أنموذج للعلاقة الإيجابية بين العلماء
الشيخ الصفار يستعرض جانبًا من سيرة الشيخ المعتوق
إن العلاقة الايجابية في أوساط علماء الدين قوة للحالة الدينية وتعزيز لوحدة المجتمع. حول هذه الفكرة تركز خطاب الشيخ حسن الصفار في مجلس تأبين العلامة الراحل الشيخ محمد تقي المعتوق ليلة الاثنين 2 شعبان 1432هـ الموافق 4/7/2011م في جامع المصطفى بحي التركية.
مفترضا سماحته أن تكون شريحة العلماء وطلاب العلوم الدينية أنموذجاً في العلاقات البينية السليمة لشرائح المجتمع الأخرى، فهم العارفون بالقيم الإلهية والتعاليم الشرعية، وقد قال تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾، كما أنهم القدوة لسائر الناس من خلال التزامهم وسلوكهم، كما يقول الإمام علي ع: من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه للناس بسيرته قبل تأديبه بلسانه، فمعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن وجود حالة سلبية في العلاقات البينية داخل أوساط المنتمين إلى السلك العلمائي، تنتج أضراراً بالغة، حيث تهز ثقة الناس بالعلماء، وتضعف مصداقيتهم، وتمزّق وحدة المجتمع، لأن الدين سيصبح سلاحاً في تلك المعارك البينية، وتعطي الفرصة للأعداء للتشهير والتهريج.
مؤكدا أن المطلوب ليس توحّد الآراء الفكرية والفقهية ولا التوجهات الاجتماعية والسياسية، ولا الانتماءات المرجعية بين جميع العلماء والطلبة، فذلك شرط تعجيزي، ما دام باب الاجتهاد مفتوحاً، ووصاية أي طرف على الآخر غير مقبولة. لكن هناك مساحةً اكبر من الاتفاق، ومصالح عليا مشتركة في خدمة الدين والمجتمع.
وقدم الشيخ الصفار مشروعاً واقعياً لتعزيز العلاقات الايجابية وتحقيق التعاون في الوسط العلمائي يتضمن ثلاث نقاط:
قبول ثقافة الاختلاف والحوار العلمي والتنافس الايجابي بعيداً عن الكراهية والعداء.
وجود أطر للتلاقي والتعاون بين أبناء الصنف على مستوى كل مدينة وقرية، ثم على مستوى المنطقة والبلاد.
نشر النماذج الايجابية وترويج سيرتها الصالحة.
وضمن هذا السياق استعرض الشيخ الصفار جانباً من سيرة الفقيد الراحل الشيخ محمد تقي المعتوق، ذاكراً بعض القصص والشواهد ضمن العناوين التالية:
انفتاحه وتواصله مع جميع المرجعيات الدينية والتوجهات في الساحة الشيعية، ورفضه لأي موقف سلبي من أي جهة.
إشادته في مجالسه بالمراجع والعلماء وذكر قصصهم وحديثه عنهم، حيث يشكل أثرى ذاكرة تختزن الكثير من القصص النافعة المفيدة.
رعايته لطلاب العلوم الدينية وتفقده لأحوالهم وإبداء الاحترام لهم، وتشجيعهم، والثناء على الناشطين منهم.
وطالب الشيخ الصفار بنشر سيرة الشيخ الفقيد والترويج لهذا الجانب المشرق من أخلاقياته بالخصوص ليكون قدوة وأسوة للسائرين في طريق العلم والتبليغ الديني.