لجنة التواصل الوطني تستعرض انجازاتها خلال العامين الماضيين

في لقاء جمع لجنة التواصل الوطني بجمع من الناشطين والمهتمين بالشأن العام في مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار، اتفق الحضور على تأكيد منهجية ونتائج التواصل مع الآخر، والأدوار والنتائج المنفرزة من مثل هذه  الجهود والمبادرات، وكان ذلك صباح يوم الأربعاء الموافق 10 شعبان 1431 هـ.


بدأ عضو لجنة التواصل الوطني الأستاذ كمال المزعل راعي منتدى سيهات الثقافي بالتقديم لهذا اللقاء وذلك بالتعريف باللجنة وأهدافها وذكر:" يأتي هذا اللقاء تأكيداً على هذا المسار الذي يؤمن به سماحته ونؤمن به جميعاً في التواصل مع الآخر والانفتاح على الاخر".
 
الهاني: فكر سماحة الشيخ حسن الصفار هو المنطلق والبداية لهذه اللجنة


ووضحت المسؤولة الإدارية بلجنة التواصل الوطني الناشطة فوزية الهاني الهدف من اللقاء وهو عرض وقائع ما حققته هذه اللجنة وضرورة هذا التواصل من خلال التجربة العملية وأثرها علينا نحن كأفراد وعلى المجتمع وما لمسناه من التواصل مع الآخر. وأكدت على أن المنطلق والبداية لهذه اللجنة كانت من فكر سماحة الشيخ حسن الصفار، وبدعم وتأييد عضو المجلس البلدي والناشط المهندس جعفر الشايب. كما أشارت لدور العضوات المؤسسات في إرساء قواعد وآليات اللجنة وعرفت بالأعضاء الحاليين .


وأكدت أن كل فرد في المجتمع هو عضو في التواصل الوطني، حيث تقول:" نحن كلجنة لا نمتلك صك الرسالة ولا يجب أن نحمل هذا الهدف وحدنا، فكل مواطن هو عضو في هذه الفكرة وهذا المشروع السامي، ويسعدني بهذه المناسبة حقيقة أن أشيد بدور الناشطين والناشطات لدعمهم فكرة التواصل. وماكان سيكتب لهذا الانجاز الاستمرارية لولا هذا الدعم سواء المادي أو المعنوي.


الصفار: تكوين لجنة التواصل الوطني انجاز مهم جداً وبشارة خير


ثم ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار كلمة غنية بالمعاني، مشجعة على العمل الخير، مبيناً أن كل فكرة لابد وأن تواجه مجموعة من الصعوبات والعراقيل في بداياتها، وكانت هه كلمة سماحته:
يقول أمير المؤمنين : "فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه" الفكرة الخيرة الطيبة لها قيمة كبيرة، إنها هي البداية في تغيير المجتمعات، وعادة ما تكون الأفكار التغييرية والإصلاحية في بداية انطلاقتها تواجه سوء فهم، معارضة، مشاكل وصعوبات، ولكن هذا هو الأمر الطبيعي.


وجود الانسان في هذه الحياة لا يأتي أيضاً إلا من خلال الألم والمخاض والمعانة التي تعانيه الأم وهي تحمل الجنين ثم وهي تضعه ، كما قال الله عزوجل:" حملته أمه وهنا على وهن" ومن هذا نستشف أن أي وجود نافع في هذه الحياة قد يكون وجوده وحصوله يمر بحالة مخاض وبتحمل صعوبات أو مشاكل وهو أمر لا بد منه
من يترجم الفكرة هو خير من الفكرة، لأن من يفعل الخير يواجه عناء، يصرف جهداً في بعض الأحيان يكون العناء في مواجهة الرغبات النفسية يقول الله عن المعطين والعطاء " ومن يوق شح نفسه". فالعطاء يعني تجاوز للحالة الأنانية الذاتية والتشبث بالمصالح الشخصية وهو نوع من الجهاد حيث نقرأ في نصوصنا أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس.
وفي بعض الأحيان يكون العناء في صورة معوقات للفكرة التي يراد تنفيذها وتطبيقها، لكن من يستعد لدفع الثمن ويتحمل العناء يثبت أنه خير من الفكرة، والفكرة عندما تبقى مجرد فكرة قد لا يكون عليها نزاع كبير، كثير من الأفكار تسبح في فضاء المجتمع الانساني بلا مشكلة، لكن أي فكرة إذا أرادت أن تشق طريقها إلى التنفيذ فلابد من معوقات ومستلزمات لتنفيذ هذه الفكرة.


