الشيخ الصفار يُجدد طباعة كتابه: شهر رمضان والانفتاح على الذات
اسم الكتاب: شهر رمضان والانفتاح على الذات
اسم المؤلف: سماحة الشيخ حسن موسى الصفار
فهرسة: مكتبة الملك فهد الوطنية
دار النشر: مطابع الرجاء (المملكة العربية السعودية – الخبر)
الطبعة: الأولى – 1425هـ
عدد الصفحات: 70 صفحة
جدد سماحة الشيخ حسن موسى الصفار طباعة كتابه: شهر رمضان والانفتاح على الذات، وذلك مع إطلالة شهر رمضان المبارك. ويضم الكتاب أربعة فصول:
الفصل الأول: شهر رمضان والانفتاح على الذات.
يؤكد الشيخ الصفار في هذا الفصل على ضرورة أن تكون للإنسان مكاشفةٌ مع نفسه لينفتح على ذاته، وليسبر غورها، ويلامس خباياها و أعماقها. مبينناً أن أكثر الناس لا يقفون مع ذاتهم وقفة تأمل وانفتاح لأسباب أهمها ما يلي:
أولاً: الغرق في الانشدادات الحياتية العملية.
ثانياً: وهو الأهم، أن وقفة الإنسان مع ذاته تتطلب منه اتخاذ قرارات تغييريه بشأن نفسه.
ويستعرض جملةً من التعاليم الإسلامية التي تحمل دعوة مكثفة للانفتاح على الذات ومحاسبتها، بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية، والانشغالات الحياتية التي لا تنتهي. ومنها الحديث الوارد عن رسول الله أنه قال: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا.»
ويُضيف أن شهر رمضان هو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً ففيه «تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات» وفي الحديث عن رسول الله أنه قال: إن الشقي من حرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم.
وأكد أن إن حاجة الإنسان إلى التأمل والمراجعة لها أهمية قصوى في أبعاد ثلاثة:
البعد الأول: المراجعة الفكرية.
البعد الثاني: المراجعة النفسية.
البعد الثالث: المراجعة الاجتماعية والسلوكية.
الفصل الثاني: شهر رمضان وعاداتٌ خاطئة.
يُقدم الشيخ الصفار في هذا الفصل مقارنةً بين ما هو واقع وبين المفروض في التعامل مع هذا الشهر العظيم الذي هو سيد الشهور كما يصفه رسول الله ، مقدماً ذلك بذكر خصائص وفوائد هذا الشهر الفضيل في مختلف الجوانب الحياتية.
ويقول بعد ذلك: وما يؤسف له هو نمو بعض العادات الخاطئة والحالات السلبية التي تجهض آثار الصوم وتقلل الاستفادة من بركات الشهر الكريم.
ثم يسلط الأضواء على ظاهرتين سلبيتين تنتشران في أغلب أوساط الصائمين فتسبب حرمانهم من الاستفادة المطلوبة من عطاء هذا الشهر المبارك.
أولاً: لا للكسل والخمول.
يستغرب الشيخ الصفار من انتشار حالة الخمول والكسل على الكثيرين نهار شهر رمضان في حين هذا التعاليم الإسلامية تقدم برامج مكثفة من الأعمال العبادية في شهر رمضان
- فهناك أوراد وصلوات مستحبة كثيرة.
- وأدعية متنوعة لأيام وليالي هذا الشهر.
- وقراءة القرآن يستحب زيادتها ومضاعفتها.
ويضيف الشيخ الصفار أن شهر رمضان لا يُمثل فرقاً عن بقية أيام السنة عند طبقة واسعة في المجتمع حيث كان الإنسان طوال السنة، يأكل ويشرب أثناء النهار، ويمتنع عن الأكل والشرب عند نومه في الليل، فإنه في هذه الحالة يعكس برنامجه، فيأكل ويشرب أثناء الليل ويمتنع عن الأكل وهو نائم في النهار فما الفرق إذاً؟
ثانياً: انطلاق شهوة الطعام.
بعد أن يطرح الشيخ الصفار أجلى فوائد الصوم الظاهرة تربية الإنسان على التحكم في شهوة الطعام، ذلك أن هناك مستويين في تناول الإنسان للطعام.
المستوى الأول: حاجة الجسم إلى الغذاء.
المستوى الثاني: حالة الرغبة والشهوة.
يؤكد أن الشهر الكريم أصبح موسماً للأكل وانطلاق شهوة الطعام! وما أن يحين وقت الإفطار حتى يندفع الإنسان للمائدة بنهم وشره وكأنه ينتقم لبطنه من فترة صومه!!
ويُضيف ينبغي أن نتدرب في شهر رمضان على الانضباط الغذائي، لنستفيد من فريضة الصوم العظيمة.
الفصل الثالث: ليلة القدر قرارات التحول والتغيير.
يتحدث الشيخ الصفار في هذا الفصل عن أهمية ليلة القدر، فعن ابن عباس «إن اللَّه يقدر ما يكون في كل تلك السنة من مطر ورزق وإحياء وإماتة إلى مثل هذه الليلة من السنة الآتية»، مضيفاً أن الأجواء الروحية العظيمة التي تكتنف هذه الليلة، لتزيد من حظوظ الإنسان في اتخاذ قرارات مصيرية صائبة موفقة.
