الشيخ الصفّار يُسجّل وقفة تأمل للمرأة في ذكرى أم المؤمنين خديجة
سجّل فضيلة الشيخ حسن الصفّار وقفة تأملٍ للمرأة في ذكرى أم المؤمنين السيّدة خديجة بنت خويلد ، مؤكداً أن بإمكان المرأة أن تقوم بدور عظيم في عصرنا الحاضر حين تقتدي بهذه المرأة العظيمة. مشيراً إلى دور السيدة خديجة في إرساء دعائم الإسلام، حيث صمدت مع رسول الله ، وجاهدت بأموالها في سبيل الله.
مضيفاً: في الوقت الذي تمتلك فيه النساء في الشرق الأوسط 22% من الثروات أي بما يُعادل 500 مليار دولار، فإن عليهنّ مسؤولية كُبرى تجاه الواقع الاجتماعي، فكم في المجتمع من حاجات وقضايا يُمكن للمرأة أن تُقدّم فيها معالجات قد يعجز عنها الرجال. مؤكداً أن الواقع المتحضّر والمتقدّم الذي تعيشه المرأة اليوم، إضافةً إلى الانفتاح الكبير، وتعدد وسائل وقنوات عمل المرأة، يجعلها أمام مسؤوليةٍ كُبرى تجاه واقع مجتمعها، كما أن المجتمع ينتظر منها دوراً رياديّاً عظيماً.
واستقرأ من سيرة السيدة خديجة دوراً عظيماً يُمكن للمرأة اليوم أن تقوم به إن تحلّت بمستوىً متقدمٍ من الوعي، فقد كانت السيدة خديجة الدرع الواقي والحصن الحصين لرسول الله ، كما كان أبو طالب المدافع الأول لرسول الله ضدّ مواجهات قريش. واليوم بإمكان المرأة أن تؤدي دوراً فاعلاً على هذا الصعيد.
وذكر الشيخ الصفّار في خطبة الجمعة 9 رمضان 1431هـ، جانباً من سيرة السيدة خديجة ، وشخصيّتها العظيمة، فقد كان لها السبق في اكتشاف شخصية رسول الله حينما كان يُتاجر بأموالها، وكان لها السبق في الإيمان به حينما بُعث بالرسالة، وكان لها السبق أيضاً حينما فدت بأموالها عن الإسلام، وجعلت جميع ما تملك تحت تصرّف رسول الله . وبذلك نالت محبّة رسول الله حتى أنه كان يذكرها طيلة حياته، فعن عائشة قالت: كان رسول الله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيُحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الأيام، فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها. فغضب حتى اهتزّ مقدّم شعره من الغضب، ثمّ قال: لا والله، ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذّبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء. قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيّئةٍ أبداً.
وختم الشيخ الصفّار الخطبة بخطاب روحي وجّه فيه المصلّين إلى اغتنام هذا الشهر الفضيل في حسن المراجعة للذات فبها يتعرّض الإنسان لرحمة الله تعالى وعفوه، يقول الإمام الباقر : «تعرّض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظُلم»، ملفتاً الإنتباه إلى أن هذه الرواية تضع أمام الإنسان مصطلحاً مهماً في الإسلام، وهو: مصطلح المناجاة، حيث يخلو الإنسان بربّه في جنح الليل، فيدعوه ويعترف بذنوبه وخطاياه ملتمساً وراجياً من الله العفو والمغفرة، مؤكداً أن شهر رمضان من أفضل الأوقات للمناجاة والدعاء، فهو شهر الدعاء والتقرّب إلى الله. مضيفاً: وهذه هي سيرة أئمتنا فعن أبي الدرداء قال: شهدت عليّ بن أبي طالب بشويحطات النجّار، وقد اعتزل عن مواليه، واختفى ممن يليه، واستتر بمغيلات النخل، فافتقدته، وبعد عن مكانه، فقلت: الحق بمنزله، فإذا أنا بصوتٍ حزين، ونغمٍ شجي، وهو يقول: «إلهي كم من موبقةٍ حلمتَ عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرةٍ تكرّمتَ عن كشفها بكرمك. إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤملٌ غير غفرانك، ولا أنا براجٍ غير رضوانك».