الشيخ الصفار يدعو إلى حماية المجتمع بالإنفاق
أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على الحاجة إلى رفع مستوى الإنفاق والعطاء في العمل الخيري الاجتماعي فذلك هو الطريق لمواجهة التحديات والمشاكل، لان مجرد الدعاء والتمني والتذمر لا يحل المشكلة.
وأشار بأن عدم الإنفاق يعني هلاك المجتمع مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾. وقال بأن الإنفاق هنا يعني البذل بشتى أنواعه. مؤكدًا سماحته بأن الأنشطة الاجتماعية في منطقتنا تشكو من قلة البذل المالي.
وتساءل لماذا لا ننفق؟ أوليس في ذلك مصلحة وأجر في الدنيا والآخرة، وأن في ذلك حماية وقوة للمجتمع؟
وحول تساءل كثير من الناس عن أموال الخمس إلى أين تتوجه وأين تصرف؟ أجاب بأن هذه تساؤلات وجيهة، ولكن لا ينبغي المبالغة فيها.
كثير منا يتصور أن الأخماس عندنا ذات أرقام قياسية وخيالية، وهي خلاف ذلك. كما أنه يجب علينا معرفة مصارف الخمس، فالخمس الذي يدعم كثيرًا من المشاريع من أولويات مصارفه الحوزات العلمية وشؤون المرجعية.
وأشار بأن الحوزات العلمية ليس لها من يدعمها سوى الخمس، فليس هناك حكومة تتبنى الدعم المالي لهذه الحوزات.
وتساءل: من يصرف على الحوزات والتي تربي العلماء والمبلغين؟
وأكد سماحته أن التفكير الصحيح هو تشجيع حالة الإنفاق والبذل لدعم مختلف الأنشطة الاجتماعية.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 28/11/ 1431هـ في القطيف والذي كان موضوع خطبتها الأولى حول الروادع الإلهية وأنها لطف إلهي لتجنب المعصية. وقال سماحة الشيخ الصفار بأن من العوامل التي من شأنها أن تكون سببًا لهجر الذنوب والمعاصي: ادراك القبح والضرر حيث يعي الإنسان ضرر المعصية، ومنها الالتزام بأمر الله تعالى حتى لو لم يعرف المصلحة في ذلك، وكذلك تعذر المعصية، وأخيرًا وجود الرادع.
وأشار سماحته إلى أن العلة من خلق الإنسان هو تعريضه للابتلاء والامتحان لذلك لا مجال لأن يكون الرادع من قبل الله تعالى فوريًا في كل الحالات وإلا لم تتحقق فرصة الابتلاء والامتحان.
وأضاف لو كان ذلك لهلك الخلق. إشارة لقوله تعالى: ﴿ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة﴾. موضحًا بأن موعد العقوبة يكون في أجل مسمى عند الله تعالى.
وقال بأن أشد أنواع الامتحانات التي يواجهها الإنسان في هذا الصدد هو الاستدراج والإملاء حيث يظن الإنسان بأن أموره طبيعية ولا شيء فيها لعدم وجود الرادع.
مشيرًا إلى لطف الله تعالى بعباده يحث يدق لهم أجراس الإنذار لتنبيههم من غفلتهم، ومن ذلك الرؤية المحذرة التي يهيئها الله تعالى للإنسان لتكون نذيرًا عن المعصية. وكذلك العقوبة الدنيوية، بالإضافة إلى المصائب والمشاكل التي يبتلى بها الإنسان فقد تكون بسبب معصية ارتكبها وأراد الله تعالى أن ينبهه بها.
الحمد لله الذي أحاط علمه بالكائنات، وشملت رحمته جميع الموجودات، ووسع كرسيه الأرض و السماوات.
نحمده سبحانه على سوابغ نعمائه، ونشكره تعالى على قديم عطائه وتتابع آلائه.
ونشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لنا نورا في الظلمات، وسلما إلى علو الدرجات.
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله بـ أقوم الأديان، وأنزل عليه القرآن، وهدى به الناس إلى العدل والإحسان.
اللهم صل على محمد وآله أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام التقى.
عباد الله!
أوصيكم ونفسي قبلكم بتقوى الله ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرًا﴾.
هناك أسباب لابتعاد الإنسان عن الذنوب والمعاصي، ومنها:
ـ ادراك القبح والضرر: هناك من الناس من يتجنب الذنوب والمعاصي لوعيه بقبحها وضررها، فهو لا يقترف المعصية لأنه يعي أن ذلك شيء يضره ويؤذيه، تمامًا كما يتجنب الإنسان شرب الماء القذر، أو أكل الشيء الفاسد لأنه يدرك ضرره وتنفر منه نفسه.
