الوسوسة أسباب وعلاج
هناك أسباب كثيرة للوسوسة تنتج عنها هذه الأشكال:
الوسوسة الفكرية: في بعض الاحيان قد يواجه الانسان وسوسة فكرية فتكون عنده تساؤلات حول العقيدة، والدين، حول الله عز وجل، وعلى الانسان ألا يهتم بمثل هذه الافكار كما تشير الى ذلك النصوص الدينية، وهذه الافكار إذا كانت سوية فعلى الانسان ان يبحث ويتعلم ليصل بالدليل والبرهان الى الحق، ولكنها اذا كانت مجرد هواجس وخواطر تزعج ذهن الانسان فعليه ألا يكترث لها.
الوسوسة العبادية: يبتلى الانسان بعض الاحيان بالشك في الأعمال التي يتقرب بها الى الله عز وجل، فيشك في صحة وضوئه أو غسله او صلاته، وعلى الانسان في مثل هذه الحالات ان يتحصن بالإرادة والتوكل على الله تعالى، وألا يهتم لهذا الامر، فان الخضوع للوسوسة حرام كما يقول العلماء والفقهاء، ومطلوب من الانسان الذي يكثر شكه ان يبني على الصحة حتى لا تتكرس عنده هذه الحالة، فهي من الشيطان.
والخضوع للوسوسة حرام، حيث يحول الدين الى عقدة، والدين يسر والصلاة مجال لراحة النفس واطمئنانها بذكر الله «الا بذكر الله تطمئن القلوب»، رسول الله يقول: «يا بلال ارحنا بالصلاة»، ولكن الشيطان يريد أن يحول هذه الراحة الى حالة مرضية مزعجة، وفي بعض الأحيان بسبب أجواء يعيشها الإنسان تصيبه بهذه الحالة المرضية.
الوسوسة الاجتماعية: وهي الشك في التعامل مع الناس، حتى القريبين، وقد تحصل هذه الحالة بين الزوجين، فتنشأ حالة من التجسس والتدقيق في توافه الامور بسبب الشك، وهذه حالة مرضية ينبغي الاستعاذة بالله، وعلى الانسان ان يتعامل بحسن الظن مع الناس، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب يقول «سوء الظن يفسد الأمور، ويبعث على الشرور». والاصل في التعامل هو البناء على الصحة في اعمال الآخرين، حتى في قضايا الأكل، الحلال والحرام، فما يباع في أسواق المسلمين يبنى فيه على الصحة والحلية إلا أن يعلم العكس، عن ابي بصير قال: سألت الامام جعفر الصادق عن الرجل يأتي السوق فيشتري جبة فراء لا يدري أذكية هي أم غير ذكية أيصلي فيها؟ فقال : «نعم ليس عليكم المسألة»، إذاً على الإنسان أن يلجأ الى الله تعالى بفكره ومشاعره وسلوكه حتى يأمن من هذه الحالة التي يعاني منها في داخل نفسه.