الأيام البحرينية: نحو تقارب أفضل بين دعاة السلفيــــة والشيعــــة والأباضيـــة

جريدة الأيام البحرينية عبدالله آل سيف

نشرت صحيفة الأيام البحرينية مقالاً بعنوان: نحو تقارب أفضل بين دعاة السلفيــــة والشيعــــة والأباضيـــة، لكاتبه: عبدالله آل سيف، في عدد يوم الجمعة غرة شهر رمضان 1425هـ (15 أكتوبر 2004م).

وهذا نص المقال:


هناك دعوة خالصة لله حمل لواءها الشيخ حسن موسى الصفار المواطن السعودي‮ ‬والذي‮ ‬ينتمي‮ ‬الى المنطقة الشرقية هذه الدعوة هي‮ ‬دعوة ايمان ودعوة مواطنة حقة ودعوة خالصة لله تعالى وهي‮ ‬دعوة فهم أفضل بين أبناء الدين الواحد وهم السلفيين والشيعة‮.‬

فكم سفكت من دماء وكم هتكت من اعراض وكم هدمت من مساجد ومقامات اسلامية وكم نهبت من دور عبادة بل واحرقت نتيجة لأفكار وآراء متشددة عمياء ذات دوافع شيطانية الا انها للأسف تضفي‮ ‬على نفسها صفة الاسلام،‮ ‬امعانا في‮ ‬الاساءة الى هذا الدين القويم وما‮ ‬يحدث في‮ ‬البلد المسلم باكستان ليس ببعيد‮.‬

انها ارادة الله التي‮ ‬أوجدت أديانا متعددة ومذاهب شتى منها ما‮ ‬يدعو الى الله ومنها ما‮ ‬يدعو الى الله والى‮ ‬غير الله ومنها ما‮ ‬يدعو الى الشيطان،‮ ‬وهذه ارادة الشياطين‮. ‬انها ارادة الله التي‮ ‬أوجدت الاسلام،‮ ‬دين الفطرة ودين التسامح ودين الوسطية،‮ ‬ودين الاعتدال،‮ ‬ودين التطور والمدنية والحضارة هذا الدين الذي‮ ‬عاش في‮ ‬العصور الوسطى حيث عهد النبوة والخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين والفاطميين والايوبيين والمماليك والاتابكة،‮ ‬حتى العصر الحديث حيث الدولة العثمانية والى‮ ‬يومنا هذا حيث العصرنة والحداثة وعصر دولة المؤسسات‮.‬

انه دين لكل زمان ومكان ولكل شعوب وأمم العالم ولم‮ ‬يضق صدره قط بالآخرين،‮ ‬وانما ضاقت صدور بعض من حملوه ويحملونه‮.‬

ضاقت صدور من تمسكوا بالقشور وتركوا اللباب،‮ ‬تمسكوا بالمظهر وتركوا الجوهر‮.‬
ولو تمسكوا بروح الاسلام وأهدافه السامية التي‮ ‬غرسها النبي‮ ‬محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حيث‮ ‬يأتيه الكافر أو المشرك فينطق بالشهادتين‮ »‬لا إله إلا الله،‮ ‬محمد رسول الله‮« ‬فيعتبره مسلما،‮ ‬له ما للمسلمين وعليه ما عليهم،‮ ‬لاحظ قارئى الكريم ان هذا الرجل او تلك المرأة‮ ‬يدخلان في‮ ‬حياض الاسلام وفي‮ ‬كنف الاسلام قبل ان‮ ‬يتعلما الصلاة او احكام الصيام او اداء مناسك الحج او اداء الزكاة ويقول رسول الرحمة والمحبة والألفة والتسامح نحن علينا الظاهر اما الباطن واما ما في‮ ‬القلوب،‮ ‬واما ما في‮ ‬السرائر فيتركه لله جلت قدرته وجلت حكمته‮.‬

هكذا نما الاسلام وترعرع،‮ ‬بهذه الروح التي‮ ‬تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تنفر‮.‬