ويشير إلى فلسفة الاستغفار الذي هو من أبرز أعمال هذه اللليلة العظيمة، مشيراً أن صدقية الاستغفار ـ في الحقيقة ـ مرهونة باشتماله على خطوتين رئيسيتين هامتين:
الأولى: اكتشاف الخطأ، والإقرار بوجوده، وأنه خطأ لا يجوز الاستمرار عليه.
الثانية: التصميم على الإقلاع عنه والتخلص منه.
ويؤكد على ضرورة أن يتخذ الإنسان المسلم في هذه الليلة قرارات إرادية قوية من أجل تصحيح الأخطاء التي يقع فيها بعد أن يقوم بمكاشفة صريحة مع نفسه. ويُضيف: إن الأدعية التي يقرأها المؤمن في هذا الشهر الكريم ليست هي بذاتها ـ كما يظن البعض ـ العلة التامة لحصول المغفرة، بل إنها وسيلة لتذكير الإنسان، وصرخة لدفعه، وأرضية روحية تهيؤه للتغيير والتحول، فإن كان ثمة خطأ يحتاج إلى التغيير فليكن قرارك الآن بتغييره.
ويؤكد إن تلاوة القرآن وقراءة الأدعية المأثورة، والوعي بقيمة الزمن المبارك كليلة القدر، كل ذلك يحفز إرادة الإنسان، ويستنهض شجاعته، ويستثير ثقته بنفسه، ليتخذ القرارات الصعبة التي يغيّر بها، الخطأ من عاداته وممارساته.
كما أن للأجواء المحيطة بالإنسان أن كانت صالحة أثراً كبيراً في مساعدته على التحّول إلى الخير والصلاح. وعلى العكس من ذلك لو كان ضمن أجواء سلبية فاسدة، فليكن قراره الأول هو مغادرتها والتخلص منها.
الفصل الرابع: في عيد المحبة والصفاء لا للخصومات.
يؤكد الشيخ الصفار أن الخصومات تعكر صفو حياة الأفراد، وتزوّر من اهتمامات المجتمع، وتزّيف من توجهاته. مضيفاً أن سببها قد يكون الاعتداء على الحقوق أو وهم الاعتداء.
ويقول: يمكن تصنيف الخصومات والعداوات إلى نوعين:
- خصومات دينية.
- خصومات مصلحية لنزاع على مال أو موقع أو لذة.
ويُضيف: في الحقيقة أننا حينما نتتبع أحكام الشريعة نجد أنه لا يوجد ما يبرر الخصومة في الدين على الإطلاق وذلك:
أولاً: إن الدين شأن قلبي ولا يمكن إخضاع الناس لعقيدة ما.
ثانياً: أن الخيار الوحيد المتاح للإنسان من أجل إقناع الغير بما يعتقد به هو ويراه صحيحاً هو الحوار والمجادلة.
ثالثاً: إذا كان يجوز لك أن تعادي الناس وتخاصمهم لأنهم تمسكوا بقناعاتهم دون قناعتك.
ويؤكد أن الخصومة إذا كانت مع أصحاب الديانات الأخرى مرفوضة، فهي مع أصحاب المذاهب الأخرى في الدين الواحد أولى بالرفض.
وعالج الشيخ الصفار موضوع العيد وثبوته من الناحية الفقهية، وأكد على الأمور التالية:
1- الاهتمام بموضوع الاستهلال.
2ـ أن يدلي من رأى الهلال بشهادته عند كل العلماء المتصدين في بلده ولا يقتصر على الذهاب لبعضهم دون البعض.
- أن ندفع ونشجع باتجاه أن يلتقي العلماء المتصدين لإثبات الهلال مع بعضهم ويتشاوروا فيما بينهم لاتخاذ موقف موحد يريح الناس من عناء الاختلاف.
4- أن تحترم كل جهة رأي الجهة الأخرى عند الاختلاف في ثبوت الهلال فمن افطر أو صام فذلك تكليفه الشرعي بينه وبين ربه.
5- أن ننشر ثقافة التسامح، وتعاليم الإسلام في حسن العشرة والتعامل مع الناس وإن اختلفوا في أديانهم ومذاهبهم وآرائهم وانتماءاتهم.
واختتم الشيخ الصفار الفصل باستعراض نماذج من الرويات التي تنهى عن الخصومة بشكلٍ عام، والخصومة في الدين بشكلٍ خاص، ومنها الحديث عن الإمام الصادق إذ يقول: «إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب عن ذكر اللَّه عز وجل وتورث النفاق وتكسب الضغائن.» ويُضيف: في هذه الروايات إشارة إلى مضاعفات الخصومة في الدين فهي:
أ - تؤذي الإنسان نفسياً (ممرضة للقلب).
ب- تسبب الأحقاد والعداوات في المجتمع (تكسب الضغائن).
جـ- تشغل الإنسان عن الاهتمامات الحقيقية (تشغل القلب عن ذكر اللَّه).