ويضع النقاط على الحروف لتكتمل المناسبة

الشيخ الصفار يرفض اتهام من يحيي ليلة النصف من شعبان بالابتداع

مكتب الشيخ حسن الصفار أديب أبو المكارم

ردّ الشيخ حسن الصفار على القائلين ببدعية الاحتفاء بليلة النصف من شعبان ـ والتي يحتفي بها معظم المسلمين سيما الشيعة الأيام المقبلة ـ في خطبة الجمعة 11/8/1431هـ القطيف. وقال بأن هناك اتفاق بين السنة والشيعة على أهمية هذه الليلة ومكانتها الخاصة عند الله تعالى، مشيرًا إلى أن السلف من المسلمين كانوا يحيونها. وحول اتهام البعض لمن يحييها بالبدعة والفسق، قال مؤكدًا: "أن يكون للإنسان رأي آخر يخالف غيره فذاك حق مشروع ولا مانع منه، ولكنه لا يصح أن يكون بالتراشق بالتهم كالتبديع والتفسيق ما دام الأمر دائراً في مجال الاجتهاد، فلكل فقيه الحق في الاجتهاد وتبيان رأيه حول المسألة". مشيرًا بأن البدعة يرفضها جميع طوائف المسلمين وعند الشيعة أحاديث كثيرة تحذر منها، ولكن يبقى الأمر محلاً للاجتهاد فلا ينبغي التراشق بالتبديع، "فهو منزلق خطير من المزالق التي أبتليت بها الأمة الإسلامية". قال مؤكدًا.

وأشار في الخطبة الثانية إلى مظاهر الفرح والسرور التي يظهرها الشيعة في الاحتفاء بليلة النصف من شعبان بمناسبة مولد الإمام المهدي (عج)، مشيرًا إلى أن ذلك جانباً مهماً ولكن لا ينبغي اغفال الجانب الأهم وهو البرامج الروحية بالتقرب إلى الله بالعبادة. مؤكدًا على تجنب ما يعكر صفو هذه المناسبة العظيمة. وفي ذات السياق نعى الراحلة الكاتبة فوزية المرزوق والتي كانت آخر ضحايا ظاهرة التفحيط السيئة، وقال بأنها تركت مكانًا شاغرًا في الساحة الدينية النسوية. ثم أشار الشيخ الصفار إلى عدة نقاط من شأنها أن ترقى بمستوى الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة.

افتتاح:

الحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين. أحمده تعالى على عظيم آلائه، وقديم عطائه، وسابغ نعمائه. واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له، الذي بعد فلا يرى، وقرب فشهد النجوى، تبارك و تعالى. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نبي الرحمة والهدى، والمبعوث لجميع الورى، وخاتم الرسل والانبياء. اللهم صل عليه وآله أفضل وأكثر ما صليت وباركت على أحد من أنبيائك ورسلك وأهل الكرامة عليك من خلقك.

عباد الله!

أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وعدم الاستجابة للأهواء والشهوات، والحذر من مزالق الفتن والشبهات.

الخطبة الأولى: ليلة النصف من شعبان والمنزلة العظيمة

جاء في الوسائل (حديث 10183) بسنده عن الإمام الصادق قال: «سئل الباقر: عن فضل ليلة النصف من شعبان؟ فقال: هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله تعالى العباد فضله، ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة إلى الله فيها، فإنها ليلة آلى الله على نفسه أن لا يرد سائلاً له فيها ما لم يسأل معصية».

كما نقل (حديث 10089) بسنده عن بن فضال قال: سألت علي بن موسى الرضا عن ليلة النصف من شعبان؟ فقال:« هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار، ويغفر فيها الذنوب الكبار» قلت فهل فيها صلاة زيادة على صلاة سائر الليالي؟ فقال:« ليس فيها شيء موّظف، ولكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب، وأكثر فيها من ذكر الله والاستغفار والدعاء، فإن أبي كان يقول: الدعاء فيها مستجاب».