ديننا دين يرى أن من مظاهر قدرة الله هذا التنوع في الخلق وهذا التنوع بين الناس من أجل أن ينفتحوا على بعضهم ويستفيدوا من ايجابيات بعضهم بعضا "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" مع أن ديننا يؤمرنا بالتعارف لكن مع الأسف الشديد هذه الحالة انحصرت في مجتمعاتنا الاسلامية لصالح حالة من الانطواء والانغلاق والانكفاء، كل فئة انكفئت على نفسها وأصبحت ترسم صورة عن الفئات الأخرى قد لا تطابق الواقع، نحن لكي نخرج مجتمعاتنا من هذه الحالة نحن في حاجة إلى مبادرات. تكون هذه اللجنة الكريمة "لجنة التواصل الوطني" انجاز مهم جداً وبشارة خير، صحيح أن هناك حوار رسمي هو الحوار الوطني، ولكن لا ينبغي أن يعتمد الناس على الجهود الرسمية فقط، لابد أن يكون هناك تفاعل وتجاوب من الناس في مختلف الجوانب التي ترتبط بالشأن العام ومفي مصلحة المجتمع.


تربينا أن نكون كضيوف ، الدولة تستضيفنا وتقوم بكل شيء، الدولة تصلح ديننا ودنيانا، من يعتمدون على الدولة في كل شيء إنما يعترفون على أنفسهم بالعجز والضعف، في الغالب نحن نتنازل عن مشاركتنا ومسؤولياتنا ونريد من الدولة أن تقوم بكل شيْ، صحيح اأن الدولة هي العنصر الأساس في التوجهات، وفيما يرتبط في تسيير النظام العام بالبلد. ولكننا مطالبون وخاصة حينما يكون هناك توجه من قيادة الدولةفعلينا نحن أن نستفيد من هذا التوجه ونأخذ المبادرة ونتحمل مسؤوليتنا لتفعيل حالة التواصل وتجاوز حالة القطيعة.


أنا مسرور جدا بتشكيل هذه اللجنة وبما اضطلعت عليه من انجازاتها في الفترة الماضية، كما أني سعيد جدا لسعي هذه اللجنة لتوسعة رقعة نشاطها والتحرك بشكل جدي وسريع.


حضور هذه الوجوه الكريمة من المهتمين بالشأن العام، من المثقفين، والأدباء، والناشطين إلى جانب أخواتنا العزيزات اللاتي أثبتن قدرة في أن يصنعن شيئا كبيرا وأن يقدمن انجازا كبيرا ومهما للمجتمع وهذا هو المتوقع منهن، إن المرأة في مجتمعنا كنز كبير ولكن هذا الكنز لم يكتشف بعد ولم تتح له الفرصة للظهور بسبب العراقيل المجتمعية، ولكننا نأمل أن تنتزع المرأة دورها ونأمل أن تكون الأوضاع العامة مساعدة ومشجعة لها أكثر لكي تمارس دورها الكامل إلى جانب أخيها الرجل".


كما قدمت كل من الأستاذة نسيمه السادة والأستاذة مريم العيد العضوتان الإداريتان في لجنة التواصل الوطني عرض تقديمي للاستضافات التي قامت بها لجنة التواصل الوطني، مستعرضتان نشأة اللجنة وفكرة تأسيسها والأهداف التي أقيمت عليها وكان هدف اللجنة الأكبر تبادل الخبرات وإرساء قاعدة للتعاون المشترك في المشاريع التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني في مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية والحقوقية والاجتماعية العامة.


 حيث نظمت اللجنة مجموعة من الاستضافات والزيارات لناشطين وناشطات من مختلف مناطق المملكة للتعريف بثقافة القطيف والمنطقة وتصحيح الموروثات الثقافية السائدة، والاستضافات الموازية المتمثلة بزيارات العضوات لكل من الأحساء وجزان وجدة كرجع صدى للاستضافات التي قامت بها اللجنة، الجدير بالذكر أن زيارة العضوات لجازان تمت بدعوة من الإعلامية والكاتبة أسماء المحمد في مبادرتها "للإعلام وطن" للتضامن مع مخيمات الإيواء بجازان، وزيارة جدة كانت بترتيب من د. خديجة الصبان الناشطة والبارزة في مشروعها مراكز الأحياء بجدة ، وكلاهما ضيفتان سابقتان للقطيف.


وتخلل اللقاء مجموعة من المداخلات والإضافات التي أثرته ، أبتدأها الناشط الاجتماعي الأستاذ محمد مهدي عضو جمعية أم الحمام الخيرية بتأكيده التنوع المطلوب في تمثيل مناطق القطيف من قبل عضوات اللجنة، واستفسر عما إذا كان ذلك قائمًا في الوقت الراهن أم لا، وعبر عن شكره للجهود المبذوله من قبل اللجنة ودورها البارز بين مؤسسات المجتمع الوطني.
 
الزامل: ما عملته لجنة التواصل الوطني حتى الآن قد يكون نادر جداً إن لم يكن الأول من نوعه في العالم.


