـوا

فتحوا الندوبَ من الجـراح لنزفهـا

وتنزّهـوا فـي الـروح بيـن عذابهـا

ما راعها في الحب نـزفٌ iiصاخـبٌ

لا تسلبـوا الأصـوات مـن مينائـهـا

كالمـوج تدفعهـا الـريـاحُ تسُوقـهـا

لا تحبسُـوا الأنهـارَ عـن iiجريانـهـا

هــذي الـرمـال وقــد تـعـددَ iiلونـهـا

غصص الضفاف تسلقت أوجاعها

فتحسسـوا حـسّ الهجيـر يصوغـه

أيُ الشقـوق نخيـط مــن جدرانـهـا

عـقــدت نفائـسـهـا بـكــل مـشـيـئـة

سـتــون عـاريــة تـــدان iiلحمـلـهـا

صبـت دمـوع اللـيـل فــي فنجانـهـا

فتحت سكونَ الخوف مـن شباكهـا

وتنـهّـدت والـوقـت يـغـسـلُ iiظـنـهـا

تلـك الرّعافـات الصغـار iiتـوزّعـتْ

حرثت رَنينَ العزفِ وقـت غناءهـا

وتقـاطـرت سكـكـا تتـيـه iiببعـضـهـا

لا تخـذلـوا غـصـن النـبـوغ iiفـإنــه

هـذي مساحـات النقـوش تسربلـت

لا تقلبـوا الآمـالَ عـكـسَ iiنصابـهـا

أنــى يَسـيـحُ بخـفـقـهِ تـسـمـو لـــه

حـتــى إذا غـنــاه نــبــض جــامــحٌ

وطـنـاً تلامـسـهُ انطـلاقـةُ iiروحـــهِ

مـن ذا يلـم الـوقـت عــن iiحانـوتـه

هـذا التـراب وأنــت مــن أسمـائـهِ

إنـا وإن ركــض الـزمـان iiبعمـرنـا

فالحـب مـا كـان الـذي فـي iiعمقنـا
































































مـاذا يعـيـق النـبـض يــا أعـصـاب

منـهـوكـة تـــذوي بـهــا iiالألــقــاب

فــي شوطـهـا مــا تحـلـم الأنـخـاب

ومخالـبُ الوَهـمِ اللّصـيـقِ iiعــذاب

إنّ الـسّــراب تـذيـعـه iiالأصــحــاب

وتـمـسـكـوا بـالأغـنـيـات وذابــــوا

تلـك الجـراح عـلـى الأديــم iiقـبـاب

مهمـا احتسـتْ مـن دمّهـا iiالأنيـاب

فسفينـهـا فــوق الهَـديـر iiغِـضــابُ

فـي مرفـأ الـشـك الكـئـود iiصـعـاب

فـالأمـنـيـاتُ تـمـضّـهـا الأســبـــاب

لجـمـيـلـةٌ أن يشتـهـيـهـا سَــحــابُ

وتكـدسـت فــي لونـهـا iiالأوصـــاب

نـجــم تـواســي روحـــه iiالأتـــراب

مهـجـا تـصــدّ جـراحـهـا الأبـــواب

حـتــى تـأبّــى وقـتـهــا الـمـحــراب

فتـعـذرتْ عــن عُـريـهـا الأكـــواب

حـقـبـاً تـفــرّ لشـوطـهـا الأحــقــاب

فتخاصـرت فــي رعبـهـا الأقـطـاب

حـلـمـا بــــه تـتـشـابـك iiالأنــســاب

بـيـن الـكـرومِ تغيـظـهـا iiالأعـنــاب

فتمـزقـت فــي عزفـهـا iiالأصـــلاب

مـرتـابـة يـلـهــو بــهــا الـمـرتــاب

فـجـرٌ تـضـوعُ بهـمـسـه iiالأثـــواب

أجـراسـهـا صـمـتـاً يـلـيـهِ حِـــراب

فالقـلـب ينعـشـه الـهـوى iiالـخـلاّب

رغـم الضبـابِ مشاعـلٌ iiوهـضـاب

ســاقَ الهُـيـامَ وعـرقــه iiمـنـسـاب

مـا إن غـزتْ صحرائـه iiالأعشـابُ

مـن قبـل أن يغـريْ النسـيـمَ يـبـاب

خـفــقٌ يــضــيء بـجـلـدنـا وثّــــاب

يـومــا تـفــرّ بعشـقـهـا الأغــــراب

لا مــا يـحــبُ الـفــأسُ iiوالـحـطـابُ

20/8/2010م
كاتب وأديب سعودي «العوامية»