وجاء (حديث 10192) عن زيد بن علي قال: كان علي بن الحسين يجمعنا جميعاً ليلة النصف من شعبان، ثم يجزئ الليل أجزاء ثلاثة، فيصلي بنا جزءاً، ثم يدعو فنؤمن على دعائه، ثم يستغفر الله ونستغفره، ونسأله الجنة حتى ينفجر الفجر.

ما أحوج الإنسان إلى وقفات روحية، ومحطات معنوية يعود فيها إلى نفسه، وينفتح فيها على خالقه، ويستمد منه العون ويطلب منه الصلاح. وأفضل هذه المحطات تكون في الأزمنة المباركة والتي لها خصوصية عند الله تعالى. فكيف نعرف هذه الأزمنة؟ نحن كبشر لا نملك من المعايير ما يكشف لنا عنها، ولكننا نستطيع أن نعلم بها عن طريق الروايات والنصوص الواردة عن رسول الله وأهل بيته الكرام كتلك الروايات التي تبركنا بتلاوتها مطلع الخطبة والتي تؤكد على زمن خاص له فضله ومكانته عند الله عز وجل وهي ليلة النصف من شعبان. وقد وردت روايات أخرى كثيرة تدل على فضل هذه الليلة ومكانتها، هذه الروايات لم يتفرد فيها مذهب من مذاهب المسلمين دون غيره من المذاهب، بل كل المذاهب الإسلامية تروي روايات تؤكد على مكانة وعظمة هذه الليلة المباركة. فهناك اتفاق على مكانتها عند الشيعة والسنة.

احاديث في مصادر سنّية:

أفرد الإمام بن ماجه القزويني بابًا في سننه بعنوان: باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان، جاء فيه مسنداً إلى علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله : «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها». وبسنده عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله قال: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن». (سنن ابن ماجه 1/421)

وجاء في كنز العمال عن عائشة: عنه : «إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم عليه». (حديث 7450)

وفيه عن أبي ثعلبة الخشني: عنه : «إذا كان ليلة النصف من شعبان أطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه». (حديث 7451)

وعند السلفيين:

في معظم المصادر الإسلامية إشارات إلى فضل هذه الليلة حتى عند المدرسة السلفية، ففي مجموع فتاوى ابن تيمية ج23 ص 131-132: سئل عن صلاة نصف شعبان‏؟‏

فأجاب‏:‏ إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن‏.‏ وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة‏.‏ كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف ‏﴿‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏‏ دائما، فهذا بدعة، لم يستحبها أحد من الأئمة‏.

وقال: وأما ليلة النصف، فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا‏.‏

هل هي بدعة؟!

مجتمعات إسلامية كثيرة تحتفي بليلة النصف من شعبان، وأتباع أهل البيت يهتمون بها أكثر لما لها من أهمية دينية، ولارتباطها بذكرى مولد إمام العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، فيظهرون التهاني والتبريكات، وينشرون الزينة في الشوارع والمنازل إظهارًا للسرور وعظمة الليلة وصاحب الليلة، لكننا في كل عام وأمام هذه المناسبة العظيمة، نسمع أصواتًا تفتي ببدعية الاحتفاء بهذه الليلة وأن ذلك مخالف للشرع!

أن يكون للإنسان رأي آخر يخالف غيره فذاك حق مشروع ولا مانع منه، ولكنه لا يصح أن يكون بالتراشق بالتهم كالتبديع والتفسيق ما دام الأمر دائراً في مجال الاجتهاد، فلكل فقيه الحق في الاجتهاد وتبيان رأيه حول المسألة. ليس هناك طائفة من طوائف المسلمين تقبل بالبدعة، فكلهم يروون روايات حولها وبألفاظ متقاربة، وإذا كانت عند السنة أحاديث تحذر من البدعة فعند الشيعة أكثر حول البدع والابتداع والمبتدعة، كتلك الروايات الواردة في الكافي للكليني عن رسول الله : «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله».