وأثرى عضو مجلس الشورى ورئيس جمعية العمل التطوعي الكاتب والمثقف الأستاذ نجيب الزامل اللقاء بإضافته حيث تحدث عن علم الانثروبولوجي أو علم الإنسان وعن أهميته، وهو العلم الذي يتيح لنا قياس مدى تطور الانسان وإيقاع التغير في المجتمع. وقال حسب تعبيره:"  ما عملته لجنة التواصل الوطني حتى الآن قد يكون نادر جداً إن لم يكن الأول من نوعه في العالم".
 موضحاً:" لأكون صريحا ً أكثر، فإن الأقليات في أي مجتمع عادة تطالب بالحقوق، تشتكي، تتذمر، ويكون لها هذا الحق لأنها تعاني من التمييز والضغط، بل بعض الأقليات في العالم كما رأينا ي أوروبا أو كندا مع توفر الأنظمة الديمقراطية في بلدانهم إلا أن بعضهم لا يطالبون بالحقوق فقط بل يطالبون بالاستقلال التام، قد تكون هذه أول بادرة -وأتمنى ألا أكون مبالغاً – في العالم حينما تبادر الأقلية وتشجع الأغلبية على التواصل، أن تطالب الأقلية بحقوق المجتمع ككل أو الوطن ككل. المفروض أن توضع في موسوعة غينيس كأول بادرة من نوعها من منظور علم الانثروبولوجي!!".


 وتحدث عن دور المرأة الملاحظ في نشاط اللجنة حيث قال:" الأمر الثاني والملاحظ أن الضغط مضاعف كأقلية نساء يعانين من الصورة النمطية على أنهم الأضعف والأقل دائماً، حتى أننا نلاحظ في أمريكا اللاتينية يوجد عندهم حركة شديدة جداً في محاربة الرجال، فعدما تطالب أقلية من النساء بتوحيد المجتمع ورأب الصدوع العميقة جداً في الجدار الوطني فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن العمل مميز ونابغ وهذا أقل ما يقال. وهذا النشاط الذي تتبناه اللجنة يضحد أسطورة كبيرة تقول بأن أهل القطيف متقوقعين ويرفضون التواصل مع الآخر، وأن الشيعة يكرهون السنة وما تتداوله مواقع وشبكات الانترنيت من أفكار وصور نمطية".
 
الخنيزي: فكرة المشروع حالة متقدمة في المنطقة ونأمل أن تستمر حالة التواصل


وذكر راعي ديوانية ملتقى الأربعاء الثقافي بالقطيف الكاتب والناشط الأستاذ نجيب الخنيزي:"بالرغم من حالة التمييز والقهر والاجحاف الموجه ضد مكون أو فئة ما سواء كانت أقلية أو مذهبية أو سياسية، فإن الشيء الإيجابي الذي ألمسه هو حالة من التوجه الوحدوي، وهذا يعني أن هناك سعي لتجاوز الحالة الانشطارية المتواجدة عميقا أينما توجهنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، نجد هذه الحالة من الانقسام الأفقي والعمودي والذي يشمل كافة الأبعاد والمستويات".


واستطرد موضحاً:" تعتبر فكرة المشروع حالة متقدمة في المنطقة ونأمل أن تستمر حالة التواصل ويواصل التركيز على المشتركات الوطنية، وكنساء ناشطات يعملن في هذا المجال، لا يمكن القول أن الحديث الوطني بعيد عن هموم وقضايا المرأة ، هناك شقان متعلقان بقضايا المرأة ، الأول مطلبي حقوقي والثاني التمييز الذي تعانيه المرأة في هذا الوضع الاجتماعي الذي يتسم بهيمنة ذكورية".
 
آل فريد: فالقطيف ليست حسينيات فقط، بل حضارة وانتماء


كما أكدت الكاتبة والناشطة عالية فريد أن الفضل يعود إلى سماحة الشيخ حسن الصفار في إرسائه لمثل هذه المبادرات ولكثير من المبادرات في المجتمع، كما ولا يستهان بحجم جهود لجنة التواصل الوطني التي ركزت في البداية على الجانب العقائدي وبشكل خاص وأعتقدت بأن العائق الرئيسي للانفتاح من الطرف الآخر هو التحسس الكبير من الموضوع العقائدي، وأردفت :"الآمال كبيرة والتطلعات أكبر ولا يتحقق ذلك إلا بفضل جهود وإضافات الجميع . فالقطيف ليست حسينيات فقط، والقطيف ليست شيعة فقط. القطيف حضارة ثقافة وتاريخ ووحدة وانتماء وولاء وأخوة وتسامح".
 
آل حبيل: التواصل مع الأطياف المختلفة بالقطيف مطلوب أيضاً.


وأشاد المشرف العام ورئيس التحرير لنشرة مساواة الناشط الحقوقي ذاكر الحبيل إلى الدور الكبير للجنة بعد الاحباط الذي كنا نعانيه سابقا لعدم وجود مقدمات في الساحة الوطنية بشكل أو بآخر. ونوه بضرورة عدم الاكتفاء بالتواصل مع الأطياف والأنداد من الطرف الآخر وإنما يشمل التواصل مع الأطياف المختلفة بالقطيف أيضاً.وركز على أهمية تعزيز الجانب الإعلامي في اللجنة وذلك عن طريق تأسيس موقع الكتروني يقوم بتغطية انشطتها واستعراض أهدافها بالإضافة إلى إعداد مطبوعات تقدم للضيفات في زياراتهن للمنطقة.


وختم سماحة الشيخ حسن الصفار اللقاء بتجديد شكره للجنة التواصل الوطني والحضور الكريم من ناشطين ومثقفين، متمنياً للجميع المزيد من التقدم والعطاء.