تصريحات خامنئي.. قناعة راسخة.. أم تقية وتكتيك سياسي؟!
بمشاركة الشيخ محمد الصفار وبعض العلماء والمثقفين من الشيعة والسنة، نشرت جريدة المدينة – ملحق الرسالة، يوم الجمعة 7/11/1431هـ الموافق 15/10/2010م العدد 17341 تحقيقا للاستاذ: مصطفى أبو عمشة بعنوان: تصريحات خامنئي.. قناعة راسخة.. أم تقية وتكتيك سياسي؟!
جاء فيه:
بعد تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي والذي أكدّ فيها تحريم الإساءة إلى زوجة النبي صلى الله عليه وسلم السيد عائشة، أو النيل من الرموز الإسلامية لأهل السنة والجماعة، خرجت أصوات متباينة، بعضها مؤيد لهذه التصريحات، والبعض الآخر مشكك فيها، فالفريق الأول عبر عن ارتياحه لها واعتبرها أنّها من الممكن أن تسهم في سد الفجوة أو الثغرة بين كلا الطرفين، أما الفريق الثاني فقد عبّر عن تشكيكه في هذه التصريحات مؤكدين أنّها لا تعدو أن تكون دعاية لتهدئة الرأي العام الذي أعقب تصريحات ياسر الحبيب أحد مرجعيات الشيعة الذي يعيش في لندن، فهل ما قاله خامنئي قناعة راسخة.. أم مجرد محاولة للالتفاف على ردود الأفعال؟ هذا ما نحاول البحث عن إجابة له من خلال استشراف آراء بعض المفكرين والعلماء من كلا الطرفين.
وهنا نص مداخلة الشيخ محمد الصفار:
من جانب آخر يثمّن الشيخ محمد الصفار المفكر الإسلامي دور الصحافة السعودية المحلية في إبرازها لردود الفعل الشيعي المستنكرة والرافضة للتعدي على زوج الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم التي بادر الوسط الشيعي - سواء من داخل المملكة أو خارجها - من علماء ورموز دينية وثقافية لإدانتها، ويقول: هذا التصرف الحميد من الصحافة ساهم في توضيح موقف الرأي العام الشيعي من زوجات الرسول دون استثناء، كما ساهم في تخفيف الاحتقان بين عامة الناس لما رأوه من رفض شيعي لتلك التفاهات التي مست الرسول الأكرم، وأؤكد أنّ كل الأديان والمذاهب والتوجهات الدينية والفكرية يوجد فيها العاقل والأحمق، ولا يمكن لأحد أن يستثني دينه أو مذهبه من وجود الحمقى.
وأضاف الصفار: ما تفضل به خامنئي لا شك أنه من صميم المذهب الشيعي، فهو في موقع الفقيه المؤتمن على حفظ المذهب ورعايته وسلامته، وهذا الموقع لا يسمح له بالمجاملة والمحاباة وتقديم السياسي على الديني، لأن ذلك قد يؤدي لانحرافات خطيرة بين أبناء وأتباع المذهب الشيعي، وهذا ما لا يحتمل السيد خامنئي ولا غيره تحمل وزره.
وحول مدى قبول هذه التصريحات من قبل السنة يرى الصفار أنّ أغلب السنة وكل عقلائهم سينظرون إلى تصريحات خامنئي بايجابية كبيرة، وسيفرقون بين عالم كبير كالسيد خامنئي والشيرازي الذي صرح يوم الأحد السابق قائلًا: “إننا لا نرتضي توجيه الإساءة إلى زوجات النبي، فهذه الإساءة موجهة للنبي الأكرم نفسه”، إضافة إلى غيرهما من علماء الشيعة وحفظة المذهب الذين بينوا مثل هذا الأمر، كما أنّهم لن يرجحوا آراء مغمورين ومجهولين على منطق أعلام مشهورين ومعروفين، ولن يؤاخذوا أمة بجريرة تصرف مسيء يصدر من هذا وذاك، كما أن الشيعة غضوا الطرف سابقًا عن بعض التوجهات المتطرفة من السنة والذين تعجبهم المعارك الطاحنة، ويرون أنفسهم وحضورهم من خلالها، ويسعون لتصفية حساباتهم مع دعاة التعايش (من السنة والشيعة)، وتوسيع الفجوة بين الطرفين.
ويختم الصفار بالقول: كل من يريد كرامة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وزوجاته، أن يبث الطمأنينة ويساهم في وضع الحلول، وينصف في كلامه ومواقفه، لا أن يشعل النار كلما خمدت وكأن له في أوارها مآرب.