وعن أمير المؤمنين علي : «ما أحدثت بدعة إلا ترك بها سنة فاتقوا البدع». (نهج البلاغة, ص 1/54)

وعنه : «إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة وأماتوا البدعة». (نهج البلاغة, الخطبة 182)

فالبدعة إذًا مرفوضة، ولكن متى يكون الأمر بدعة؟

البدعة والاختلاف في الرأي:

البدعة تعرّف على أنها إدخال ما ليس من الدين في الدين. ويعرفها ابن رجب الحنبلي: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا.

وأهل السنة يقسمون البدعة إلى بدعة حسنة وأخرى سيئة. جاء عن رسول الله : «من سنّ سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها». وينقلون عن عمر بن الخطاب أنه قال: «نعمت البدعة هي». يعني صلاة التراويح حيث كانت تصلى فرادى في مسجد رسول الله في عهده وعهد الخليفة الأول، لكنه راءهم فرادى فاستحسن أن يجمعهم، ثم راءهم مجتمعين فأعجبه ذلك، والتفت إلى أن الأمر لم يكن كذلك في عهد رسول الله وعهد أبي بكر فقال: نعمت البدعة هذه.

إذًا فلا يصح لأي أحد أن يطلق على الاختلاف الاجتهادي أنه ابتداع في الدين، ما دام الشخص مجتهداً فله رأيه، ولكل مجتهد أتباع يعملون برأيه, فلا يحق أن نرميهم بالابتداع ما داموا يستندون على حجة ورؤية شرعية عن عالم فقيه. المذهب الذي يرى نفسه على صواب في مسألة ما لا يحق له أن  يرمي الطرف الآخر بأنه على باطل ومبتدع إذا خالفه الرأي، وإلا لجاز للطرف الأخر أن يرميه بنفس التهمة، وإذا كان كذلك فلا مجال لفتح باب الاجتهاد!

هذه عقدة نعانيها ونعايشها. وقد قلنا أنه يمكن للفقيه أن يقول هذا صواب وذاك خطأ، ولكن لا يحق له رمي من يخالفه بالبدع، فهو منزلق خطير من المزالق التي أبتليت بها الأمة الإسلامية. نحن نختلف في بعض المباني، فالسنة يقولون أن قول الصحابي حجة، والشيعة يقولون: أن قول أهل البيت حجة. فإذا أخذ السنة حجية أمر ما لقول أحد الصحابة بها أو تقريره لها, ولم يقل بذلك أهل البيت فهل يقبل أهل السنة من الشيعة أن يرموهم بالابتداع؟ كذلك لو حصل العكس من السنة فإن الشيعة لن يقبلوا.

من حق كل طرف أن يعمل الشيء الذي يعتقد صحته ما دام في باب الاجتهاد، فليس بدعة ما كان ينتجه اجتهاد ضمن ضوابط الاجتهاد، وكذلك من باب الأخذ بباب التسامح في أدلة السنن عند من يراه. ثم إن الأمر يتعلق باختلاف بيئة العالم، واختلاف الزاوية التي ينظر منها، فيختلف رأي هذا عن ذاك حتى لو كانا من نفس المذهب، لأن زاوية النظر قد اختلفت, والظروف المحيطة كذلك اختلفت، فلا يصح حينها الاتهام في الدين، ولا التشكيك في نوايا الآخر وتسقيطه ومحاربته.

الشيخ الأنصاري يقدم أنموذجًا:

ينقل المرجع الراحل السيد الشيرازي رحمه الله في كتابه «من أخلاق العلماء (ص 51)» القصة التالية: لما توفي صاحب الجواهر (قدس سره) انتقلت الرئاسة العامة بعده إلى الشيخ الأنصاري (قدس سره) وكان الشيخ الأنصاري (قدس سره) يسلك سلوك الزهد في الدنيا، بينما كان صاحب الجواهر (قدس سره) يسلك سلوك الرؤساء والملوك.