ـ الالتزام بأمر الله تعالى: أهل الورع والتقوى يتجنبون المعصية التزامًا بأمر الله عز وجل، حتى لو لم يعرفوا العلة من هذا المنع، وما هي الفائدة وما هو الضرر. يسلمون بأمر الله عز وجل فينتهون لنهيه، ويلتزمون بما أمرهم به.
ـ تعذر القيام بالمعصية: وفي الناس من يتجنب المعصية لتعذرها عليه، وهذه درجة من درجات التوفيق. ورد عن الإمام علي : «من العصمة تعذر المعاصي».
ـ وجود الرادع: وفي الناس من يترك المعصية لوجود رادع فلا يمارسها، أو لا يستمر عليها وأكثر الناس هم من هذا الصنف.
والسؤال هنا: لماذا لا يكون الرادع من قبل الله تعالى فوريًا؟
والجواب أن هذا ينافي حكمة الله تعالى في خلق الإنسان ووجوده في هذه الحياة، فقد خلق الله الإنسان ليبتليه، وليمتحنه، وإذا أتته العقوبة فورًا فلا يكون هناك فرصة كافية للامتحان.
يريد الله تعالى من عباده أن يتجنبوا معصيته باندفاع من داخل أنفسهم, كما يريد تعالى ان تستمر أمور الحياة ضمن ممارسة الإنسان لحريته واختياره.
لذا شاءت حكمة الله عز وجل أن لا تكون الروادع فورية يقول تعالى: ﴿ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة﴾، إنه يمهل العاصين ليؤاخذهم في الوقت المناسب ﴿ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى﴾ وقت الردع قد يكون بعد الموت، أو أن معنى (أجل مسمى) أي محدد بوقت يخصصه الله تعالى وليست عقوبة فورية. الله عز وجل لا يخشى أن يفوته العاصي والقدرة ومجازاته، لأن ذلك من الضعف، تعالى الله عن ذلك، وكما ورد «إنما يعجل من يخاف الفوت». هناك يوم يحاسب الله فيه الناس ﴿فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرًا﴾ حينما يجتمع الخلق عند الله عز وجل فإن الله يعلم ما قدموا من خير وشر فيحاسبهم ويكافؤهم.
قسم من الناس حينما لا يجد ما يردعه، فإنه يستمر في المعصية، وهذا هو الامتحان الكبير، والذي يعبر عنه القرآن الكريم بالاستدراج و الإملاء، كما في قوله تعالى: ﴿والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين﴾.
وقد تشاء حكمة الله تعالى أن يكون هناك رادع بمثابة جرس إنذار يدقه لبعض العباد، وهذا من توفيق الله عز وجل. ومع أن هذا الإنذار هو لطف إلهي، لكن البعض من الناس ينزعج من هذا الرادع. ألا ترى كيف تزود بعض السيارات بجهاز إنذار للتنبيه عند تجاوز السرعة، لكن بعض الناس يزعجه هذا الصوت فيعمد إلى إخماده.
ومن لطف الله تعالى بعباده، فإن طرق الإنذار منه عز وجل متعددة، ومن تلك الطرق:
ـ الرؤية المحذرة: بأن يهيئ الله تعالى حلمًا مخيفًا يحمل إشارات معينة للشخص العاصي أو الذي ينوي المعصية حتى يتعظ وينزجر. ورد عن الإمام الصادق : «إذا كان العبد على معصية الله عز وجل وأراد الله به خيرًا أراه في منامه رؤيا تروعه فينزجر بها عن تلك العصية». أخبرني أحد الأشخاص أنه كان ذات مرة في سفر مع بعض الشباب وكانوا ينوون ارتكاب أعمال سيئة لكنه رأى في المنام وكأنه أمام حريق رهيب, والنار تقترب منه, فأعتبر ذلك إنذاراً وقرر التراجع عما كان ينوي فعله من عمل حرام.
ـ العقوبة الدنيوية: ومن أجراس الإنذار الإلهية، مواجهة العقوبة الدنيوية جزاء المعصية. حيث ان من يعصي ويرى أنه ليس هناك ما يردعه، ولا يشعر بمن يراقبه فإنه يستمر في عمل المعصية، ولكن من يتعرض للعقوبة فإنه يعيد النظر في توجهاته وسلوكه. وهذه هي فلسفة الحدود والتعزيرات وأنظمة العقوبات. ولهذا حينما تنتفي العقوبات أو تخف في مجتمع فإن الأمن ينعدم وهذا ما نلحظه فعلاً من كثرة الجرائم بسبب ضعف الرقابة والردع, حيث تسمع عن القبض على مجموعة من المجرمين وثبوت التهمة عليهم، ولكن سرعان ما تسمع أنه تم إطلاق سراحهم بالكفالة، أو بالواسطة، وهذا أمر يشجع على الإجرام، فينعدم الأمن في المجتمع.
