الشيخ الصفار: الناس شبعت من الشعارات.. وينتظرون التغيير
ويشيد بالنموذج التركي الراهن في تحقيق الانجازات الاقتصادية.
ويقول ليس بالآيدولوجيا وحدها يحيا الإنسان.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الحكومات العربية إلى تعزيز برامج التنمية الاقتصادية الفاعلة لخدمة شعوبها والنأي عن الشعارات الآيدولوجية مشيدا في هذا الصدد بالتجربة التركية الراهنة.
وقال الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة (14/7/1432هـ الموافق 17/6/2011م) في مدينة القطيف شرق المملكة العربية السعودية "شبعنا من الشعارات والآيدولوجيات ونريد برامج تنموية حقيقية تصنع التغيير في حياة شعوبنا".
وأضاف بأن مجتمعاتنا انشغلت لفترات طويلة بالشعارات والايدولجيات الدينية والقومية والبعثية والشيوعية والاشتراكية على حساب مصالح الناس وبرامج التنمية والتقدم الاقتصادي.
وقال ان هذه الشعارات لا تطعم الناس خبزا ولا تصنع وطنا قويا، مضيفا "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان وكذلك ليس بالآيدولوجيا وحدها يحيا الإنسان".
ودعا سماحته حكومات المنطقة إلى التوجه نحو برامج التنمية الإقتصادية الفاعلة التي تقتضي تجاوز الانشغال بالصراعات الجانبية داخليا وخارجيا على حد قوله.
وتابع ان الشعارات الدينية والآيدولوجية وحدها لا تبني الأوطان وإنما هي وقود الصراعات المدمرة في معظم الأحيان.
وقال سماحته "ان الهاء الناس بخطاب ديني حماسي، أو شعارات سياسية براقة لن يخلق امة قوية ولا وطنا مهابا ما لم يكن هناك برنامج تنموي جاد".
وحمّل الحكومات المسئولية الأولى في تحقيق الوحدة الوطنية من خلال احترام هويات مواطنيها وانتماءاتهم وجمعهم حول برنامج تنموي موحد.
واعتبر ان من أهم التحديات امام الإسلاميين في هذا العصر هي تقديم برامج تنموية ناجحة تؤمن للناس حياة أفضل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا عوضا عن الاكتفاء بتقديم الوعود بالحياة الطيبة فيما بعد الموت.
- النجاح التركي
وأشاد سماحته في هذا الصدد بالتجربة التركية الراهنة بقيادة حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية والتي حققت انجازات غير مسبوقة على مستوى السلم الأهلي والرفاه الاقتصادي وتعاظم الدخل الفردي والمكانة العالمية لتركيا.
وقال ان النجاح غير المسبوق في التاريخ السياسي التركي لحزب العدالة لم يكن بسبب الشعارات الدينية وانما جاء نتيجة انجازاته الاقتصادية التي جعلت تركيا أكثر تقدما في ترتيب الاقتصادات العالمية والأكثر نموا في اوروبا.
كما نوّه باتجاه حكومة الطيب اردوغان نحو معالجة التوترات وتعزيز التعايش الداخلي بين أطياف الشعب التركي من السنة والشيعة والعلويين والمسيحيين والأكراد.
وأضاف استلهاما من النموذج التركي بأن كل حكومة تمتلك برنامجا تنمويا قويا يسعى لتحقيق طموحات شعبها فإنها ستجد نفسها متجاوزة للمشاكل البينية الداخلية.
وعلل في مقابل ذلك اشغال الناس بالخلافات الدينية والطائفية انما يأتي نتيجة غياب برنامج تنموي كبير يجتمع الناس حوله ويسعون لتحقيقه.
- الاتفاقية الدولية لحماية العمالة المنزلية
وفي سياق مختلف دعا سماحة الشيخ الصفار إلى حسن التعامل مع العمالة المنزلية والوقوف بوجه المخالفات وسوء المعاملة التي يتعرضون لها، مستشهدا بمواقف من سيرة الإمام علي بمناسبة ذكرى ميلاده.
جاء ذلك تعليقا على اعتماد منظمة العمل الدولية يوم 16 يونيو الجاري في جنيف أول معاهدة لحماية عشرات الملايين من عمال المنازل في جميع أنحاء العالم.
وقالت المنظمة إن هذه الخطوة التي وصفتها باللحظة التاريخية جائت بموافقة 183 دولة عضوا في المنظمة وأنها ستضع ما بين 50 مليون و100 مليون خادم وخادمة تحت مظلة معايير العمل الدولية.
وقال سماحته "هؤلاء الخدم بشر لهم حقوقهم.. والتعامل معهم هو مقياس من مقاييس الالتزام القيمي والاخلاقي والقانوني".
وأشار إلى تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية تناول أوضاع مليون ونصف المليون عاملة منزلية في المملكة بعنوان "كأنني لست انسانة" وجاء فيه أن بعض الخدم يعملن ما بين 12 إلى 18 ساعة يوميا وبدون يوم راحة اسبوعية.
واعتبر سماحته ذلك نوعا من الاجحاف والظلم والمخالف للقوانين والانظمة السائدة في مجالات العمل.
وأسف لبعض أنواع سوء المعاملة "التي يندى لها الجبين" والتي يلقاها بعض هؤلاء الخدم من تأخير دفع الأجور والإهانة والتحرش والنظرة الدونية كما لو كنّ لسن بشرا.
ووصف التعامل مع العمالة المنزلية على هذا النحو بالممارسة المحرمة والجرم الكبير والمخالف للتعاليم والاخلاقيات الاسلامية.
وتسائل كيف يسمح بعض الناس لأنفسهم بالاعتداء على خدمهم والعاملين عندهم داعيا إلى الوقوف بوجه هذه المخالفات والتصدي لها.
وقال بأن التقرب لله لا يكون بمجرد الصلاة والصوم والدعاء والحج والزيارة وانما الثواب الأكبر هو في حسن التعامل مع الناس والعقاب الأكبر هو في ظلم الآخرين والإساءة اليهم.