فجاء شخص إلى الشيخ الأنصاري (قدس سره) وقال: أيّها الشيخ إن كان مسلككم حقّاً، فإنّ صاحب الجواهر على باطل، وإن كان مسلك صاحب الجواهر حقاً، فإنّ مسلككم على باطل، فأيّهما حقّ وأيهما باطل؟

أجاب الشيخ قائلاً: ليس الأمر كما زعمت محصوراً في الشقّين، بل هناك شقّ ثالث: وهو انه يمكن أن يكون كلاهما حقّاً، فصاحب الجواهر كان يعكس بسلوكه عظمة الإسلام وشوكته، وأنا أعكس بسلوكي زهد الإسلام ويسره، وحيث انّ للإسلام جوانب متعدّدة، كان كل واحد منّا يسلك جانباً منه.

هذا أنموذج طيب يعلمنا شرعية الاختلاف والاجتهاد، وإمكانية اختلاف زوايا النظر في المواقف والمسلكيات, ومن هنا نحن نرفض وندين تلك الأصوات والفتاوى التي ترمي الآخرين بالشرك والبدع والتكفير أو تتهمهم في دينهم لأخذهم برأي آخر.

الخطبة الثانية: برامج العبادة وبرامج إظهار الفرح

جاء عن الإمام الصادق : «معاشر الشيعة كونوا لنا زينًا ولا تكونوا علينا شينًا، قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول وقبيح القول».

العسكري : «اتقوا الله وكونوا لنا زينًا ولا تكونوا شينًا، جرّوا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح».

كثيرة هي التوصيات الصادرة عن أهل البيت التي توجه شيعتهم إلى أن يكونوا أنموذجًا حسنًا في سلوكهم، وأن يتميزوا أكثر على غيرهم كما تميز أهل البيت على سائر الأئمة في عصورهم. والأضواء أصبحت الآن مسلطة على أتباع أهل البيت فهم محل الأنظار على مستوى العالم أجمع. لذا عليهم أن يهتموا بسلوكهم وسيرتهم كما يريد أهل البيت ، لأن ذلك سيعطي صورة حسنة مشرقة لأهل البيت، أما التفريط في هذا الجانب فذلك يعطي مجالاً لتشويه الصورة وتنفير الناس.

وجه المجتمع:

لكل مجتمع مناسبات، يقيمها ويهتم بها، فعلى الجميع أن يبذلوا جهدهم لإظهار مناسباتهم بالشكل الحسن، فهي ستكون مرآة لمجتمعهم، حيث إن السلوك الجمعي لكل مجتمع إذا ما كان منظمًا، ومهتمًا بالذوق والأخلاق الفاضلة فإنه يعطي صورة مشرقة لمجتمعه. ونحن على أعتاب مناسبة عظيمة يحتفي بها الشيعة بشكل كبير وهي ليلة النصف من شعبان، ولهذه الليلة عادات وتقاليد في مراسيم الاحتفاء، وهنا نريد أن نركز على ضرورة الحفاظ على الصورة النقية لهذه المدرسة وهذا المذهب العريق، وهذا يكمن عبر عدة نقاط من أهمها:

أولًا: لا بد من تظافر الجهود حول إقامة هذه المناسبة، والاجتهاد لأن تكون بالشكل الحسن حتى تعكس وجهًا مشرقًا للمذهب والمجتمع. وكل واحد منا يتحمل قسطًا من المسؤولية.

ثانيًا: التعاون في صد العناصر التي تسيء إلى المناسبة بتصرفاتها السلبية، خاصة في هذا الزمن الذي يظهر فيه كل يوم نمط جديد وأساليب مثيرة لها تأثير على سلوك بعض الشباب، فيتصرفون تصرفات مخلة تشوه المناسبة. فلا بد من برامج للحفاظ على المناسبة وقدسيتها وبهجتها، وأن نعطي صورة حسنة للآخرين سيما أن من يرتادها ليس فقط من الشيعة. كما أن أخبارنا تصل إلى الجميع، فعلينا أن نوصل الصوت الحسن لا السيء.

