الشيخ الصفار يدعو إلى صناعة المعروف ومأسسته
دعا الشيخ حسن الصفار في خطبة الجمعة بمحافظة القطيف إلى "مأسسة المعروف" وذلك بتأسيس جهات مختصة لمساعدة الناس وتلبية حاجات المحتاجين منهم.
وقال ان المؤسسة في الغالب تكون "أدعى لترسيخ هذا الأمر، وتفادي حالة الانتقائية في العطاء، سيما إذا كان هدفها إنسانيًا صرف".
وأوضح ان المعروف صُنع الحَسن للناس او "أي شي حسن تفعله للناس يسمى معروفًا".
وذكر الصفار ان في الإسلام ينطلق المعروف من ثلاثة منطلقات، وتحدث عن اولها «التقرب إلى الله» مؤكدا انه حينما ينوي الإنسان فعل المعروف ويسعى لأدائه، عليه أن يكون هدفه الأساس التقرب إلى الله عز وجل فلا يهمه حينها لمن يعمل هذا المعروف.
موضحا لأنه إذا عمل لشخص ما، فسوف ينظر هل يستحق أو لا يستحق على ضوء صلته الشخصية به.
مضيفا ان "الإنسان الذي يصنع المعروف طلبًا لرضى الله عز وجل فلا يهمه ذلك، ويكون هدفه الأساس تحقيق رضى الله تعالى، فيعمل لكل عباد الله وخلقه. ولا ينتظر من أحد شكرًا، ولا يعمل بهدف كسب مصالح أخرى لذاته".
وتحدث عن المنطلق الثاني والذي هو «تعزيز وتكريس صناعة المعروف في نفس الإنسان» قائلا "حين يعوّد الإنسان نفسه على صناعة المعروف للجميع بدون استثناء فإنه سيخلق في نفسه طبعًا وسجية طيبة لا تنفك عنه، أما إذا كان بالانتقاء فهذا لا يخلق تلك السجية والجبلة في ذاته".
ودعا الصفار في المنطلق الثاني إلى إقامة الحياة الإجتماعية على أساس المعروف مؤكدا على انه حينما يكرّس الإنسان صناعة المعروف في نفسه، فإنه سوف يشجع هذه الحالة في المجتمع وذلك لأن هناك من سيسير على طريقته ونهجه الحسن.
وتحدث من جانب آخر عن المجتمعات الغربية كيف انهم يؤسسون جمعيات لمساعدة المحتاجين على مستوى العالم بغض النظر عن "أديانهم وأعراقهم وما شابه" واصفا هذا النهج بأنه هو "الوضع السليم والذي يشجع عليه الإسلام".
العباس وسجية الإيثار وحسن الإخاء:
وفي ذكرى مناسبة ميلاد أبي الفضل العباس بن علي دعا الشيخ الصفار للإستفادة منه وذلك بأخذ "درسًا عظيمًا تجلى في شخصيته وهو الإيثار وحسن الإخاء".
وقال "حينما نسمع عن تباعد الأخوة الذين هم من أب وأم أو من أحدهما، ونرى أن الزمن يباعد بينهم بسبب الخلاف على الإرث أو أي أمر آخر، فعلينا أن نقدم لهم أبا الفضل العباس نموذجًا قيمًا في إيثاره أخيه الحسين وعيال وحرم أخيه الحسين على نفسه".
مؤكدا على أنه إذا كان الناس محتاجين للمعروف "فإن ذوي القربى أكثر حاجة إليه ولو بالكلمة الطيبة".