كان بإمكان النبي‮ ‬الكريم أن‮ ‬يثأر وينتقم ويقتص ممن آذوه وأذلوه وحاربوه وقتلوا أهله وأصحابه وأحبائه حيث كان بمقدوره أن‮ ‬ينتقم من مشركي‮ ‬قريش إلا انه لأنه نبي‮ ‬الله،‮ ‬نبي‮ ‬التسامح،‮ ‬نبي‮ ‬الرحمة والانسانية فقد قال لهم روحي‮ ‬له الفداء‮: ‬اذهبوا فانتم الطلقاء،‮ ‬اذهبوا لا تثريب عليكم اليوم،‮ ‬اذهبوا فإن الاسلام‮ ‬يجب ما قبله،‮ ‬والايمان درجات ولأجل ذلك قال فاليعمل العاملون‮.‬

وهذا الخلق هو ما‮ ‬يحاول ان‮ ‬يسير عليه شيخنا الجليل حسن موسى الصفار الذي‮ ‬اطلق دعوته للتقارب بين السلفيين والشيعة وليت سماحته دعا أيضا الى التقارب بين اخوتنا في‮ ‬الاسلام اباضية عمان الشقيق لأن الاسلام لن ولن‮ ‬يقوم الا على هذه الطوائف الثلاث وهي‮ ‬السنة بما فيهم من سلفيين الذين‮ ‬يمثلون مادة الاسلام وجسده والشيعة الذين‮ ‬يمثلون جناحه الأيمن والاباضية الذين‮ ‬يمثلون جناحه الأيسر،‮ ‬ولن‮ ‬يطير طائر دون جناحيه‮.‬

نعم أيها القارئ الكريم ان امكانية تحسن العلاقة بين اخوة الاسلام وخصوصا بين السلفيين والشيعة والاباضية ممكن وليس على الله وعلى محبي‮ ‬هذه الامة أحباب الله ورسوله والمؤمنين،‮ ‬ببعيد وذلك اذا ترك كل طرف التعصب البغيض والصرامة والتشدد والمشاحنات،‮ ‬وليتحاوروا بالتي‮ ‬هي‮ ‬أحسن،‮ ‬وليتناقشوا بالتي‮ ‬هي‮ ‬أحسن،‮ ‬وليتجادلوا من خلال أدب الحوار وأدب النقاش وأدب المجادلة وليبعدوا الشيطان عن اطارهم وليضعوا الله جلت قدرته نصب أعينهم،‮ ‬لأني‮ ‬اعتقد كل عمل خير وكل دعوة خير وكل فعل خير هو من الله جل وعلا وكل تكفير وكل اقصاء وكل اثارة طائفية وكل تحقير وكل تمييز وكل نظرة دونية هي‮ ‬افعال واقوال شيطانية ومن النفس الامارة بالسوء فيا أيها المسلم الغيور على دينك اتق الله في‮ ‬ربك واتق الله في‮ ‬نبيك واتق الله في‮ ‬آل نبيك واتق الله في‮ ‬اصحاب نبيك واتق الله في‮ ‬امتك واتق الله في‮ ‬وطنك ولا تدعو الا الى الخير والمحبة والتفاهم والتقارب والوئام لأنها دعوات‮ ‬يباركها الله ورسوله والمؤمنون‮.‬

وعليك أيها المسلم الغيور على دينك ان تدعو الى ما دعا اليه سماحة الشيخ حسن موسى الصفار،‮ ‬وتيقن ان اي‮ ‬دعوة مخالفة لهذا التوجه فهي‮ ‬دعوة الى الشيطان،‮ ‬ودعوى خارجة على حدود الله ومآلها الى الفشل‮.‬

 

 

اللهم اجعلنا من الداعين الى التقارب بين ابناء الامة الواحدة كما فعل شيخنا الجليل حسن الصفار آمين‮ ‬يا رب العالمين‮.‬