حينما نجد ظاهرة سيئة تنشر في المجتمع وتفسد أجواءه, فعلينا جميعًا التصدي لها ومعالجتها، مثلاً ظاهرة التفحيط في الأحياء السكنية، وهي ظاهرة خطيرة على من يرتكبها وعلى الناس، وقد تحدثنا عنها كثيرًا، ولكن لأنها قد تمارس في هذه المناسبات حيث تواجد الناس فمن الضروري أن نشير إليها، وأن ندعو الجميع للتعاون في عمل برامج ودراسات لمعالجة هذه الظاهر السيئة التي أفقدتنا كثيرًا من شبابنا. في الأسبوع الماضي فجعنا بفقد الأستاذة الفاضلة والكاتبة فوزية المرزوق، وهي خطيبة ومؤلفة وأستاذة في الحوزة، كانت ضمن برنامج ديني يقام في الأحساء وحين خرجت صدمها أحد المفحطين مع بعض من زميلاتها وفارقت إثر ذلك حياتها لتترك مكانًا شاغرًا في الساحة الدينية النسوية. نسأل الله تعالى لها الرحمة والرضوان ولذويها الصبر والسلوان.

ثالثًا: اهتمام العوائل في هذه المناسبات بأبنائها وبناتها.

رابعًا: تجنب مزاحمة العابرين في الشوارع العامة. وعلينا أن نتفهم بأن هذه مناسبة من طبيعتها الازدحام كما يكون الأمر عند تشييع جنازة أو زفاف عريس، فعلينا أن لا ننزعج من هذا الزحام، ولكن من ناحية أخرى على القائمين على برامج الاحتفاء أن يراعوا ظروف الناس. فالأمر يحتاج إلى موازنة.

خامسًا: استقبال الزائرين وخاصة من خارج المنطقة استقبالًا حسنًا لنعطي انطباعًا وصورة حسنة عن المناسبة والمجتمع.

سادسًا: إقامة البرامج المفيدة للأبناء من مسرحيات وأناشيد ومسابقات، فذلك ينمّي فكرهم، ويربطهم بصورة حسنة بمناسبات أهل البيت ويستفيدون أكثر من فكرهم المبارك، ويجوبون الأحياء بأناشيد تربوية هادفة.

سابعًا: توزيع ما يفيد للأطفال وخاصة الكتب والسيديات، فلا ينبغي الاقتصار على الحلوى والعصائر، فمن النافع أن يتم توزيع القصص المفيدة، وكذلك بالنسبة للسيديات التي تحوي مضامين نافعة، وقد بدأت بعض المجاميع ولله الحمد تقوم بهذا الدور ونأمل المزيد.

وأخيرًا أذكّر نفسي وغيري بالاستفادة الروحية في مثل هذه الليلة بالعبادة والتقرب إلى الله عز وجل، علينا أن نجعل للفرح وقتًا وللدعاء والعبادة وقتًا. وقد وردت أعمال كثيرة تستحب في ليلة النصف من شعبان ومنها:

قراءة دعاء كميل، هذا الدعاء العظيم، كما نقل ابن طاووس في الإقبال وغيره قال: قال كميل بن زياد رحمه الله: كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين  في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه، فذكر ليلة النصف من شعبان في كلامه فقال: ما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر إلا أجيب له، فلما انصرف طرقته ليلاً، فقال: «ما جاء بك يا كميل؟ قلت: يا أمير المؤمنين دعاء الخضر، فقال: «اجلس يا كميل إذا حفظت هذا الدعاء، فادع به كل ليلة جمعة، أو في الشهر مرة، أو في السنة مرة، أو في عمرك مرة، تُكف وتُنصر وتُرزق ولن تعدم المغفرة، يا كميل أوجب لك طول الصحبة لنا أن نجود لك بما سألت»، ثم قال: اكتب.

وفي رواية: أن كميلَ رأى أمير المؤمنين ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان. (اقبال الاعمال 3/331)

وأيضًا من الأعمال المباركة، الغسل، وصلاة جعفر الطيار، وزيارة الإمام الحسين وصلاة الليل وغير ذلك من الأعمال الواردة في كتب الأدعية والزيارة. نسأل الله للجميع التوفيق والاستفادة من بركات هذه الأيام وأن يبلغنا شهر رمضان المبارك وليلة القدر إنه سميع الدعاء قريب مجيب.