الشيخ الصفار يؤكد حقّ المرأة للمشاركة في قضايا الشأن العام
أكّد فضيلة الشيخ حسن موسى الصفار على أحقّية المرأة للمشاركة في قضايا الشأن العام، مستنكراً حالة التهميش التي تطال المرأة في جوانب متعددة، معتبراً ذلك من رواسب الجاهلية. وأبدى تأييده لمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية والبرلمالية وفي أي شأنٍ من شؤون الحياة العامّة مثلها كالرجل تماماً.
وعبّر عن استيائه لما تُعانيه الفتيات في مجتمعنا من ظواهر الابتزاز والهروب والانتحار، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالبنات وإشباعهنّ عاطفياً وملئ فراغهنّ وتنمية طاقاتهنّ.
ولفت الانتباه إلى أن هذه القيم السامية إنما هي من صميم الرسالة الخالدة للنبي الأكرم ، ويُمكن استلهامها من تلك الأحاديث المتواترة في حقِّ سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء والتي تعيش الأمة هذه الأيام ذكرى التحاقها بالرفيق الأعلى.
وأفرد الشيخ الصفّار مجموعة من الأحاديث التي تُبيّن عظمة ومكانة السيّدة الزهراء من رسول الله ، وتؤكد صحّة وأحقّية مواقفها في التاريخ الإسلامي وأنها إنما تنطق عن الحق. ومن جملة تلك الأحاديث: قول رسول الله : «إنما فاطمة بضعةٌ منّي، يؤذيني ما آذاها، ويُنصِبُني ما أنصَبها»، وعنه : «أحب أهلي إليّ فاطمة»، وعنه : «نزل ملكٌ من السماء فاستأذن الله أن يُسلّم عليَّ، فبّشرني أن فاطمة سيّدة نساء أهل الجنة»، وعن عائشة أنها قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله ، وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها، وقام فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه. وزاد الحاكم في روايةٍ أخرى: وكانت إذا دخل عليها رسول الله قامت إليه مستقبلة وقبّلت يده. وعن عمر بن الخطاب أن النبي قال لفاطمة : فداكِ أبي وأمي.
وأضاف الشيخ الصفار: إن هذه الأحاديث تُقدّم لنا منهجاً في التربية السليمة للبنات، كما أنها تُعزز من موقعيّة المرأة في مقابل تلك النظرة الدونية التي كانت تُلاحقها في الجاهلية، وذكر عدداً من الروايات التي تؤكد هذه الرؤية الإسلامية، ومنها: عن ابن عبّاس أنه قال: قال رسول الله : «من دخل السوق فاشترى تُحفةً فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقةٍ إلى قومٍ محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور»، وورد عن الإمام موسى بن جعفر أنه قال: «من يُمن المرأة أن تكون بكرها جارية».
وفي سياقٍ آخر من خطبة الجمعة 11 جمادى الأولى 1432هـ وجّه الشيخ الصفار خطاباً وعْظياً حثّ فيه المصلّين على تنقية القلوب من ملوّثات الأحقاد والضغائن، فالحقد يُعذّب النفس ويُضاعف الهمّ. وأكد أن من طبيعة العلاقات الإنسانية أن يشوبها ما يُثير الانزعاج ويُسبب الاستياء، ولا يُمكن منع الاحتكاك بين الناس، كما لا يُمكن منع تفاعل مشاعر الإنسان وأحاسيسه، إلا أنه يُمكن التحكم في حجم ردّة الفعل والمدى الزمني لتفاعل المشاعر. واستحضر عدة روايات تُعالج هذه الحالة، ومنها: عن الإمام علي أنه قال: «من اطّرح الحقد استراح قلبه ولبّه». وعن الإمام الصادق أنه قال: «حقد المؤمن مقامه، ثمّ يُفارق أخاه فلا يجد عليه شيئاً».
وختم الشيخ الصفار الخطبة ببيان حال المؤمنين في الجنة وكيف أنهم ينعمون بصفاء القلوب، يقول تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر، 47]. مؤكداً أن أمثال هذه الآية الكريمة إنما هي لتشويق المؤمنين للجنة، كما أنها دعوة صريحة للمجتمع الإيماني بأن يسعى لتحقيق تلك الصورة المشرقة كواقع اجتماعي يعيشونه في الحياة الدنيا.
«الخطبة الأولى: كيف ننزع الغل من الصدور»
«الخطبة الثانية: بهجة قلب المصطفى»