ـ المصائب الدنيوية: كذلك مما ينذر الله تعالى به عباده وقوع الإنسان في مشكلة ما حيث يصاب الإنسان بخسارة مالية، أو مرض، أو فشل، أو أي شيء يعكر صفو حياته ويعترض طريقه، فإن ذلك ربما تكون عقوبة لمعصية، عجّلها الله في الدنيا. وهذه من نعم الله عز وجل كما جاء عن الإمام الصادق : «إذا أراد الله بعبد خيرًا عجّل عقوبته في الدنيا، وإذا أراد بعبد سوءًا أملى عليه ذنوبه حتى يوافى بها يوم القيامة». كما نقرأ في دعاء كميل: «اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم, اللهم اغفر الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء».
وقوع الإنسان في مشكلة قد تكون جرس إنذار وهذه نعمة من الله وعليه أن يتنبه لها. صحيح أن أي مشكلة تسبب إزعاجاً، ولكن إذا انتبه الإنسان أن هذا جرس إنذار، وابتعد عن المعصية وتاب منها فإنه سيعلم أن ذلك كان خيرًا له. ورد عن الإمام أمير المؤمنين : (واعلموا أن ما نقص من الدنيا وزاد في الآخرة خير مما نقص من الآخرة وزاد في الدنيا. فكم من منقوص رابح، ومزيد خاسر). على الإنسان ألا يغتر لعدم نزول العقوبة فكما يقول الإمام علي : «كم من مستدرج بالإحسان إليه، ومغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه، وما ابتلى الله سبحانه أحدًا بمثل الإملاء له».
نسأل الله أن ينبهنا من نومة الغافلين، وأن يجعلنا من التائبين إنه سميع الدعاء قريب مجيب.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾.
حينما يواجه المجتمع تحديات ومعوقات ولا يهتم بمواجهتها والتصدي لها، فإنه يحكم على نفسه بالدمار والهلاك، لأن الإغضاء عنها وإهمالها يزيد من انتشارها وتفاقم أخطارها. اللامبالاة بحل المشاكل يعتبر نذير هلاك للمجتمع. والسؤال هنا كيف يواجه المجتمع المشكلات؟
إن أهم ما يواجه به مشكلات المجتمع هو الإنفاق. والإنفاق يعني البذل لحل المشكلات، فمجرد الدعاء والتمني والتذمر لا يحل المشكلة، ﴿وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ هنا ربط بين الإنفاق وبين إلقاء النفس في الهلاك. والإنفاق لا يعني البذل المالي فحسب، بل يعني كل ما له ربط بحل المشاكل وازدهار المجتمع، من بذل الجاه، والفكر، والوقت والجهد وغير ذلك.
في مجتمعاتنا نواجه تحديات خطيرة سيما التي تتمثل في السلوكيات المنحرفة لبعض أبناء المجتمع, هذه المشاكل والتحديات تواجه بالمشاريع والدراسات لمعالجة الأمر، وإلا فسوف تولد إجرامًا وأخطارًا وخيمة، فلا بد من الإنفاق والعطاء ودعم البرامج الاجتماعية المختلفة.
قد تُدعم الأنشطة الدينية بشكل ما، ولكن ماذا عن دعم الأنشطة الاجتماعية كالأندية الرياضية والمهرجانات الاجتماعية, والفاعليات الفنية المختلفة؟
البعض من الناس كثيرًا ما يفكر أمام حدوث الجرائم والمشاكل في الردع أو التوجيه، فينادي بسن العقوبات، ويطالب الخطباء والوعاظ بالحديث على المنابر، ولكن هذه الأمور وحدها لا تكفي. في رحلتي الأخيرة إلى أمريكا حدثني أحد الأصدقاء في هيوستن بولاية تكساس وهو مهندس حاصل على درجة الدكتوراه ويعمل في إحدى الشركات الهندسية، يقول: إنه في عمله في الشركة عرض عليه كغيره أن يتطوع ببضع ساعات في الأسبوع لزيارة بعض المدارس من أجل الاهتمام بمشاكل المراهقين ومن لديهم سلوكيات خاطئة، وهذه الساعات التطوعية محسوبة من وقت الشركة.
هكذا يهتم ذلك المجتمع بكل فرد من أفراده، ويخطط لنجاحه، فأين برامجنا نحن؟ نحتاج إلى برامج ومشاريع لتغيير واقعنا. في الأسبوع المنصرم كان في القطيف اجتماع للجان المهرجانات في المنطقة، وكلها كانت تشكو من قلة الدعم المالي! لماذا لا ننفق على هذه المهرجانات وفيها شغل لوقت الشباب، وتنمية مواهبهم، وإبراز طاقاتهم؟ فلماذا لا ندعمهم؟
وكثيرًا ما تطرح مسألة الخمس عند الحديث عن البذل المالي، هذه نقطة مهمة ووجيهة، ولكن لا ينبغي أن نبالغ فيها، فكثير منا يتصور أن الأخماس عندنا ذات أرقام قياسية وخيالية، وهي خلاف ذلك. كما يجب علينا معرفة أولويات مصارف الخمس عند العلماء، فالخمس الذي يدعم كثيرًا من المشاريع من أولويات مصارفه الحوزات العلمية وشؤون المرجعية. حوزاتنا العلمية ليس لها من يدعمها سوى الخمس، فليس هناك حكومة تتبنى الدعم المالي لهذه الحوزات. في حوزة النجف الأشرف ما يقارب العشرة آلاف طالب، وفي حوزة قم المقدسة ضعف هذا العدد وكذلك الحال في كثير من الحوزات العلمية في مختلف المناطق والبلدان. بعض المراجع كان يقترض لتغطية الرواتب الشهرية للطلاب، كما كان المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره).
نحن معنيون بالحاجات الأخرى والخمس لا يفي بها كلها، فلابد من التبرع ومضاعفة الإنفاق. ينبغي أن نعتب على أنفسنا تجاه قلة الدعم المالي، وأن يكون دعمنا سخياً. في الصين أكد (شين جوانج بياو) رجل الأعمال الصيني المعروف بتبرعه للأعمال الخيرية، أن أكثر من مائة من رجال الأعمال الصينين استجابوا لدعوته بتقديم كل ثروتهم الشخصية للمجتمع. وكان شين جوانج بياو قد تعهد بأنه سيتبرع شخصيًا بجميع ثروته البالغة ما يعادل 735 مليون دولار أمريكي للأنشطة الخيرية بعد وفاته، وضمن تعهده هذا في خطاب بعث به للمليارديرين بيل جيتس، ووارين بافيت: استجابة لدعوتيهما للأثرياء بالتبرع لأعمال الخير. وكان شين وهو رئيس شركة لتدوير الموارد في محافظة (جيانجسو) في شرق الصين، قد قدم تبرعات خيرية تعادل 197 مليون دولار خلال السنوات العشر السابقة، وتبرع العام الماضي وحده بما يعادل 47 مليون دولار مثلت 77,60% من أرباح شركته لذلك العام.
وفي أمريكا قام المليارديراين: بيل جيتس ووارين بافيت بدعوة أثرياء العالم أن يتبرعوا بما لا يقل عن 50 في المائة من ثرواتهم للأعمال الخيرية. وهما يعتقدان أن الأشخاص الأغنى في العالم يستطيعون أن يقضوا على الكثير من المشاكل التي يعانيها العالم من خلال أعمال البر والإحسان وقد استجاب لدعوتهما 40 مليارديراً لحد الآن.
وينقل المرجع الراحل الشيرازي رحمه الله في كتابه (أنفقوا لكي تتقدموا) قصة عن أحد التجار أنه لما مرض مرض الموت طلب دفتر حساباته, وأحرق الأوراق التي سجلت فيها طلباته من الناس. قيل له: لماذا تفعل هكذا؟ قال: حتى لا يطالب الغرماء بعدي, فإن الله تفضل عليّ بالمال والعمر وكل شيء, فلماذا يبتلى بي بعد موتي المديونون؟
ونقل كذالك عن المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي (رحمه الله) أنه لما حضرته الوفاة, حضره جمع من خواصه, وفيهم أحد التجار الذي استدان الميرزا منه مالاً لسد العجز في ميزانيته, وكان الميرزا قد أغمض عينيه, ففتحهما وإذا به يرى الحاضرين وفي جملتهم التاجر الدائن, وكان التاجر ينظر إلى الميرزا, قال له الميرزا: أنا اعلم فيما ذا تفكر أنت, انك تفكر في إني لو مت فمن يقضي دينك من بعدي؟ ولكن هل تعلم فيما ذا أفكر أنا؟ أنا أفكر في انه لو قال لي الله سبحانه: انك كنت تقدر ان تقترض قروضاً أخرى, وتخدم بها الإسلام وتفرقها في المحتاجين, فلماذا لم تفعل؟ فماذا يكون جوابي؟
وذكر أيضاً (رحمه الله) في نفس الكتاب أن السيد المرجع أبو الحسن (رحمه الله) توفي وهو مديون, وكذلك المرجع آقا حسين القمي (رحمه الله) توفي وهو مديون أيضاً.
إن رجال الأعمال في مجتمعنا مطالبون بتحمل المسؤولية بشكل أكبر تجاه مجتمعهم, ليعيشوا في محيط اجتماعي مستقر آمن, ولينالوا رضا ربهم, وجزيل الأجر والثواب في الآخرة.
«الخطبة الثانية: انفقوا لحماية المجتمع»
«الخطبة الأولى: روادع المعاصي لطف الهي»